رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات طرح النيل.. للكاتب السيد نجم على طاولة اتحاد الكتاب بالإسكندرية

حكايات طرح النيل
حكايات طرح النيل

تنظم النقابة الفرعية لاتحاد كتاب مصر بالإسكندرية، في السادسة والنصف من مساء اليوم السبت، ندوة لمناقشة رواية "حكايات طرح النيل"، للكاتب الدكتور السيد نجم، والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

 

ويتناول الرواية بالنقد والتحليل كل من: الناقد شوقى بدر، الناقد دكتور أدهم مسعود القاق، وتدير اللقاء الكاتبة، منى منصور بمقر اتحاد الكتاب فرع الإسكندرية بميامي.

 

وعن الرواية قال الكاتب السيد نجم لــ"الدستور": أتذكر أن رواية "حكايات طرح النيل" بدأت بالتقاط طفولة أحدهم وإذا بى أتناول بالتوازى تطور شخصيته مع تطور الأحداث الجسام في مصر منذ ثورة 1952 حتى بدايات القرن الـ21".

 

والسيد نجم روائي وقاص، كتب أكثر  من 10 روايات و6 مجموعات قصصية أحدثها "جدران مرتفعة بلا ظلال"٬ وأيضا كتب 22 كتابا فى أدب الطفل.

 ومن أبرز أعماله: رواية "ضجيج الضفادع"ــ أطياف إبداعية في مواجهة العنف دراسة نقدية ــ "يا بهية وخبريني" ثلاث روايات قصيرة ــ "أشياء عادية في الميدان" رواية ــ "أوراق مقاتل قديم" مجموعة قصصية ــ "العتبات الضيقة" رواية وغيرها.


ومما جاء في رواية "حكايات طرح النيل" للكاتب السيد نجم نقرأ: قبل الفجر انفلت "نواف العجرودي" من فرجة الباب الضيقة، قد تكفى لقط ليلي يتسلل.. نجح فى تجاوز كل العوائق، حتى عيني زوجته "أم عاصم" الساكته، فى صمتها قوة لا يعرفها غيره، حكمتها في الدنيا "خليها على الله"، ولا تترك الأمور على أعنتها أبدًا.

 

بخفته ونحافته تجاوز صوت المفصلات الصدئة المتآكلة. منعته زوجته من استبدالها، فالغرباء لهم باب المضيفة..  صوت نعير المفصلات ينبهها. كان يلهث، ويتمتم بما يحفظ، الوِرد اليومي يردده قبل أن يرفع "الشيخ الجِعرً" أذان الفجر. 

اليوم إستيقظ مبكرًا، لعله لم ينم، فضل أن يقضي ليلته، مطمورًا بالعباءة الجوخ البنية. لا يكره شيئًا فى الدنيا، قدر كُرهِه الشُعور بالضعف مع البرد.

 

يراوده رفيق عُمره الشيخ "الجعرً"، وحده يلمح عليه مالا يلاحظه غيره، كأن يرفع الشيخ الأذان ويؤم المُصلين فى أيام الشتاء الباردة، من غير أن يتوضأ.

 منذ سنوات حذره ولعنه، لكن الملعون طويل القامة، فتح بابًا لم يَخطر على ذهن "نواف"، شاء أن يُقنعه بأنه يتيمم من شدة برودة المياه، وليس فى التيمم حرج!

 

لا يجد فى نفسه العزم أن يصلي الفجر جماعة، وإن كان "الجعرً" على كامل طهارته، أم لم يكن. وهو فوق الدكة الخشبية الجرباء المنداة بقطرات الندى، يشعر وكأنه الهارب من معركة طاحنة، وكأنه حكاية من حكايات "السايح" صاحب "صندوق الدنيا"، الذي عشق أكاذيبه وحكاياته الغريبة التي ورثها عن أبيه "السايح الأب". 

ضبط "نواف" نفسه فى قلب الغمامة التي تكسو الغِيطان من أمامه ومن خلفه. العتمة غلبت على ملامح القرية المشيدة بالدور الأسمنتية، تلك التي كانت بالطين. يشعر أنه وحيد مع داره، بينما الجميع داخل الدور من حوله، يلتحفون ببعضهم البعض، بالدفء. لم يشأ أن يُشيد داره ها هنا وبعدد وفير من الغرف، إلا لأن يعيش بين أولاده صغارًا، وحتى حين زواجهم وينجبون له البنين والبنات، لتصبح له عِزوة تعوضه عن فقد عائلته التي انقصف عمر أفرادها مبكرًا.