رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اليوم العالمي للفلسفة.. «تلويحة عرفان» للراحل حسن حنفي

حسن حنفي
حسن حنفي

غيب الموت الدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة وأحد رواد التنوير قبل شهر من الاحتفال السنوي باليوم الدولي للفلسفة.

ويعتبر حنفي أحد منظّري تيار اليسار الإسلامي، وتيار علم الاستغراب، وأحد المفكرين المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية العربية، ركز طيلة حياته على قضية تجديد التراث الديني وكان له مشروعه الخاص الذي ركز فيه على تحويل القضية إلى ثقافة شعبية وسياسية.

قدم المفكر الراحل العديد من المؤلفات تحت مظلة مشروعه منها اليسار الإسلامي ومُقدمة في علم الاستغراب ومن العقيدة إلى الثورة ومن الفناء إلى البقاء.

حصلَ الدكتور حسن حنفي على عدةِ جوائزَ في مِصرَ وخارِجَها، مثل: جائزة الدولة التقديرية في العلومِ الاجتماعية 2009، وجائزة النيل فرعِ العلومِ الاجتماعية 2015، وجائزة المفكر الحر من بولندا، كانت له أقوال بارزة تعبر عن فكره مثل "العلمانية روح الإسلام" و"التراث ابن عصره".

وهاجم المفكر الراحل تجربة الإخوان في الحكم وقال للأسف كانت سيئة، لأنهم لم يتعودوا على الحكم، الذي له أصوله وقواعده، مضيفًا أن الجماعة أكثر جدية في إنشاء المستشفيات، والمدارس، والنوادي ولا تعرف معنى الحكم أو أصوله ولا طبيعة الحكم الائتلافي والمشاركة مع الآخرين.

حاز الراحل عددًا كبيرًا من الجوائز، أبرزها حصوله على جائزة الدولة التقديرية عام 2009، وجائزة النيل فرع العلوم الاجتماعية 2015م، وجائزة المفكر الحر من بولندا، وتسلمها من رئيس البلاد رسميًا.

ترك الدكتور حسن حنفي العديد من المؤلفات، اهتمت بفكر الحضارة العربية الإسلامية، حيث ألف الكثير من الكتب منها: «نماذج من الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط»، و«مقدمة في علم الاستغراب»، و«من الفناء إلى البقاء»، و«من العقيدة إلى الثورة»، و«اليسار الإسلامي»، و«حوار الأجيال»، ويعتبر صاحب مشروع فلسفي متكامل.

تميز الراحل بالكتابة الموسوعية، وكثيرًا ما كتب مُعرفًا مشروعه المعرفي بالقول: «إنه يهدف إلى إقالة العرب والمسلمين من تراجعهم الحضاري الطويل»، وتوزع هذا المشروع، الذي أطلق عليه «التراث والتجديد» على ثلاث جبهات، الأولى: الموقف من الأنا، وهو محاولة لتجديد علوم الذات، ففي كتابه «من العقيدة إلى الثورة» نجد أنفسنا أمام عمل ضخم يتكون من خمسة أجزاء، يقع كل جزء في نحو 600 صفحة من القطع الكبير، والكتاب محاولة لإعادة بناء علم الكلام الإسلامي، وهو ما فعله مرة أخرى في علوم التصوف عندما كتب «من الفناء إلى البقاء»، وفي هذين العملين، وغيرهما، نجد أنفسنا أمام تيارات الفكر الإسلامي القديمة كافة، ونقرأ تحليلات وتنظيرات تحاول أن تجعل تلك العلوم معاصرة لنا.