رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يقدمون روشتة نجاة المرأة العاملة من ضغوط «البيت والمكتب»

المرأة العاملة
المرأة العاملة

مع تزايد الأعباء المعيشية وخروج السيدات إلى العمل جنبًا إلى جنب مع الرجال، أصبحت المرأة العاملة تعانى ضغوطات مضاعفة عن الذكور، ما بين مسئوليات منزلية تشمل الأسرة والأولاد والزوج، ومهامها كامرأة عاملة، التى لا تقل فى قدرها عن مسئولية الرجل فى عمله.

وتوصل علماء بريطانيون فى دراسة حديثة، نشرها موقع صحيفة «الجارديان»، إلى أن النساء العاملات اللاتى يتحملن مسئوليات أسرية يعانين من ضغوط العمل والتوتر والقلق، بمستويات أكبر من الرجال.

وذكرت الدراسة أن النساء اللاتى تتراوح أعمارهن بين ٢٥ و٥٤ عامًا، أكثر توترًا من زملائهن من الرجال، وتبلغ تلك الضغوطات ذروتها عند النساء ممن تتراوح أعمارهن بين ٣٥ و٤٤ سنة، لأن معظمهن يتحمل مسئوليات عدة مثل رعاية الأطفال وكبار السن.

وأوضحت أنه على مدى ٣ سنوات، أُصيب ٢٠٠ ألف رجل بالتوتر الناجم عن ضغوط العمل، فى المقابل تعرضت ٢٧٢ ألف امرأة لتلك الضغوط، ما يعنى أن النساء أكثر من الرجال عرضة للمعاناة من الإجهاد والقلق والاكتئاب بـ١.٤ مرة.

ودفع هذا الكثير من السيدات إلى علم التنمية البشرية، لمعرفة أفضل السبل لتقبل ما يُلقى على عاتقهن من ضغوط ومسئوليات مختلفة، وفقًا للدكتورة بسمة سليم، خبير التنمية البشرية إخصائى علم النفس.

وقالت د. بسمة إن بيئة العمل أصبحت تحتوى على الكثير من الضغوطات، بالشكل الذى يستلزم وجود إخصائى نفسى فى كل مؤسسة، وفقًا لتخصصها المهنى، بحيث يصل الموظفون لدرجة مناسبة من الاستقرار النفسى، ما سينعكس بالطبع على الإنتاجية فى العمل.

وأضافت: «السيدة العاملة عليها مسئوليات مضاعفة أكثر من الرجل، لأنها بجانب مهام عملها الرسمية، هى أيضًا مسئولة عن الأطفال ومدارسهم وتدريباتهم الرياضية وإطعامهم، فضلًا عن ترتيب بيتها ومراعاة زوجها».

وانتقدت نظر أغلبية الرجال فى المجتمعات الشرقية إلى عمل المرأة على أنه «فعل ترفيهى» ليس بحجم عمل الرجل، وبالتالى لا يعولون على التعب الجسدى والنفسى والذهنى الناتج عن هذا العمل.

ورأى طارق إلياس، خبير التنمية البشرية، أن التنشئة الاجتماعية فى بعض المجتمعات الشرقية أسهمت فى «التفخيم» من قيمة عمل الرجل، مقابل إسناد الأعمال المنزلية إلى النساء، فبدا مع مرور الزمن عمل الرجل أصعب وأكثر إرهاقًا، حتى لو عملته المرأة.

وأضاف «إلياس»: «هنا تحدث المشكلات الزوجية، وتزداد الضغوطات على المرأة، التى اضطرت لمساندة الرجل والخروج إلى العمل، مع عدم الإخلال بواجباتها كزوجة ومسئوليتها التى ألقاها عليها المجتمع كأم»، معتبرًا أن «السيدات فى كثير من الأحيان والمجتمعات لا يجدن التقدير الكافى لعملهن المتوازى مع مسئولياتهن تجاه أسرهن».