رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نيويورك تايمز تحذر من خطورة تفاقم النزاع في إثيوبيا

إقليم تيجراي
إقليم تيجراي

حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" من خطورة تفاقم النزاع وإطالة أمده في إثيوبيا، قائلة إن هناك خطر ماثل بانقسام البلاد وتمزقها بشكل يهدد بالخراب المطلق، على خلفية الوضع في إقليم تيجراي وتصاعد المواجهات بين القوات الحكومية وقوات الإقليم والقوات المتحالفة معها. 

وأضافت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، إن الصرع امتد لشهور طويلة وتسبب في خسائر فادحة يتحمل المدنيون العبء الأكبر منها، معتبرة أن قوات الجيش الإثيوبي والقوات الإريترية والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت العديد من الجرائم ضد المدنيين التي ترقى إلى جرائم التطهير العرقي. 

وتابعت "الحكومة الإثيوبية تشن حملة وحشية على إقليم تيجراي وارتكبت العديد من الانتهاكات ضد سكانه شملت العنف الجنسي والقتل الجماعي، حيث قتل الآلاف من المواطنين ونزح أكثر من مليوني شخص، فيما يواجه ما يقرب من مليون شخص مجاعة شديدة، هذه الفظائع أذهلت المجتمع وأثارت الانقسامات وعمقت الاستقطاب بالفعل في البلاد". 

ودعت الصحيفة الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والدول المجاورة لإثيوبيا إلى بذل مزيد من الجهود النشطة والمتضافرة لعقد حوار شامل وموثوق يمكن أن يؤدي إلى تسوية سياسية مستدامة، قائلة "يجب أن يكون المجتمع الدولي مستعدًا لاستخدام جميع الأدوات الموجودة تحت تصرفه - العقوبات والضغط والأموال – للضغط على أطراف النزاع والتوصل إلى وقف إطلاق النار".

وأشارت الصحيفة إلى التحالف السياسي المشكل حديثا ضد الحكومة الإثيوبية، والذي يتكون من تسع جماعات معارضة في إثيوبيا من مختلف الأقاليم والعرقيات من بينها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وجيش تحرير أورومو، ويهدف إلى الإطاحة بالحكومة الحالية وتشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد في حال سقوط النظام.

 وأوضحت أن هذا التحالف غذاه خطاب الكراهية والعنف العرقي الذي تنشره الحكومة ضد عرقية تيجراي بوصفها بأنها "أعشاب ضارة" و"سرطان يجب القضاء عليه"، وهو ما يجعل السير في مسار التفاوض أمرًا صعبًا للغاية. 

 وأوضحت أن الصراع تفاقم ووصل إلى مراحل أكثر خطورة بعد فرض السلطات حالة الطوراىء في جميع أنحاء البلاد شنت على إثرها حملة قمع واسعة النطاق ضد أبناء واتباع العرقية التيجرية في العاصمة أديس أبابا وأجزاء أخرى من البلاد، حيث تم اعتقال الآلاف من المواطنين، كما تم اعتقال عدد كبير من موظفي الأمم المتحدة المحليين، مما أدى إلى خلق حالة من الفوضى في العاصمة. 

وأضافت "إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في القارة من حيث عدد السكان، تشهد حالة من التمزق، ويمكن أن ينهار النظام الفيدرالي القائم على العرق في البلاد، والذي استمر لما يقرب من ثلاثة عقود."

وتابعت " الوضع مروع للغاية وسط المجاعة من صنع الإنسان والانهيار الاقتصادي والعنف المنتشر على نطاق واسع، لدرجة إنه لا يستطيع أي من أطراف النزاع تحمل المزيد، لقد فقدت الحكومة الإثيوبية مصداقيتها بالفعل على نطاق واسع ولم يعد بإمكانها أن تأمل في انتظار المزيد من الخصومات". 

واختتمت "يجب على كلا الجانبين تنحية الحرب جانبًا من أجل السلام، لأن البديل الآن هو الخراب المطلق".