رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كليف سميث: مشروع تصنيف الإخوان «إرهابية» يحظى بدعم نواب فى «الكونجرس»

كروز
كروز

قدّم السيناتور الجمهورى تيد كروز، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، الخميس الماضى، مشروع قانون إلى «الكونجرس» لتصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية فى الولايات المتحدة. ويعد المشروع الجديد إعادة لمشروع قانون قدمه «كروز» لتصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية، فى عهد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترمب، ويدعو فيه وزارة الخارجية الأمريكية إلى استخدام سلطتها القانونية لتنفيذ المقترح.

«الدستور» تحاور فى السطور التالية مدير برنامج واشنطن فى منتدى الشرق الأوسط «Middle East Forum»، كليف سميث، عن تفاصيل مشروع القانون الجديد، ورؤيته لفرص نجاحه، إلى جانب رأيه فى القوة الحالية لجماعات «الإسلام السياسى» وعلى رأسها «الإخوان».

 

■ بداية.. ما تفاصيل مشروع القانون الذى تقدم به السيناتور تيد كروز لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، الخميس الماضى؟

- السيناتور تيد كروز كان يعتزم منذ سنوات عديدة تقديم مشروع قانون فى «الكونجرس» لتصنيف جماعة الإخوان فى قائمة الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية، وهى القضية التى دافع عنها منذ وقت مبكر من حياته المهنية فى مجلس الشيوخ، ومن المرجح أن يستمر فيها، لأنها أمر مهم بالنسبة له على المستوى السياسى، ويعتقد أنها مفيدة جدًا للولايات المتحدة وحلفائها فى الشرق الأوسط.

■ أعرف أنك مقرب من السيناتور «كروز».. ما جهوده للحصول على دعم «الكونجرس» لمشروع القانون؟

- إلى جانب النائب تيد كروز، هناك أيضًا النائب ماريو دياز بالارت، الذى سبق أن دافع عن نسخ سابقة من مشروع القانون هذا، فى إطار مواجهته الأيديولوجيات القمعية والمتشددة فى الداخل والخارج، وعلى رأسها أيديولوجية جماعة «الإخوان»، التى يرى أن محاربتها أمر مهم لكل من الولايات المتحدة وحلفائها فى الخارج.

وكل من «كروز» و«بالارت» يعرفان جيدًا ما فعلته الأيديولوجيات الراديكالية القمعية بالكثيرين فى عدة دول، ولا يريدون تكرار الأمر ذاته مع آخرين، وهو ما يجعلهم أكثر تأهبًا عن غيرهم من النواب فى الوقوف ضد هذه الأيديولوجيات الشمولية، التى تنشرها «الإخوان» وجماعات «الإسلام السياسى». وكذلك أعرف نوابًا آخرين، مثل تشاك فليشمان وآدم كينزينجر وبيل جونسون، من ضمن ١٥ نائبًا يدعمون مشروع القانون، وسبق لهم أن دعموا نسخًا سابقة له، بهدف رئيسى هو تصنيف «الإخوان» تنظيمًا إرهابيًا داخل الولايات المتحدة.

■ هل تتوقع نجاح المشروع على ضوء هذا الدعم؟

- أعتقد أن للمشروع فرصة نجاح ضئيلة، بسبب الخوف من الاتهام بـ«الإسلاموفوبيا»، فحتى مع قيادة «الجمهوريين» لمجلس الشيوخ فشلت الإصدارات السابقة من مشروع القانون فى التقدم، والآن هناك سيطرة لـ«الديمقراطيين» على مجلسى النواب والشيوخ، الذين عادة ما يتخوفون من اتهامهم بـ«العنصرية ضد المسلمين».

وكان النائب السابق جين جرين هو «الديمقراطى» الوحيد الذى وافق على النسخ السابقة من مشروع قانون تصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية، وليس هناك ما يشير إلى حدوث تغيير، فى ظل اعتقاد كثير من «الديمقراطيين» أن أى معارضة لأى جماعة إسلامية سيُنظر إليها على أنها «إسلاموفوبيا» و«تعصب ضد المسلمين». وأنا لا أرى أى تعصب أو عنصرية فى هذا التوجه، لأن هناك حقيقة مهمة هى أن الكثير من المسلمين فى الولايات المتحدة وأوروبا والعالمين العربى والإسلامى لا يريدون أى علاقة بجماعات «الإسلام السياسى» مثل «الإخوان».

■ بصفة عامة.. كيف ترى القوة الحالية لجماعات «الإسلام السياسى»، وعلى رأسها «الإخوان»؟

- من الواضح أن جماعة «الإخوان» ضعفت فى الشرق الأوسط، بسبب الإجراءات التى اتخذتها مصر وتونس والعديد من دول الخليج، بعد انكشاف الوجه الحقيقى لها خلال ما يسمى «الربيع العربى»، والآن لم يعد لعناصرها ملاذ آمن، ولم تعد تمتلك نفوذًا مباشرًا على شعوب الشرق الأوسط، وحتى لو كان هناك من يدعمها فى الشرق الأوسط، فما زلت أعتقد أن «الإخوان» تواجه «نكسات» خطيرة فى الفترة الأخيرة.

■ وماذا عن وضع الجماعة فى الدول الغربية؟

- تضاءل دعم جماعات «الإسلام السياسى» فى الغرب إلى حد ما، فبعدما تلقت دعمًا من بعض الدول فى السابق، غيرت هذه الدول سياساتها تجاه هذه التنظيمات وعلى رأسها «الإخوان»، وعلى الرغم من ذلك اكتسبت «الإخوان» حلفاء جددًا فى الغرب، وتحديدًا مجموعة من التنظيمات المشابهة الأخرى.

كما أن الولايات المتحدة مثلًا لا تركز اهتمامها الأكبر فى القلق من الجماعات المتطرفة والإرهابية فى الشرق الأوسط، لصالح اهتمام أقوى بملفات أخرى لها أولوية، مثل القلق من صعود الصين، وهى ثغرة تساعد أعضاء الجماعة كثيرًا، لأنها تعنى تدقيقًا أقل فى أفعالهم من قبل صناع القرار فى الولايات المتحدة.

وللعلم لا يقتصر الأمر على أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط فقط، فحتى فى آسيا هناك ما يسمى «الجماعة الإسلامية»، التى تتواجد فى باكستان وبنجلاديش، تتبع أيديولوجية مشابهة جدًا لأيديولوجية جماعة «الإخوان».

■ ما رأيك فى الإجراءات التى اتخذتها دول مثل النمسا وفرنسا وألمانيا وسويسرا وبريطانيا لمواجهة جماعات «الإسلام السياسى» فى «مؤتمر فيينا» الأسبوع الماضى؟

- أعتقد أن هناك وعيًا متزايدًا فى أوروبا بوجود متطرفين داخل جماعة «الإخوان» يدعون أنهم «معتدلون»، وهو ما أدى إلى اتخاذ إجراءات فعالة ضد التنظيم، بالتزامن مع أنشطة فى الإطار ذاته من قبل تنظيمات المجتمع المدنى، وعلى رأسها «منتدى الشرق الأوسط» أو«Middle East Forum»، المسئول عن «برنامج واشنطن» فيه.

وتجرى الحكومة الأمريكية تحقيقات مع التنظيمات التابعة لجماعة «الإخوان»، مثل «منظمة الإغاثة الإسلامية»، لكن هذا غير كافٍ فى ظل أن الكثير من عناصر تلك الحكومة لا يفهمون المشكلة، ويخشون من أن أى فك ارتباط بـ«منظمة إسلامية» سيُنظر إليه على أنه «تعصب ضد المسلمين»، وهو الأمر الذى تلعب عليه أذرع الجماعة فى الولايات المتحدة، مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «CAIR»، والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية «ICNA».

■ هل هناك دولة معينة يمكن القول إنها اتخذت أكثر الإجراءات فاعلية لمواجهة «الإسلام السياسى»؟

- لن أشير إلى بلد بعينه، لكننى سأقول إن «الإخوان» تنظيم تغذيه فكرة «الإسلام الراديكالى المسيس»، وليس العقيدة الإسلامية المتسامحة والمعتدلة، لذا فإن الدولة الأكثر فاعلية فى استخدام أيديولوجية تدعم التسامح والاعتدال ستكون الأكثر فاعلية فى المواجهة.

■ أخيرًا.. أيمكن لجماعات «الإسلام السياسى» استعادة نفوذها مرة أخرى فى البلدان التى فقدت السيطرة عليها؟

- أعتقد أن «الإخوان» ستسلك أى طريق مفتوح أمامها، سواء لاستعادة النفوذ فى الدول القديمة أو تأسيس موطئ قدم فى دول جديدة، وأعتقد أن الوضع مناسب لتحقيق هذا فى الوقت الحالى، فى ظل التعاون المتزايد بين مختلف مجموعاتها وغيرها من التنظيمات التابعة.