رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقيقة ما يجرى فى الميريلاند

رغم أننى ضد التمويل الأجنبى بشكل عام وخاص، إلا أننى أتوجه بالتحية لموقع مدى مصر الإخبارى لكشفه حقيقة ما يجرى فى حديقة الميريلاند، رغم صياغته غير المحايدة، ولكنه فى النهاية ذكر الحقيقة، وفى نفس الوقت أبدى دهشتى من عدم إقدام حى مصر الجديدة، ولا الشركة المالكة للحديقة، على إصدار بيان يوضح ما يجرى فيها، ويضعه فى سياقه الحقيقى.. لقد صحا الرأى العام منذ أسبوعين تقريبًا على شائعات، ومبالغات، ومخاوف حقيقية وغير حقيقية.. المخاوف مصدرها أهالى مصر الجديدة، وهى مفهومة، ومشروعة، ويزيد منها حالة الغموض التى أحاطت بالأعمال التى تجرى «اتضح أنها على أطراف الحديقة».. هذه المخاوف المشروعة صاحبتها حالة من «الزياط» وهو لفظ يفيد الصخب الأجوف، من باحثين عن دور، ومغرضين، وأشخاص يعانون من فراغ، وفلول للإخوان، ولغير الإخوان.. ممن بدا لهم أن النضال فى قضية مثل الميريلاند، هو نضال مأمون العواقب، خاصة أن القضية تشبه قضية مسلسل «الراية البيضا» الشهير، حيث يتضاد الجمال مع القبح، والقيمة مع الاستثمار العقارى.. وقد حاولت جاهدًا أن أعرف حقيقة ما يجرى فى الحديقة.. وكان لومى موجهًا لكلا الطرفين.. المزايدين الذين أعرف أنهم يكتبون بغير علم.. لأنه لا توجد معلومات واضحة أساسًا.. والجهة المسئولة عن الحديقة التى تلتزم الصمت وتترك المجال لمطلقى الشائعات، ولائكى الفراغ.. وأثناء بحثى صادفت تقريرًا نشره موقع «مدى مصر» الإلكترونى، وهو موقع غير رسمى، ويمكن وصفه بأنه «مستقل» أو «معارض» أو «ممول».. لكن التقرير كان موضوعيًا إلى حد معقول وكشف عن حقيقة ما يجرى فى الميريلاند استنادًا إلى تصريحات من السيد شكرى أسمر، عضو جمعية تراث مصر الجديدة، والذى زار الحديقة وقابل المسئولين عنها وعن مشروع التطوير واكتشف الحقائق التالية «أولًا: مساحة الحديقة هى خمسون فدانًا كاملة توازى ما يقرب من ٢١٠٠٠٠ متر مربع (مئتين وعشرة آلاف متر مربع)، ثانيًا: كل ما يجرى من عمل هو مجرد إنشاء نصب تذكارى على طرف من أطراف الحديقة، ثالثًا: مساحة قاعدة النصب ٥٠٠ متر مربع (خمسمائة متر مربع)، وربما يحيط به فراغ ٥٠٠ أخرى، بإجمالى مساحة ١٠٠٠ متر مربع من إجمالى ٢١٠٠٠٠ متر مربع، أو بنسبة ٠٫٣٪ (ثلاثة من عشرة فى المائة تقريبًا)، رابعًا: تعهد القائمون على المشروع بعدم اقتلاع أى أشجار، ولا اقتطاع أى جزء من منطقة الباتيناج التاريخية، خامسًا: يقول التقرير بالنص (الوضع الحالى هو اقتطاع جزء من حديقة الميريلاند يقع خارجها! فى الزاوية الواقعة بين شارعى المعهد الاشتراكى والفتح، فى صورة مستطيل، يتوسطه النصب التذكارى، وتجرى زراعته! بحيث يعدل وضع سور الحديقة فى هذه المنطقة للخلف، ويبقى الجزء المقتطع مفتوحًا للجمهور فيما يمثل هذا المستطيل المقتطع حديقة صغيرة مفتوحة دون أسوار..)»، انتهى نص الاقتباس من التقرير، وهو يقول إنه لا توجد قضية من الأساس، وإن الموضوع صنعه أولًا حالة غياب المعلومة الواضحة، وصنعه ثانيًا المغرضون وأصحاب الهوى، واللجان الإلكترونية، فضلًا عن تراث سابق من سوء الظن التاريخى بأى حكومة، والمطلوب من الجهات التى تجرى بها عمليات تطوير أن تعلن عن تفاصيل التطوير يوم البدء فى العمل مساءً، وأن نضع فى اعتبارنا جميعًا أن هذه القضايا يختلط فيها القلق المشروع لمثقفين وطنيين ومحبين للجمال، بالإثارة والضجة التى يحدثها فلول الإخوان وغير الإخوان ممن يصطادون فى الماء العكر، لذلك يجب سد الذرائع، والأخذ بأسباب الوضوح والشفافية، وأستغل هذه الفرصة لأطلب من د. مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، إصدار بيان توضيحى لمدى مساس أعمال تطوير القاهرة التاريخية بالمقابر فى السيدة نفيسة والإمام الشافعى وصحراء المماليك وغيرها، لأن أعمال التطوير ستصبح هى المحطة المقبلة لمن لديهم قلق مشروع ولمن لديهم هوى سياسى أيضًا.. وفى كل الأحوال فإن الإعلان يخرس ألسنة المغرضين، ويضع الأمور فى نصابها الصحيح، والله أعلم.