رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميسرة صلاح الدين: الترجمة تفتح الأفق وتساعد في اكتشاف الآخر

ميسرة صلاح الدين
ميسرة صلاح الدين

في مثل هذا اليوم من كل عام، الموافق ٣٠ سبتمبر يتم الاحتفال باليوم العالمي للترجمة، في عيد القديس جيروم، مترجم الكتاب المقدس الذي يعتبر قديس المترجمين.

وأطلق الاتحاد فكرة الاحتفاء باليوم العالمي للترجمة في عام ١٩٩١، كيوم معترف به رسميا، وذلك لتعزيز مهنة الترجمة في مختلف الدول.

التقت “الدستور”، ميسرة صلاح الدين، شاعر ومترجم صدر له الكثير من الأعمال الإبداعية، الذي قال إن هناك نصوص ادبية وعلمية حالت بين فهمها للبعض لغته غير المترجمة، ليأتي علم الترجمة النصية ليزيح ساتر الغموض عن النص غير المفهوم لينفتح على ثقافات وشعوب مختلفة الأفق.

وواصل صلاح الدين، أن الكتاب الجادون يجتهدون في كل أنحاء العالم لصنع أساطيرهم الذاتية، ويتبعهم المترجمون في كل وادٍ يهيمون فيه خلال الرحلة التي لا تنتهي في البحث عن الذات واكتشاف الآخر.

وحكى صلاح الدين أن مسيرته في الترجمة بدأت منذ أول عام 2014 ليكون أول إصدار مترجم له كتاب الجبل العميق لأحد الكتاب المعارضين ويتحدث عن المذبحة الأرمينية التي ارتكبتها القوات العثمانية وقت الحرب العالمية الأولى ضد الأرمن وهي من أكبر المذابح التي حدثت في حق الشعوب على مر التاريخ.

وتابع أن مسيرة الترجمة بدأت من حافز أن بعض الأعمال العالمية تحتاج للإطلاع عليها وهي غير مترجمة، فشعر أنه يريد المشاركة للقراء في ما قرأت من حيث المتعة والعلم والمعلومة، ومن هنا جاءت فكرة الترجمة، فمن الأفضل أن يكون له مهارات متعددة في مسارات مختلفة في ذات الاتجاه.

وأكد ميسرة أن هناك بعض المحددات لعلم الترجمة وهي أولهم الأمانة، فمن الصعب التدخل في الترجمة، بطريقة الوصاية أو الرقابة، فالمؤلف شريك في النص وليس وصي عليه، فهناك شراكة بين المترجم وبين المؤلف فيه جزء من الأمانة والتفاهم مع النص المترجم لإعادة تقديمه مرة أخرى للقارئ.

وأوضح أن المترجم لابد أن يراعي أسلوبية النص وهي فهم خصائص الأسلوب للكاتب الأصلي للنص وعند الترجمه تختفي شخصيته ككاتب وتظهر شخصية الكاتب من حيث محسنات بديعية، صور واستعارات في الكتابة، مع إضافة مهاراتك اللغوية للغة المترجم منها وإليها، دون التدخل في روح النص.

ولفت إلى أن اختيار الكتاب لمشروع ترجمته يكون من بين متعدد من العروض المقدمة والاختيار يكون للأقرب لي لثراء تجربتي الذاتية، لأن النص المترجم هو تفاعلي بين الكاتب والنص، ومن المترجمات كتاب الناقوس الزجاجي لمؤلفة سيلفيا بلاث، كتاب العودة لدولسي ماريا كاردوسو، كتاب رسائل ستيفان زفايج، كتاب ١٠٠ عام وعد بلفور، قراءه عبر الادب والتاريخ.

وتابع صلاح الدين أن جمهور القراء للروايات المترجمة جمهور عريض من شرائح مختلفة، فالرواية للعموم هي جاذبة للقراء، كما أن الروايات المترجمة تطلع القارئ على فتح أفق جديد من ثقافات مختلفة وأماكن مختلفة فهي جاذبة بشكل أكبر.

وأوضح أن القارئ يحتك طوال الوقت بالكتاب المترجم بشكل مباشر أو غير مباشر سواء كتاب تاريخي أو أدبي أو شعبي وكتب علم النفس والتنمية البشرية، هي علوم مترجمة وتجذب شريحة كبيرة من القراء.

واختتم أن الكتاب المترجم يساعد في تقريب المسافات ونقل ثقافة الآخر فهناك جهد موازي للترجمة، هي فهم البيئة المترجمة من حيث الأماكن والثقافة لنقلها، ووصفها كما هي بحقيقتها الواقعية مع إيضاح الغامض في النص.

يشار إلى أن ميسرة صلاح الدين، شاعر ومترجم صدر له الكثير من الأعمال الإبداعية والتي تنوعت بين الكتابة المسرحية والشعر، ومن أبرز دواوينه الأسد الحلو، أرقام سرية، شباك خجل، وأنا قلبي مش فارس، كما صدرت له من المسرحيات ترام الرمل، الورد البلدي، بنادورا، جراج الأوبرا.

IMG_20210325_183734
IMG_20210325_183734