رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف العصفورى يوقع ويناقش روايته «عودة عوليس» فى الكتبجية

عودة عوليس
عودة عوليس

تحتضن مكتبة الكتبجية بالمعادي، في السادسة والنصف من مساء اليوم الخميس، حفل توقيع ومناقشة رواية "عودة عوليس"، للكاتب الروائي شريف العصفوري، والصادرة مؤخرا عن دار المحروسة للنشر والتوزيع.

 

والكاتب الروائي شريف العصفوري، سبق وصدرت له أعمال: "عشرون مدينة في أربعين سنة" كتاب من أدب الرحلات عن دار ابن رشد 2018 ــ المجموعة القصصية "زيارة لظل شجرة"، والصادرة عن دار المحروسة العام الماضي 2020.

 

وعن روايته عودة عوليس، يقول شريف العصفوري: إشارة لعوليس من الإسطورة الرومانية Ulysses، استدعى الأمر فصل أو إثنين لإعادة زيارة مشهد الجمهورية الرومانية في مفصل تاريخي مهم ، الجمهورية الرومانية زاوجت بين الحضارة اليونانية العقلانية و البراجماتية و بين المعارف و النظام الاجتماعي المصري القديم، الجمهورية في عصرها الأول كانت برئاسة قنصل لمدة عام واحد، و قبل هوبز بأكثر من 15 قرن، أرادت تحجيم سلطة القنصل بنائب، و الأثنين بمجلس شيوخ يساءلهما، و بمدة ولاية لمدة عام واحد قابلة للتجديد بواسطة مجلس الشيوخ، النظام الاجتماعي /الاقتصادي كان ناجحا اقتصاديا بدرجة سمحت بتمدد الجمهورية لتحتل كل سواحل البحر المتوسط والضفة الجنوبية لنهر الدانوب، وكامل شبه الجزيرة الإيطالية و الضفة الغربية لنهر الراين و غالبية جزيرة بريطانيا، مساحة خمسة مليون كيلومتر مربع، أكبر امبراطورية عرفها التاريخ حتى ذلك الوقت و بتعداد سكان تجاوز الخمسين مليون.

 

النظام الاقتصادي الأساسي سمح لطبقة صغيرة بامتلاك الأراضي و العبيد لاستغلال الأرض سواء في الزراعة أو الرعي أو استغلال الغابات أو بناء الطرق أو تملك سفن التجارة، الباتريسيان هي طبقة 1٪ و التي يأتي منها الشيوخ الذين يشرعون القوانين ، تعداد العبيد كان حوالي 30٪من السكان في روما وإيطاليا، و أقل قليلا من ذلك في الأقاليم، المواطنة الرومانية كانت تُمنح للطبقة المتعلمة وصاحبة الأملاك وحاملة الحضارة وبانحياز أوروبي، المواطنون الرومان لم يزيدوا عن 10٪ من سكان مصر، رغم أنها كانت أغنى مقاطعات الإمبراطورية.

الاستعباد كمؤسسة لم يكن مرهونا بلون البشرة أو الأصل العرقي، و لكن نتيجة لأسر الحروب أو لقيد الديون، فلم تكن العبودية مؤبدة، وسمح لأصحاب الحرف أو المهارات شراء أنفسهم من ملاكهم، ونظرا للاستغلال الاقتصادي الشديد و تعاظم أعداد العبيد، مع تواجد فوارق اثنية أو ثقافية، قامت عدة ثورات للعبيد ضد ولاة الأقاليم أو ضد الجمهورية الرومانية كلها.

 

طبقة تالية نشأت وازدادت ثراء بتوسع الإمبراطورية وتمكنت من عدة حرف  وارادت المنافسة وإعادة تقسيم الثروة مع الطبقة الحاكمة وسميت بالبليبيان Plebeian، ومنها اشتقت اسم الاستفتاء باللاتينية Plebiscite، كان تعداد الطبقة حوالي ٢٠٪من سكان شبه الجزيرة الإيطالية.

 

الإمبراطورية الرومانية تقدمت في العلوم الهندسية والبناء والإدارة، وازداد ثراء عامة الناس زيادة كبيرة عن العصور التي قبلها، داخل الإمبراطورية في المدن الرومانية نعمت بحكم القانون و الأمن (القانون باللاتيني وبالعربية وباللاهوت مكافئ Canon)، وربطت الإمبراطورية أطرافها و قلبها بطرق برية معبدة تحت حراسة حاميات رومانية، وطرق بحرية منتظمة ومؤمنة، فازدهرت الإمبراطورية.

 

الصراع بين الطبقة العليا و المتوسطة، أنتج انقلابات داخل المؤسسات الحاكمة، ومال بعض القناصل بالاتكاء على انحياز للطبقة الصاعدة والديكتاتورية، فحكم لمدة سبعة سنوات أول ديكتاتور، ثاني محاولة ناجحة للانحياز لطبقة البليبيان كانت مع يوليوس قيصر الذي أعلن نفسه إمبراطورا و اراد الحكم أبدا وحاول توريث ابنه، فقتله أصحابه في مجلس الشيوخ انتصارا لقيم الجمهورية، تعداد مجلس الشيوخ كان مآئتي عضوا دائما من الأسر العريقة والثرية (الباتريسيان)، زاد التعداد قيصر إلى ستمآئة وعين أنصاره من طبقة البليبيان، كارل ماركس والكثير من علماء الاقتصاد السياسي أو علوم الاجتماع ركزوا على تطور الجمهورية الرومانية وتحولها إلى إمبراطورية وعلاقتها بالمسيحية تحديدا بكثير من البحث والتمثيل والمضاهاة، ودراسة نشوء الطبقات الاجتماعية والاستغلال الاقتصادي.