رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تؤجل واشنطن موعد انسحابها الكامل من أفغانستان؟

أفغانستان
أفغانستان

أثارت تلميحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بتمديد الوجود الأمريكي في أفغانستان، الكثير من الجدل، حول هل تؤجل واشنطن انسحابها الكامل من أفغانستان؟.

وإزاء الفوضى الناجمة عن عمليات الإجلاء في كابول وبضغط من حلفائه، فتح جو بايدن الباب أمام احتمال بقاء الجنود الأميركيين في أفغانستان بعد 31 أغسطس، مشيرا إلى "مناقشات جارية" في الجانب الأميركي بهذا الخصوص.

ثمة مناقشات جارية

ومساء الأحد، قال الرئيس الأمريكي بايدن، وفقا لوكالة فرانس برس الإخبارية، إن "ثمة مناقشات جارية بيننا وبين الجيش بشأن التمديد. 

وقال بايدن: نأمل بألا نضطر إلى التمديد لكننا سنناقش مدى تقدم عملية الإجلاء" في حين أعلنت لندن عقد قمة عبر الإنترنت لمجموعة السبع "لإجراء مناقشات عاجلة حول أفغانستان".

وتسببت الفوضى العارمة الناجمة عن تدفق عشرات آلاف الأفغان اليائسين إلى مطار كابول، بوفاة 7 أشخاص. 

ومنذ دخولها كابول في 15 أغسطس، تحاول حركة طالبان إقناع السكان بأنها غيرت نهجها مؤكدة أن سياستها ستكون أقل صرامة من حكمها البلاد بين العامين 1996 و2001. إلا أن ذلك لا يحول دون تدفق آلاف الأفغان غير المقتنعين بهذه الوعود بغية مغادرة البلاد.

وقال المسؤول الكبير في حركة طالبان أمير خان متقي الأحد "الولايات المتحدة بكل قوتها وتجهيزاتها فشلت في فرض النظام في المطار. السلام والهدوء يعمان كل أرجاء البلاد لكن الفوضى تعم مطار كابول يجب أن يتوقف ذلك بأقرب وقت ممكن".

وتبقى عائلات عالقة بين الأسلاك الشائكة المحيطة بحرم المطار والتي تفصل قوات طالبان عن الجنود الأميركيين آملة بالدخول فيما يبقى الوصول إلى المطار صعبا جدا.

بريطانيا تطالب بالتأجيل

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الاثنين، إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، سيطالب بايدن، بتأجيل الانسحاب الكامل من أفغانستان في ٣١ أغسطس الجاري.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي ترأس بلاده مجموعة السبع الأحد "من الحيوي أن تعمل الأسرة الدولية معا لضمان عمليات إجلاء آمنة وتفادي أزمة إنسانية ومساعدة الشعب الأفغاني في حماية مكتسبات السنوات العشرين الأخيرة".

وإلى ذلك، رأى منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن من المستحيل" إجلاء جميع الأفغان المتعاونين مع القوى الغربية قبل 31 أغسطس ولم يستبعد أن "يغير الأميركيون رأيهم" ليبقوا ما بعد هذا التاريخ في أفغانستان.

كذلك، دعت منظمات عدة معنيّة بحقوق الإنسان، بايدن إلى تمديد الموعد النهائي لانسحاب الولايات المتحدة.

إجلاء 30 ألف شخص 

وقال البيت الأبيض الأحد إن نحو 30 ألف شخص اجلوا منذ 14 أغسطس في حين تريد واشنطن إخراج 15 ألف أميركي و50 إلى 60 ألف أفغاني مع عائلاتهم.

وينتظر آلاف الأجانب من جنسيات أخرى وأفغان مهددون أو عملوا مع الحلفاء، عمليات إجلائهم من قبل دول غربية.

واستأجرت واشنطن طائرات من شركات طيران خاصة عدة للمساعدة في عمليات الإجلاء. ولن تقلع هذه الطائرات من مطار كابول بل ستساعد في نقل الأشخاص الذي تم اجلاؤهم إلى دول أخرى مثل قطر أو الإمارات العربية المتحدة.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد إلى منع تدفق اللاجئين الآتين من أفغانستان الذين قد يختبئ في صفوفهم "مقاتلون متنكرون".

وأضاف "من قد يكون مختبئا في صفوف هؤلاء اللاجئين، كيف يمكننا أن نعرف؟" معتبرا أن "مئات أو حتى مئات الآلاف أو ملايين" الأشخاص قد يكونون راغبين في الفرار من الأراضي الأفغانية.

حث زعماء العالم على عقوبات

وقالت مصادر لرويترز إن بريطانيا تعتزم حث زعماء العالم على النظر في فرض عقوبات جديدة على حركة طالبان في الاجتماع المقرر لمجموعة الدول السبع الكبرى يوم الثلاثاء لبحث الأزمة في أفغانستان.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يرأس حالياً مجموعة الدول السبع والتي تضم أيضاً الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا، إلى عقد اجتماع افتراضي لزعماء المجموعة في أعقاب سيطرة طالبان على أفغانستان.

وقال مسؤول حكومي بريطاني، طلب عدم نشر اسمه، يوم الأحد إن بريطانيا تعتقد إن على مجموعة السبع بحث فرض عقوبات اقتصادية ووقف المساعدات إذا ارتكبت طالبان انتهاكات ضد حقوق الإنسان وسمحت باستخدام أراضيها كملاذ آمن للمتشددين.

وأثارت سيطرة طالبان السريعة على أفغانستان مخاوف من حملات انتقام وعودة حكمها المتشدد الذي فرضته عندما كانت في السلطة قبل عقدين.

وقال جونسون على تويتر الأحد "من الضروري أن يتعاون المجتمع الدولي لضمان عمليات إجلاء آمنة ومنع حدوث أزمة إنسانية ودعم الشعب الأفغاني، حفاظا على مكاسب السنوات العشرين الماضية".

وقال دبلوماسي غربي إن من غير المرجح اتخاذ قرار فوري بفرض عقوبات على طالبان. وكان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قد طرح لأول مرة إمكانية فرض عقوبات على طالبان الأسبوع الماضي.

وكان بايدن قد قال الأسبوع الماضي إن زعماء مجموعة السبع سيعملون على وضع نهج مشترك إزاء طالبان. وأجرى بايدن بالفعل محادثات ثنائية مع جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي. ويواجه بايدن انتقادات في الداخل والخارج بسبب أسلوب معالجته لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.