رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لا أعرف هذه المرأة».. أحدث إصدارات الشاعرة المغربية عائشة بلحاج

لا أعرف هذه المرأة
لا أعرف هذه المرأة

صدر حديثا عن دار الآن، ديوان " لا أعرف هذه المرأة " للشاعرة والإعلامية المغربية عائشة بلحاج، وهو الثالث في مسارها الشعري بعد ديواني "ريح تسرق ظلي" و"قبلة الماء". 

و يضمّ الديوان ستة وثلاثين نصا شعريا متفاوت الطول، وتحتل قصيدة "ما زلت أقفز بين الغرف" مساحة مهمة في "لا أعرف هذه المرأة"، إذ تعتبر أطول قصيدة للشاعرة التي عرفت بنصوصها القصيرة في أعمالها السابقة، وتحكي القصيدة مسار حياة الشاعرة التي لا تزال "تقفز بين الغرف".

و تنفتح عائشة بلحاج على عكس ديوانيها السابقين الذين احتفت فيهما بالثنائيات المتضادة، الريح والظل في العمل الأول، والماء والموت في العمل الثاني، على معجم الحياة والموت من دون حدود، وتتعدد عناوين الديوان كاشفة عن بعد آخر يتمثل في البحث عن المعنى الضائع للوجود ولقيمة الإنسان، مثل سنزهر، خضراء، كأننا العطر نفسه، امرأة برية، رجل غريب عبر حياتي، بومة، كأن الذي بيننا حروب وأدخنة، فرصة عمل، تشريح جثة حية، لا يحتاج البحر إلى سفن.

وتقول الشاعرة لـ "الدستور" يأتي هذا الديوان ليواصل الحفر في الذاكرة والهموم اليومية للإنسان المعاصر، رجلا كان أو امرأة، ولعل المرأة حاضرة بقوة أكبر بما أنني امرأة، وبالنّظر إلى قلة الكتابات التي اعتنت بالمرأة ككائن له هموم وجودية، تتجاوز الاهتمامات الإيروتيكية في علاقتها بالرجل، وعدم التنصل من هويتها الأنثوية، فهي نصوص تبحث في هذه العلاقة من جهة، وفي علاقة الإنسان بشكل عام بالحياة وتقلّباتها. كما أن يتضمن الديوان نصًّا طويلا بمثابة سيرة ذاتية.

- من أجواء الديوان قصيدة "لا يحتاجُ البحر إلى سفن".

على مدى حياةٍ طويلة

سعيتُ لاستبدال الضّوء بالعَتمة

ولم يتغيّر هذا العالم،

تغيّرت النّوافذ 

التي أرى منها العالم

ونخَرتهذه الرُّوح جَسدها

حتى سوَّس.

لا تحتاجُ الصَّحراءُ إلى عواصف

لكنّها تستعينُ بها لترتيب تِلالها.

لا تحتاجُ الغاباتُ إلى فيضانات

لكنّها تنتظرها أعواما لتقتلع فِخاخ الصيّادين.

لا يحتاجُ البحرُ إلى سفن

لكنه يحمِلُها بصبرٍ ليقفَ العاشقون

على سطحها

يراقصونظلالهم اللّيلية

على مَوجِه

ليتوازن العالم.

 

 عائشة بلحاج
عائشة بلحاج