رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا تواضروس: الألم مبدأ أساسي يحكم وجودنا في الحياة.. والمسيح كان رجل أوجاع

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن الإنجيل وضع الألم كركيزة أساسية ومبدأ أساسي كأحد المبادئ التي تحكم وجودنا في هذه الحياة.

 

وأضاف في تصريحات له على خلفية احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بصوم السيدة العذراء، إن الإيمان والألم وجهان لعملة واحدة، وأحد قوانين الحياة المسيحية والتي ترجمها لأرض الواقع شهداء الكنيسة وقديسيها، وهذه هي العلامة التي تدل الإنسان أنه يسير في الطريق الى السماء.

 

وأشار البابا إلى أن السيد المسيح كان رجل أوجاع، وتجسدت في شخصه صورة "العبد المتألم"، ولذا نراه لا يمحو آلام المتألم ولكنه يقدم العزاء للحزانى، ولا يمحو الدموع ولكن يجففها، لذا يؤمن المسيحيون أن دموع الألم ستصبح سعادة، مع مراعاة أن الألم عنصر أساسي في نضج الإنسان.

 

وأوضح البابا أن الألم كان رفيق الطريق للسيدة العذراء التي منذ الوهلة الأولى قيل لها إن الألم النفسي الذي ستشعر به كمثل جواز السيف في نفس الفرد.

 

وأشار البابا إلى أن السيدة العذراء وهبت في طفولتها من قبل ذويها إلى الهيكل، مثل طفلة في ملجأ، وعاشت على صدقات الآخرين، وكانت تلتقي بذويها مرة واحدة كل عام في عيد الفصح، وفي عمر الـ12 عام خُطبت إلى رجل عجوز وفقير، ولم تختره هي ولم يكن هو من أصحاب المراكز العُليا او المكانات الرفيعة.

 

وأوضح البابا أن العذراء خاضت الألم النفسي حينما حبلت وهي عذراء، لتصبح محلا للشك والقتل وغيره، لولا ظهور الملاك وطمأنته ليوسف النجار، وهذا بالإضافة إلى الآلام التي تكبدتها في سفرها إلى بيت لحم مع يوسف النجار رغم حبلها لإتمام مراسم الاكتتاب والإحصاء الشعبي التي نادت بها الإمبراطورية الرومانية حينها، إضافة إلى مرورها بألم الولادة التي لم تجد مكانا مريحا يهونها عليها إلا مزود البقر.

 

ولم تنته معاناة العذراء عند ذلك الحد بل امتدت إلى هروبها لمصر لمدة 3 سنوات ونصف إضافة إلى رؤيتها لابنها وهو السيد المسيح مُعلقًا على الصليب، لذا فإن كل آلام الإنسان لن تُقبل إلا بالإيمان القوي.