رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلة بريطانية تشيد باكتشافات المدينة الغارقة: مصر لا تزال تصنع التاريخ بكنوزها

المدينة الغارقة
المدينة الغارقة

لا تزال مصر تبهر العالم بعظمة حضارتها القديمة مع توالي كشف النقاب عن مجموعة من الكشوف الأثرية الجديدة سواء من خلال البعثات الأثرية المصرية بمختلف الموقع الأثرية أو من خلال فرق الباحثين الدوليين، وكل كشف منهم يعطي لمحة جديدة عن حقبة زمنية مضت في عهد المصريين القدماء، ما يدل على عظمة حضارة البلاد وعراقة تاريخها المتأصل. 

وسلطت مجلة "برينك واير" البريطانية الضوء على اكتشاف المعهد الأوروبي للآثار الغارقة  (IEASM)- بالتعاون مع وزارة السياحة- كنوز أثرية بمدينة غارقة في مصر تحت الماء تعود تاريخها إلى 2400 عام، وأشادت المجلة بالكشف قائلة "إن مصر تصنع التاريخ بكنوز لا تزال تكشف أسرارها حتى اليوم".

ولفتت إلى أن فريق البحث،  بقيادة عالم الآثار البحرية الفرنسي، فرانك جوديو، عثروا في موقع مدينة هيراكليون القديمة الغارقة قبالة سواحل مصر، التي كانت أكبر ميناء للبلاد على البحر الأبيض المتوسط قبل تأسيس الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد، على مجموعة من الكنوز، شملت منطقة جنائزية يونانية فخمة وبذور فواكهي عود تاريخها إلى بداية القرن الرابع قبل الميلاد.

ووصفت المجلة البريطانية النتائج التي حصلوا عليها فريق البحث بـ"المثيرة للغاية"، ونقلت عن "جوديو" قوله "أنا متأكد من أن هناك بعض الاحتفالات الرائعة التي أقيمت هناك في هذا الوقت، ولا بد أن المكان كان مغلقاً لمئات الأعوام، إذ لم نعثر على أي أشياء تعود إلى ما بعد أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، رغم أن المدينة بقيت لبضعة مئات الأعوام بعد ذلك."

وبحسب المجلة، اكتشف علماء الآثار أمرا أكثر إثارة للدهشة تمثل في سلال من الخوص كانت لا تزال مليئة ببذور العنب، وفاكهة الدوم، وهي ثمرة شجرة نخيل أفريقية يمكن العثور عليها غالباً في المقابر، فضلا عن "الكنوز" الأخرى التي تضمنت "الخزف اليوناني الفاخر المستورد". 

وأكد المعهد أنها "بقيت غير ملموسة تحت الماء لمدة 2400 عام، ربما لأنها وضعت داخل غرفة تحت الأرض، أو لأنها دفنت بعد وقت قصير من تقديمها"، مشيرًا إلى إن الاكتشاف "يوضح بشكل جميل حضور التجار، والمرتزقة اليونانيين الذين عاشوا في ثونيس-هرقليون، المدينة التي سيطرت على المدخل لمصر عند مصب الفرع الكانوبي للنيل".

وأشارت المجلة إلى أن هذا الاكتشاف يأتي بعدما اكتشف العلماء حطام سفينة حربية "نادرة للغاية" من العصر البطلمى وبقايا منطقة جنائزية إغريقية بالإسكندرية او ما يعرف بـ"المدينة الغارقة" في مصر، حيث اكتشف غواصين  بقايا نادرة لسفينة عسكرية في مدينة هيراكليون القديمة الغارقة - التي كانت في يوم من الأيام أكبر ميناء في مصر على البحر المتوسط ​​- ومجمع جنائزي يوضح وجود تجار يونانيين. 

ووفقًا للعلماء، هذه السفينة كان من المقرر لها أن ترسو في القناة التي كانت تتدفق على طول الوجه القبلي لمعبد آمون، ولكنها غرقت نتيجة انهيار المعبد وسقوط كتل ضخمة عليها خلال القرن الثاني قبل الميلاد، نتيجة وقوع زلزال مدمر، وقد ساهم سقوط تلك الكتل الحجرية في الحفاظ على السفينة أسفل القناة العميقة المليئة الآن بحطام المعبد.