رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العرب» البريطانية: جماعات الإسلام السياسى أشد خطرًا من الاحتلال

جماعات الإسلام السياسي
جماعات الإسلام السياسي

قال محمد خلفان الصوافي، مدير إدارة الإعلام البرلماني في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، في مقال له عبر صحيفة "العرب" البريطانية، إن جماعات الإسلام السياسي تشكل خطرا بالغا على المجتمعات لأنها تبحث عن تنفيذ إرادة المرشد فقط غير مبالية بالوطن واحتياجاته.

وأضاف الصوافي، في مقال تحت عنوان "سقوط الحاضنة الشعبية للإسلام السياسي"، إن جماعات الإسلام السياسي وفي مقدمتها جماعة الإخوان يخضعون فكريًا وعقائديًا لأوامر من مرجعياتهم التي تجلس خارج حدود العالم العربي، وتقودهم إلى خدمة مشروعاتها السياسية، حيث كان هؤلاء ولازالوا ينفذون الأوامر التي تأتيهم من تلك المرجعيات للقيام بعمليات اغتيال، أو إدخال الوطن في صراعات لا علاقة له بها، ويتم كل ذلك دون شعور بأي ندم أو ذنب، فالمهم هو إرضاء المرشد الإخواني.

وتابع الصواف: بعد ذلك يطلقون على من يرتكب تلك الأفعال الدنيئة اسم مقاوم أو مناضل، ليس لأنه قام بتحرير الوطن أو الحفاظ على سيادته، بل لأنه خدم عقيدتهم وجماعتهم الضالة المخربة، وهم يحيكون مؤامراتهم ويتخذون قراراتهم التي تتجاوز السيادة الوطنية في غرف مغلقة مظلمة، بعيدًا عن قيادات الوطن ومصالحه، لذلك لا يهم إن أدى ذلك إلى كوارث أو مصائب، فالشيء المقدس لديهم هو تنفيذ أوامر المرشد.

أما من يدافع عن الدولة والوطن فهو في نظرهم عميل، وصهيوني وخائن، وفي أغلب الأحيان يكون هدفًا للاغتيال والتصفية، هذا واقع تيارات الإسلام السياسي، بنسختيه السنية والشيعية، التي ابتليت بها البلاد العربية.

وحول حركة النهضة الإخوانية في تونس قال الصواف إنها لم تنشغل بالوضع الداخلي للمواطن التونسي، لا يلزم   ذلك لأن مشروعاتهم العابرة للحدود أبعد وأكبر بكثير مما يعاني منه المواطنون في بلادهم.

وتابع: لم يتوقع راشد الغنوشي ممثل تيار الإسلام السياسي اليوم في العالم العربي، ردة الفعل الشعبية هذه، رغم أن هناك دروسا وعبرا نبهت إلى أن الشعارات والأيديولوجيات لم تعد تخدع الشعوب، وما على المعتادين على “الفهلوة السياسية” إلا أن يقرأوا ما يحدث لأخذ العبر، حتى لا يقعون ثانية في التجربة الخطأ، إلا أن ذكاءهم السياسي لم يسعفهم.

لقد تمكنوا في فترة من الفترات من إحداث ثقوب في الذاكرة الجمعية للشعوب العربية بفعل الشعارات الدينية والفكرية التي وصلت بهم حدا اعتبروا فيه الدفاع عن الوطن أمرًا تافهًا مقابل المشروع العقائدي الذي يتعدى الوطن، لقد نجحوا في أن يوهموا ويحرضوا الإنسان العربي على قتال عدو غير حقيقي لأنه معروف وواضح، بينما العدو الحقيقي الذي يستغله خدمة لأجندات أخرى، قابع في الداخل، وهو أكثر فظاعة وأشد تدميرا.

أصحاب هذه التيارات نجحوا أيضا في أن يلغوا في المجتمع بأكمله الإحساس بالذنب عن تدمير الحياة بذريعة أن ما يفعلونه هو نضال ومقاومة. 

وأضاف: من تابع خلال الأيام القليلة الماضية الغنوشي وهو يحرض المجتمع الدولي ضد بلاده حماية للديمقراطية، تلك الشماعة التي استخدمت لخداع التونسيين، يعتقد أن هم الغنوشيو الحفاظ على  تونس، إلا من يدرك سيرته ومن يدور في فلكه يعلم أنه سبب كل المتاعب التي تعيشها الدول العربية.

إن الأذى الذي لحق بالدول العربية بفعل تيارات الإسلام السياسي كبير جداً، فهو من حيث طول المدة يتجاوز ثمانية عقود، ومن حيث النتائج الكارثية تسبب وارتكب من الكوارث ما لم يتسبب به ويرتكبه محتل غربي يوما.