رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العميد الجديد لكلية اللاهوت الإنجيلية: هَدْمَ الماضي فِعْلٌ لا إنسانيّ

كلية اللاهوت الانجيلية
كلية اللاهوت الانجيلية

أكد الدكتور القس هاني حنَّا، العميد الجديد لكلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة في أول تصريحات له بعد توليه عمادة الكلية، أن  رؤيته الإدارية في إدارة الكليَّة في المرحلة القادمة  نابعة من ارتباطه بالكليَّة لمدة عشرين عامًا، حَدَثَ خلالها تحت قيادة الدكتور عاطف مهني- العميد السابق-  تَطَوُّرٌ وامتدادٌ كبيرٌ في جميع المجالات، الأكاديميَّة والإداريَّة والإنشائية، إلخ. فالمرحلة القادمة تُركز على تَجويد وتطوير ما تم تحقيقه، بكيفيةٍ تُحقق الاستدامةَ الحيويةَ للكلية.

وشدّد الدكتور هاني حنا، على أنه لن يهدم ما قام بهد العميد السابق الدكتور عاطف مهني، فالوقت السَّابق كان وقت امتداد، والوقت القادم ترسيخ وتجويد وتطوير لما قد تَمَّ. وذلك في ضوء رسالة الكلية وإقرار إيمانها وقيمها الجوهرية، وبحسب الإمكانَات المتاحة. 

واعتبر أنَّ هَدْمَ الماضي هو فِعْلٌ لا إنسانيّ، فهو إنكارٌ للإنسانية. فالإنسانَ كائنٌ تاريخيٌّ، والمؤسَّسةُ تعكسُ هذا البعد التاريخي بانتقالها من حِقْبَةٍ إلى أُخْرَى تتغير فيها أدوار البشر العاملين بها. والاستمرارية التَاريخيَّةُ تُعَبِّرُ عن إنْسَانِيَّةِ الأفراد وأصالة المؤسسات. كما إنَّ هَدْمَ ما مَضَى هُوَ بمثابةِ إنكار لعَمَلِ الله في الماضي. هذا بالإضافة إلى انه وكل فريق العمل بالكلية قد شَارَكْوا في تحقيق الامتداد الذي حَدَثَ بالكلية. وبالتالي، هَدْمُ الماضي هو أيضًا هدمٌ للحاضر والمستقبل، بل هو هدمٌ عبثيٌّ لأنفسنا.

وأشار العميد الجديد إلى ان أهمّ تحديات التَّعليم اللاهوتي في مصر، بصفة عامة، هى نفس مشاكل التَّعليم في مصر، مثل: السَطحيَّة والتَلقين، وحصر الدارس للهدف من التعليم في الحصول على شهادة. عند حدوث ذلك، فلا يكون هناك مكانٌ كافٍ للتَّمتُّع ولذَّة الصِّراع والتغيير في رحلة التَّعلُّم، إذ الأهمّ هو المحطة النِّهائيَّة أي شهادة التخرج. فالمعرفةَ ليست كبسولةً، فهي رحلةٌ تستدعي بحثًا وحوارًا وصراعًا وفَهْمًا وإعادة صياغة، إلخ. والمهم في رحلة التَعليم هو التَّشكيل على مستوى العقل والوجدان، والنمو في فهم الحياة والتَّأثير في المجتمع. والتركيز على مجرَّد الحصول على شهادة، هو أمرٌ يؤثِّر أيضًا على بعض المُنْخَرِطِين في التَعليم اللاهوتي. والتحدي الآخر هو ضعف القراءة، حتى بين المتعلِّمين والمثقَّفين. فالقراءة وسيلة أساسية للبحث والتعلم. لكنَّ هناك الكثيرين مِمَّن يبحثون عن إجابات سَهلة لأسئلة صعبة، بدون تكلف مشقة القراءة والبحث أو تقدير الاختلاف المشروع بشأن بعض القضايا. فالتعليم اللاهوتي رحلةٌ يتشكلُ فيها الإنسانُ، أثناء تَفَاعُلِهِ المستمر مع سِياقاته المتنوِّعة، لينتقلَ خطوةً للأمام. ورحلَةُ المعرفة هي عمليَّةُ تشكيلٍ تَشمل الحياةَ كلّها وتتطلب سعيًا جادًّا في القراءة والبحث. بالإضافة الى غياب أو ضعف التمييزَ بين التعليم اللاهوتي الذي يَحدثُ في الكنيسة والذي إطارُهُ تَعَبُّدِيٌّ، وبين التعليم اللاهوتي الذي يحدثُ في كلية اللاهوت والذي إطارُهُ أكاديميٌّ (أي مَنْهَجِيٌّ، مِعياريٌّ، تَقْييمِيٌّ) وعدم التمييز هذا يؤدي أحيانًا إلى توقُّعات غير واقعيَّة لدى الدارسين من جهة الدراسة بكلية اللاهوت، الأمر الذي يتسبب في ضعف عملية التَعَلُّم اللاهوتي.

وعبر العميد الجديد للكلية عن وجود عدد من المشجِّعات التي تدفعه للخدمة في إدارة الكليَّة، من خلال وجود رؤية لديهَ للتطوير، يشاركه فيها زملائه من الأساتذة ويُقِرُّهَا مَجلسُ الكلية ووجود فريق عمل متميِّز لا يمكنه العمل بدونه من زملاه الذين يخدم معهم، من الأساتذة والموظَّفين والعمَّال. بالإضافة إلى دَعْمَ د. عاطف مهني مَصْدَرُ تشجيع كبير. ودعم مَجلس الكليَّة المحترم الذي يَدْعَمُ خدمةَ الكليَّةِ بأمانة وكفاءة، الأمر الذي يُشجعه على القيام بدوري الجديد. وأخيرا الطلاب والخريجين من خلال رؤية ثمر خدمة الكلية في حياة وخدمة طلابها وخريجيها هو أمرٌ يبث في النفسِ الأملَ في غد أفضل، وبالتالي يعطي دافعًا قويًّا للخدمة.