يهودية حاربت الصهيونية.. التفاصيل الكاملة لعائلة «رولو»

عدد اليهود المصريين  الذين يعيشون الآن  في الإسكندرية  قد لا يتجاوز عشرين يهوديًا، وهو عدد قليل مقارنة بتاريخ وجود اليهود في مصر حيث وصل عدد الجالية اليهودية في مدينة الإسكندرية مايقرب من 40 ألف يهودي وذلك في أواخر فترة الإربعينيات من القرن الماضي.

يقول الكاتب اليهودي" يستحاق جورميزانو جورن"  السكندري المولد والنشأة "إن يهود مصر كانوا مواطني العالم الكبير بسبب الثقافات الإجنبية التي أحاطت بهم في الإسكندرية " 

ترصد الكاتبة  سهير عبد الحميد عبر كتابها "إسكندرية من تاني" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة  تاريخ ودور اليهود كجزء أصيل من مدينة الإسكندرية  في مواجهتهم للصهيونية.

تشير إلى أن "بنزايون أو بن صهيون " الاسم التجاري الذي تم إطلاقه على سلسلة محلاته الشهيرة إحدى الطرق التي لجأ إليها عدد من اليهود المصريين دعمهم للحركة الصهيونية الوليدة، ومثله "موريس جاتنيو" صاحب المحال المعروفة باسمه والذي أحتكر تجارة الفحم ومستلزمات السكك الحديدة وقد كان لموريس جاتينيو دور في دعم الحركة الصهيونية  ومساعدة المهاجرين اليهود.

تشير على عكس هؤلاء كان يعقوب صنوع الذي كان يدافع عن استقلال مصر، "نحوم أفندي " حاخام اليهود الذي كان عضوًا في مجلس الشيوخ وعضو مجمع اللغة العربية ،وليلى مراد التي رفضت جواز السفر الاسرائيلي، ويوسف درويش الذي وهب حياته للدفاع عن حرية مصر واستقلالها عن الانجليز ووزع المنشوزرات في شوارع القاهرة منددًا بالصهيونية.

ولفتت سهير عبد الحميد إلى أن هناك "أسماء أخرى ليهود تمسكوا بمصريتهم ومنهم" روبير يعقوب رولو، رئيس الطائفة اليهودية في الإسكندرية في الفترة من 1934 الى 1948 وكان ناهضًا للصهيونية، حتى أنه استقال من رئاسة الطائفة عام 1948 قبل اندلاع حرب فلسطين مباشرة بسبب خلافه مع حاخام الإسكندرية المؤيد للصهيونية.

 وأشارت عبد الحميد إلى أن عائلة “رولو” كانت لها مكانة مهمة في الحياة الأقتصادية المصرية، وكان مستشارًا قانونيًا للملك فؤاد الأول ومقربًا له فقام بدور الوسيط بين القصر ودار المندوب السامي البريطاني، وحصل على لقب سير عام 1938. 

أسست عائلة “رولو” مؤسسة مالية وتجارية تعاونت فيها مع عائلتي قطاي وسوارس  في العديد من المشروعات  منها  تأسيس البنك الأهلي المصري والبنك العقاري المصري.