رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تثبيت وسرقة ومخدرات.. ماذا يحدث في الأنفاق المرورية؟

العشوائيات داخل أنفاق
العشوائيات داخل أنفاق عبور المشاه

سرنجات ومخلفات من ملابس وبقايا مأكولات وزجاجات كحول كانت حصيلة تفتيش حملة أمنية بنفق أسوا بمدينة المحلة الكبرى، والذي وصفه أهل المنطقة بكونه أصبح محلًا لاختباء الخارجين عن القانون بالأعمال المنافية للآداب لممارسة أعمالهم فيها، لذا امتنع جميع الأهالى عن استخدامه منذ عدة سنوات.

ويعد نفق "أسوا" هو النفق الذي يربط بين منطقة الجمهورية وميدان الشون مرورًا بمنطقة أسوا، ولكنه يعاني الإهمال وعدم وجود إنارة بداخله كذلك يفتقد إلى وجود وسائل أمان، مما جعل الأهالي تمتنع عن أستخدامه، وفضلوا لذلك المرور عبر فتحات سور شريط القطار خوفًا على حياتهم، الأمر الذي جعل متعاطى المواد المخدرة والبلطجية يستخدموه فى الأعمال المنافية للآداب والاختباء بداخله.

وفي ذلك صرح أحمد المغاورى رئيس حى ثان المحلة الكبرى أن الحى يقوم بعمل حملات نظافة للنفق باستمرار، وكذلك يعمل على تركيب كشافات إضاءة بداخله، ولكن تمت سرقتها منذ عدة أيام ولفت إلى أن مشكلة النفق سوف تنتهى تماما فى حال وجود دوريات أمنية من قسم ثان المحلة.

والجدير بالإشارة أن نفق أسوا أنشئ منذ عدة سنوات، ويعد هو حلقة الوصل بين سكان أهالي منطقة الجمهورية بميدان الشون مرورا بالبوابة الأولى والثانية والثالثة حتى منطقة الشعبية.

أزمة نفق مشاة أسوا كانت سببًا لفتح "الدستور" ملف أنفاق الجرائم التي هي في الأصل ما أسست إلا لتكون أنفاق عبور المشاة بهدف خدمة المواطنين وحمايتهم من أخطار عبور الشارع من أعلى الأراضي الأسفلتية لتتحول من بعد ذلك إلى أوكار ارتكاب الجرائم والأفعال المنافية للآداب والقانون فتصبح مصادر أخطار على هؤلاء المواطنين.

لذا نرصد في "الدستور" الوضع داخل عدداً من أنفاق محافظتي القاهرة والجيزة من خلال جولة حولهما.

البداية بنفق شبرا الخيمة الذي ربما وقت مرورك داخله تنسى الهدف الأساسي من إقامته باعتباره وسيلة عبور مشاة لتظنه سوقًا شعبيًا مهملًا لكثرة عدد البائعين الذين تراصوا على جانبيه ليملأوا ببضاعتهم تلك البؤرة الضيقة الطويلة.

ومابين ألعاب الأطفال، ومستلزمات الرجال والفتيات والسيدات التي ملأت أرجاء النفق، صمد بائعيها أيضًا أمام طفح مياه الصرف الصحي في أرجاء النفق.

داخل النفق اعترف الباعة أنفسهم بوجود أنشطة غير مشروعة يمارسها عددًا من الشباب من بينها تداول المخدرات وتناولها وتناول الكحوليات، كما وصفوا تحول النفق إلى مأوى للمتسولين معتبرينه مكانًا لممارسة وسيلتهم للعيش.

أيَضًا نفق الشرابية أصبح وكرًا للخارجين عن القانون، بعد انتشار داخله أعمال السرقة والترويع، وعنه قال أحمد حسين أحد سكان المنطقة لـ"الدستور" إنه قد تعرضت شقيقته للسرقة بأحد المرات داخل هذا النفق، من قبل أحد البلطجية الذي خطف منها الحقيبة وجرى مسرعًا، ولم يتم التمكن من القبض عليه.

كما أشار إلى أنها ليست بالمرة الوحيدة التي يتعرض فيها المواطنون إلى أعمال البلطجة داخل أنفاق المشاة، ويكثر فيها جميع التصرفات المشبوهة، فعلى حد وصفه وبحكم عمله الذي يحتم عليه عبور هذا النفق كان يجد الكثير من الشباب وهم يتعاطون المخدرات داخله.

وطالب "أحمد" بضرورة تواجد حراسة على النفق، لحماية شباب المنطقة من الأعمال غير المشروعة، بالإضافة إلى إعادة إنارته.

والوضع نفسه لا يختلف كثيرًا في نفق الهرم بالجيزة فقد شهد النفق عشرات من وقائع التحرش بالفتيات، وتم داخله ضبط العشرات من الشباب من في قضايا مشبوهة مما أدى إلى تركيب كاميرات لرصد تلك الوقائع.

وفي هذا الأمر صرح اللواء حازم حمادي، الخبير الأمني، مشيرًا إلى أنه بالفعل تشهد أنفاق المشاة العديد من الوقائع المشبوهة والانحرافات الأخلاقية وأضاف أنها تحولت لأوكار تبادل مخدرات، وأصبحت بمثابة "دولة غير شرعية تحت الدولة"، كما أكد على احتياجها لتدخل سريع من قبل الجهات المسئولة لوقف تلك أعمال البلطجة والسرقات وكل صور مخالفة القانون داخلها.

وقد وجه كذلك الخبير المروري أحمد سمير لـ"الدستور" أنه لابد من تكثيف الجولات الأمنية بأنفاق عبور المشاة، لضبط المخالفين وطمأنة المواطنين في ذات الوقت، بالإضافة إلى إشارته بضرورة توفير أماكن للباعة للجائلين لتمثل بديلًا عن تكدسهم العشوائي والمخالف داخل هذه الأنفاق. 

والجدير بالإشارة إلى أن عقوبة ضبط مروجي المخدرات، هي حبس الفرد من سنة لـ3 سنوات في حالة التعاطي، ومن 7 لـ25 سنة بالنسبة للاتجار، وفي حالة الأعمال المنافية للآداب، فتتراوح مدة الحبس من 6 شهور لـ3 سنوات.