رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي: استثمارات الصين بإثيوبيا في خطر بسبب صراع «تيجراي»

سد النهضة
سد النهضة

قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن مصر تأمل أن تتمكن الصين من كسر جمود المفاوضات مع إثيوبيا فيما يخص أزمة سد النهضة وأن تساعد بنفوذها في التأثير على أديس أبابا للتفاوض بشأن الأزمة، مشددا على أحقية وثبات الموقف المصري في حماية حقوق البلاد المائية في مواجهة التعنت الإثيوبي وملء السد بشكل أحادي.  

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن "مصر تنتهج مسارًا جديدًا في السياسة العامة بشأن سد النهضة الإثيوبي في أحدث محاولة لحمل أديس أبابا على الموافقة على توقيع اتفاق ملزم وقانوني بشأن السد"، موضحا أن هذا المسار ينطوي على اتجاه القاهرة للجوء إلى أقرب حلفاء إثيوبيا وعلى رأسهم الصين.
 

مصر تصر على حماية حقها التاريخي من نهر النيل


ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال خلال لقاءه مع وزير الخارجية الصيني وانج يي في مدينة العلمين الساحلية في 18 يوليو الجاري، "إن مصر لا تتزعزع في إصرارها على حماية حقها التاريخي في حصتها المائية من نهر النيل"، لا سيما بعد أن أوشكت المرحلة الثانية من ملء خزان السد في إثيوبيا على الانتهاء.
وأوضح "المونيتور" أن مصر سجلت اعتراضها على اتجاه اثيوبيا للمضي قدما في الملء الثاني لسد النهضة بشكل أحادي، وصعدت الأزمة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الأول من يوليو الجاري، واتهمت إثيوبيا بالعمل من جانب واحد وتجاهل المخاوف المصرية بشأن الآثار المترتبة على ملء السد.

وشدد الموقع على أحقية قلق مصر إزاء ملء وتشغيل السد الإثيوبي، نظرا لأنه سيحرم البلاد من جزء كبير من حصتها السنوية من نهر النيل الذي يعد المصدر والشريان الرئيسي للمياه في مصر. 
الصين يمكن أن تلعب دورا هاما في تسوية الأزمة.

وأشار الموقع، نقلا عن مراقبين سياسيين، إلى إن الصين يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تسوية أزمة سد النهضة، مشيرا إلى أن مصر تتواصل مع حلفاء إثيوبيا الآخرين للضغط على أديس أبابا لتوقيع اتفاق معها.

بسبب صراع تيجراي.. الاستثمارات الصينية في خطر


ولفت الموقع إلى أن إثيوبيا تعاني بالفعل من صراعات عرقية في منطقة تيجراي الشمالية يمكن أن تهدد بدورها الاستثمارات الصينية، حيث يدور قتال عنيف بين القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها من جهة وقوات تحرير تيجراي من جهة أخرى. 

وتابع الموقع "لا تريد الصين أن ترى إثيوبيا، التي تعتبر إلى جانب إريتريا وجيبوتي مركزية للاستثمارات الصينية والتطلعات الاقتصادية في إفريقيا، متورطة في مواجهة عسكرية مع دولة أخرى".

وفي هذا الصدد، قالت الخبيرة في الشؤون الآسيوية نادية حلمي للمونيتور "الاستثمارات الصينية في إثيوبيا تمنح الصين نفوذاً قوياً في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا".

 وتعلم الصين أن استثماراتها في إثيوبيا ستكون في خطر إذا تطور الخلاف الحالي على السد إلى مواجهة عسكرية.


الصين واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لمصر


وتابع التقرير أنه على الناحية الأخرى، تعد الصين أيضًا واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، ولديها استثمارات ضخمة في أرض النيل، بالأضافة إلى أنها تخطط لإنشاء منطقة صناعية في منطقة قناة السويس، فضلا عن مشاركة الشركات الصينية في بناء العاصمة الإدارية الجديدة.

ومن جانبها، تعد مصر أيضًا دولة مهمة لمبادرة الحزام والطريق، وبوابة أساسية للسلع الصينية إلى الأسواق في القارة الأفريقية.


مصر تستخدم الأدوات الدبلوماسية المتاحة لها إلى أقصى حد


وقالت عايدة ناصيف، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ المصري لـ"المونيتور"، إن "مصر تستخدم الأدوات الدبلوماسية المتاحة لها إلى أقصى حد".

 وأضافت: "يمكن لبكين أن تلعب دورا هاما في تسوية ازمة السد في الفترة المقبلة".