رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«واشنطن بوست»: الاستجابة العالمية لكورونا تبدد آمال اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ

كورونا
كورونا

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الخميس أن الاستجابة العالمية لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد ربما تبدد الآمال في اتخاذ إجراءات بشأن قضايا تغير المناخ.

واستهلت الصحيفة تقريرا لها، نشرته في هذا الشأن، بذكر أن معدل الاصابات بكوفيد تزداد حاليًا في جميع أنحاء العالم مرة أخرى، كما أن منظمة الصحة العالمية أعلنت يوم أمس الأربعاء أن العدد العالمي لحالات الإصابة بكورونا ارتفع بنسبة 12% على الأقل خلال الأسبوع الماضي، مع ارتفاع في الإصابات في جميع المناطق تقريبًا.

وقال البيت الأبيض الأسبوع الماضي إن متوسط ​​الإصابات لسبعة أيام ارتفع هنا في الولايات المتحدة بنحو 70% كما تشهد الدول الآسيوية، بما في ذلك بنجلاديش وإندونيسيا وتايلاند، أسوأ موجات من الإصابات حتى الآن، وفي غضون ذلك، ذكرت وسائل اعلام أوروبية أن أوروبا أصبحت يوم الاثنين أول منطقة تسجل أكثر من 50 مليون حالة إصابة بكورونا.

كذلك، تشهد دول أمريكا اللاتينية، وهي المنطقة التي شهدت بالفعل عددًا هائلًا من الوفيات الناجمة عن كورونا، انتكاسه جديدة، وفي إفريقيا جنوب الصحراء، التي كانت في يوم من الأيام بمنأى عن أسوأ ما في الأزمة، ينتشر الفيروس بشدة في العديد من البلدان، حيث تشهد القارة أكثر فتراتها فتكًا بالوباء حتى الآن.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في كلمة ألقاها في اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية يوم أمس الأربعاء: إن الوباء يشكل اختباراً للعالم." في تصريح اعتبرته الواشنطن بوست، لا يبشر بالخير لعالم يواجه مشاكل عالمية أخرى تلوح في الأفق.

وفي هذا، أضافت الصحيفة: أن الوباء لا يمثل التهديد الرئيسي الوحيد في العالم. حيث حصدت الأحداث المناخية الكارثية، من موجات الحر وحرائق الغابات في أمريكا الشمالية وروسيا إلى الفيضانات في الصين وأوروبا، مئات القتلى، بما زعزع ثقة الكثيرين، وقدم أدلة حقيقية للغاية على أن حوادث الطقس الغريبة لم تعد غير عادية في مناخنا المتغير!.

وتابعت: أنه على الرغم من أن الدول الأكثر ثراء قد تضررت بشدة هذا الصيف، إلا أن الدول الأكثر فقرًا هي الأكثر معاناة، ففي جنوب مدغشقر، هدد الجفاف المرتبط بتغير المناخ بدفع نصف مليون شخص إلى المجاعة، على الرغم من أن القليل منهم يمتلك سيارات، وقالت لولا كاسترو، المديرة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي في جنوب إفريقيا في يونيو الماضي عن الأشخاص الأكثر تضررًا:" إن هؤلاء الأشخاص لم يُساهموا في تغير المناخ"، كما أكد خبراء أن الوضع في مدغشقر لا يزال مترديًا".

وفي العام الماضي، تساءل البعض عما إذا كان الوباء قد يحفز التعاون العالمي بشأن تغير المناخ. وكتب خبير الاقتصاد المناخي بجامعة نيويورك، جيرنوت واجنر، في مارس 2020، أن "الطريقة الجيدة للتفكير في جائحة الفيروس التاجي هي أنه يشبه تغير المناخ بسرعة كبيرة"، مضيفًا أن الوباء يمكن أن يقدم دروسًا حول تنامي "المخاطر في عالم مترابط" حسبما أشارت الصحيفة.

تعليقا على ذلك، قالت الصحيفة إن هذا الأمر ربما يكون صحيحًا. ولكن قد تبدو هذه الدروس أقل شبهًا فحتى الآن، ونحن في خضم أزمة الوباء، لا تزال الاستجابة له متصدعة ومتجزئة بدلًا من أن تكون موحدة ومتماسكة، وأن زيادة الحالات الجديدة، جنبًا إلى جنب مع المتغيرات الجديدة مثل متغير “دلتا” السائد بشكل متزايد، تظهر حماقة هذا النهج.

وأكدت أنه "مثلما يُتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم عدم المساواة، فإن المرحلة الجديدة من الوباء تنقسم بين من يملكون ومن لا يملكون. ورغم أن الدول الغنية مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا شهدت حملات تطعيم ناجحة إلى حد كبير، لكن تسييس الاستجابة للفيروس أدى إلى توقف الجهود، حتى في الوقت الذي تسعى فيه الكثير من الولايات الأمريكية إلى عودة الحياة إلى طبيعتها، حيث أظهر تحليل أجرته الواشنطن بوست أن الفيروس لا يزال مستشريًا بين أولئك الذين لم يحصلوا على أي جرعات لقاح".

أما في إنجلترا، أعلنت الحكومة بدء "يوم الحرية" هذا الأسبوع، مع رفع جميع القيود المتبقية بشأن فيروس كورونا، لكن الفيروس لا يزال يتصاعد هناك بسبب متغير دلتا، حيث اضطر رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى عزل نفسه بعد ملامسته لشخص مصاب

وأخيرًا، قالت الصحيفة في ختام تقريرها إنه على الرغم من أن تغير المناخ وفيروس كورونا يطرحان مشاكل مختلفة، إلا أنهما يشتركان في أوجه تشابه مثيرة للقلق. ففي بعض الحالات، يتغذى كل منهما على الآخر: وذكر تقرير صدر يوم أمس الأول أن الانتعاش العالمي من الوباء قد يؤدي إلى ارتفاع انبعاثات الكربون إلى مستويات قياسية في عام 2023، مع فشل الأموال المخصصة للطاقة النظيفة في خطط الإنفاق العالمية في تحقيق الوصول إلى أهداف المناخ الدولية"!.