رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صدمت عندما اكتشفت حقيقة والدها.. وعانت من تشوه وجهها».. أسرار من حياة هند رستم

هند رستم
هند رستم

اسمها الحقيقي هو هند حسين رستم، نشأت في مدينة الإسكندرية، وأمضت طفولتها مع أمها التي كانت قد انفصلت عن أبيها وتزوجت بآخر، وكانت رستم تعتقد أنه والدها وليس زوج أمها، وصدمت صدمة كبيرة حين عرفت هذا الأمر، وعرفت أيضا أن أباها متزوج من امرأة أخرى في مدينة المنصورة، ولذلك طلبت من عمتها أن تذهب إليه لتراه وتعرف أن لها والدا.

وأخذتها العمة للقاهرة، حيث كانت تعيش جدتها لأبيها، فأقامت معها فترة، ثم انتقلت لتعيش مع أبيها في المنصورة، ولم تجد المعاملة التي كانت تتوقعها، فوجدت القسوة في انتظارها متمثلة في زوجة ابيها، فلم تحتمل رستم، وعادت لتعيش مع أمها مرة أخرى في الإسكندرية، لكنها فوجئت أن أمها انفصلت عن زوجها السابق وتزوجت بآخر، ولم تشعر رستم تجاهه بأي عاطفة ولم يكن كالسابق.

عاشت رستم حياة شقية مليئة بالتعب وحرمت من حنان الأب وعطف الأم، فدخلت مدرسة فرنسية بالإسكندرية لتعرف مبادئ اللغة الفرنسية التي أجادتها ثم اتجهت لدراسة اللغة الإنجليزية.

وراحت هند ترسل بالرسائل والصور للمخرجين، عل احدهم يكتشفها علها تكون في يوم ما نجمة سينمائية مثل ريتا هيوارث التي تحبها كثيرا.

وحدث ان التقت هند رستم بالمخرج حسن رمضان وان كانت الخدمة التي قدمها لها بدون أن يدرك أنه قام بتقديمها للمجتمع الفني ولفت الأنظار إليها.

وبالفعل بدأت هند رستم بالعمل كومبارس، وكانت صارمة وتعرف كيف تتعامل مع الجميع، وكانت الحسنة الوحيدة لطفولتها القاسية أنها وهبتها القدرة على الدفاع عن نفسها حتى إن الكثيرين كانوا يخافون الاقتراب منها.

واكتشف حسن الإمام موهبة هند، وقدمها في أفلام كثيرة منها "الجسد"، واعترافات زوجة"، والحب العظيم، وراح نجم رستم يعلو ويعلو.

وكان الدور الذي مثل مرحلة انتقال لهند رستم هو فيلم "توحة" الذي قامت تحية كاريوكا بتمثيل قصته في مسلسل إذاعي، ثم قام خلاف بينها وبين مخرج الفيلم، وعلى إثر هذا الخلاف اسند المخرج الدور لهند رستم.

كانت مرحلة طفولتها تظل تتأرجح أمام عينيها حتى انها أضربت سنين عن الزواج حتى لا تأتي لابنتها بسنت بزوج أم يكون قاسيا معها وتتكرر المأساة وظلت ترفض حتى قابلت الدكتور محمد فياض طبيب أمراض النساء، وكان في ذلك الوقت طبيب النجوم.

ظلت حبيسة البيت أسبوعا بسبب تشوه وجهها

ظلت هند رستم لمدة ثلاثة أعوام بعيدة عن التمثيل، وعادت بفيلم جديد هو "عزيزة الحلوة"، والسيناريو يدور حول ابن العمدة الذي يحب عزيزة، ويغريها بالزواج ولكنها ترفض فيرسل إليها الوسطاء فتقول لهم "أنا لا أريد الزواج"، وهنا يجن جنون العاشق ابن العمدة وفي الوقت الذي تكون فيه عزيزة مسافرة يذهب إليها على محطة القطار ويرمي وجهها بـ"مية نار"، حسبما ورد على صفحات مجلة الشبكة في عدد يونيو عام 1969.

ولأن مشاهد الفيلم كانت تتطلب من رستم ان تظهر بوجه مشوه فقد أعد الماكيير قناعا لها ترتديه في المشاهد التالية في الفيلم، وكان القناع حملا ثقيلا على وجه رستم، وكانت تجاهد للتخلص منه بعد تصوير المشاهد اللازمة، ومع سخونة الجو وحبات العرق التي تتكوم تحت القناع كل هذا كان مؤذيًا لرستم.

وذات صباح استيقظت هند وشعرت بأن هناك شيئا غير عادي في حركة شفتيها، ولما استبد بها القلق صاحت تستغيث بزوجها الدكتور محمد فياض، والذي نظر إلى فمها وقال لها إنه هناك شئء غير عادي بالفعل.

ولان الدكتور فياض متخصص في النساء والولادة فقد قام باستدعاء صديقه الدكتور أسامة علوان والذي جاء بسرعة ووجد هند تبكي بقوة لأنها كانت تعتقد ان ما بوجهها نوع من أنواع الروماتيزم، والذي سيسبب لها شللا مستقبليا بوجهها.

وطمأنها الدكتور علوان وأخبرها أن حالتها ليست خطيرة لأنها ستدرك العلاج في الوقت المناسب قبل أن يتفاقم الامر، ولكنه صارحها بأن حالة وجهها ستزداد سوءا طوال هذا اليوم.

ووقفت هند رستم أمام المرآة وعدلت خصلات شعرها الذهبية  على نصف وجهها الذي كان يخفيه القناع وصرخت "اللي بعمله تمثيل بقى حقيقة".

أسبوع كامل ظلت هند رستم حبيسة بيتها لا تخرج ولا تقابل أحدا ولا تسمح لأحد أن يراها سوى ابنتها بسنت، ونفذت تعليمات الطبيب بدقة متناهية بالنسبة لجلسات الكهرباء لعضلات وجهها وتناول الأطعمة المعينة والدواء في وقته.

تقول هند رستم عن هذا الأمر بعد تماثلها للشفاء: فرحة ما تمت، كنت سعيدة بالعودة للسينما بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، ولكن ها هي البداية تقترن بالمرض.