رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المدير العام السابق للجنة الدولية للصليب الأحمر: «أبي أحمد » على رأس أحد أسوأ الأنظمة على الكوكب

أبي أحمد
أبي أحمد

وصف المدير العام السابق للجنة الدولية للصليب الأحمر بول جروسريدر، أن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، بأنه يقف على رأس أحد أسوأ الأنظمة على الكوكب.

وأضاف إنه حول الحلم بالتحول الديمقراطي في إثيوبيا إلى "كابوس مرعب"، مدينا حالة الحرب التي تعيشها البلاد الناجمة عن التدخل العسكري لقوات "أبي" في إقليم تيجراي شمال البلاد.  

صراعات دامية ونزاعات عرقية

واستنكر "جروسريدر"، في مقال رأي لصحيفة "لا ليبرتي" السويسرية حمل عنوان " "نوبل الحرب الأثيوبية"، حصول أبي أحمد على جائزة نوبل للسلام بينما تعيش بلاده صراعات دامية ونزاعات عرقية، قائلا إن “ إثيوبيا، التي يبلغ عدد سكانها 120 مليون نسمة، تعيش واحدة من أسوأ الحروب في إفريقيا، مع حاشيتها من اللاجئين والسكان الجائعين”.

كما استنكر الكاتب فوز أبي أحمد بالانتخابات التشريعية الأخيرة، واصفا إياها بأنها "أقرب إلى مهزلة منها إلى عملية ديمقراطية".

وأوضح إنه عندما تولى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد السلطة في عام 2018 ، ابتهج المجتمع الدولي والرأي العام بشكل عام، أولاً لأنه أبرم معاهدة سلام بشكل سريع مع إريتريا واستطاع أن ينهي الحرب التي خلفت 100 ألف قتيل في أواخر التسعينيات، وثانيا لأنه وضع حدًا لسيطرة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على البلاد منذ عام 1991، إلى جانب خطاباته حول إعادة توحيد عشرات الإثيوبيين والتي حظيت على إعجاب وثناء المراقبين الدوليين، ولهذه الأسباب حصل "أحمد" على جائزة نوبل للسلام عام  2019. 

وتابع إن الأمر كله تغير تماما بعد عامين فقط من حصوله على "نوبل" حيث حول رئيس الوزراء الإثيوبي هذا الحلم بالسلام والديمقراطية إلى كابوس، بعدما جمع أبي أحمد قواته العسكرية، وأرسلها إلى "تيجراي" وعاش بعدها الإقليم في مذابح وانتهاكات لا حصر لها، فضلًا عن حالات الاغتصاب والقتل الجماعي، حسبما أكد الكاتب.

واستطرد في مقاله: "عار شديد على بلد يحكمه فائز بجائزة نوبل للسلام أن يعيش هذا الكم من العنف والمآسي الإنسانية للمدنيين، لقد تحولت هذه الحرب المروعة الآن لصالح الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وانتشرت العدوى بين الحركات الإقليمية الأخرى في البلاد والتي- باستثناء عرقية الأمهرة- تعارض جميعًا تقريبًا حكومة أديس أبابا". 

قمع الحكومة للمعارضين

وأشار المدير العام السابق للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي تعامل مع الصراع في بلاده بطريقة عنيفة للغاية، مضيفًا "كل المعارضين الرئيسيين إما هم في السجن أو في المنفى". 

مهزلة الانتخابات

وتابع: "إنه رغم كل شيء ، نظم انتخابات - أقرب إلى مهزلة منها إلى عملية ديمقراطية ، لأن عدة مقاطعات تقاطعها من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، منعت الحكومة 20٪ من المناطق من التصويت "لأسباب أمنية"، وفجأة ، يُحرم نظام أبي أحمد الإثيوبي ليس فقط من دعمه الدولي، ولا سيما الأمريكي، ولكن أيضًا من دعم الاتحاد الأوروبي الذي رفض إرسال مراقبين لهذه الانتخابات لعدم الوفاء بضمانات الاستقلال".

واختتم  مقاله قائلا:  "هل غيّر أبي أحمد شخصيته فجأة؟ هل تم الاستهانة بمعتقداته كمبشر متطرف من قبل أنصاره السابقين؟ تبقى الحقيقة أنه يعزل نفسه أكثر فأكثر، وأنه يتجاهل كل النصائح التي تأتي من الخارج ويصر على رغبته في الوحدة المفروضة على جميع المناطق ، في كثير من الأحيان بالقوة. مهما كان الأمر ، فإن هذا التغيير في الاتجاه من قبل رئيس الوزراء والانتهاكات التي تنجم عنه تهدد بجعل إثيوبيا جحيمًا للعنف والمآسي الإنسانية للمدنيين".