رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرز المعلومات عن دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون

دير الانبا بيشوي
دير الانبا بيشوي

يحتفل دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون الثلاثاء المقبل، بتذكار رحيل الأنبا بيشوي شفيع الدير مُقتصرًا احتفالاته على الرهبان فقط.

 وفي هذا التقرير تستعرض "الدستور" أبزر المعلومات عن دير الأنبا بيشوي:

4
4

دير القديس العظيم الأنبا بيشوي ويُعرف مختصراً باسم دير الأنبا بيشوي، هو دير قبطي أرثوذكسي، ويُعَد أكبر الأديرة العامرة بوادي النطرون الواقع غرب دلتا النيل شمال مصر. 

يُنسب هذا الدير إلى الأنبا بيشوي الذي كان تلميذاً للأنبا مقار، وقام بإنشائه بقيادته لمجموعة من الرهبان أواخر القرن الرابع الميلادي. وتبلغ مساحته نحو فدانين، ويضم خمسة كنائس، أكبرها "كنيسة الأنبا بيشوي"؛ وهو أكبر كنائس وادي النطرون، بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبة والمائدة الأثرية وبئر الشهداء، بجانب العديد من القلالي التي يقطن بها الرهبان. 

يعود إنشاء دير الأنبا بيشوي في بداياته الأولى كتجمع رهباني بقيادة الأنبا بيشوي إلى أواخر القرن الرابع الميلادي، وعاصر بناؤه القديس مقار الكبير. وكان آنذاك عبارة عن مجموعة قلالي وكنيسة في الوسط تحيط بالمغارة الصخرية التي عاش فيها الأنبا بيشوي وذلك دون بناء أسوار. 

ودُمرت هذه الكنيسة في القرن الخامس الميلادي بسبب غارة على الأديرة من الليبيين البدو عام 407 وعلى الرغم من إعادة بناءها؛ إلا أنها دُمرت مرة أخرى في الغارتين التاليتين عامي 434 و444 ولقد تعرض أيضاً هذا الدير للتخريب أثناء غارة رابعة للبربر قرب نهاية القرن السادس الميلادي، على التجمعات الرهبانية بوادي النطرون، وكانت مبانيه الأساسية آنذاك هي الكنيسة والحصن. وقد أعيد بناؤهما في عهد البابا بنيامين الأول عام 645 (منذ 1376 سنة).

20200608_173957-scaled
20200608_173957-scaled

وفي عام 817 م، تخرب الدير مرة أخرى أثناء غارة البربر الخامسة، ولكن تم تعميره وإصلاحه في عهد البابا يعقوب الأول، وأكمل تعميره البابا يوساب الأول وأعاد أجساد القديسين الأنبا بيشوي والأنبا بولا الطموهي إلى الدير، كما أعاد بناء الكنيسة والدير بصفة عامة لذا؛ فإن المبنى الرئيسي لكنيسة الدير الرئيسية الحالية يرجع إلى عام 840 م.

وفي عام 1069تعرض الدير لغزو البربر  وفي عام 1319 م، تم ترميم الدير في عهد البابا بنيامين الثاني، وقد دفن في الجهة القبلية بالكنيسة الكبرى بالدير. 

وقد زار الدير عدد من الرحالة والمؤرخين الذين كتبوا عنه، أمثال المقريزي في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد قال عنه أنه: كبير جدًا، ولكن لا يوجد شيء على حالته.

البابا شنودة يُعيد تُعميره

وفي عهد البابا شنودة الثالث، قام بحركة تجديد واسعة للدير، فقد أمر بتجديد القلالي، وأعاد ترميم بئر الماء الذي غسل فيه البربر سيوفهم بعد أن قتلوا شيوخ شهيت التسعة والأربعون، كما أضاف للدير قرابة 300 فداناً من الصحراء المحيطة به لأجل استصلاحها، بالإضافة إلى القلاية البطريركية الخاصة به، وأمر كذلك بإدخال الكهرباء للدير. يُذكر أنه قد تم طبخ وإعداد زيت الميرون في الدير خمس مرات من سبعة في عهده، وذلك في أعوام 1981 و1987 و1990 و1995 و2008 في عهده، لتوزيعه على الكنائس القبطية في مصر وخارجها.

20200601_144433-scaled
20200601_144433-scaled

ويحتوي الدير على مكتبة تُعد من أصغر مكتبات الأديرة، ولقد كانت مكتبة الدير الأصلية في الحصن، ثم نُقلت إلى مبنى خاص بها في الدور الأرضي من بيت الضيافة الجديد، ثم أصبحت بعد ذلك في الحجرة الكائنة فوق المضيفة الملاصقة للسور الشمالي، حتى تم إنشاء مكتبة ضخمة في عهد البابا الحالي عام 1989 كما حدثت توسعات عديدة في الدير في عهد البابا شنودة الثالث في الجهة الجنوبية خلف السور الأثري الجنوبي، حيث أنشأ بيتاً للخلوة لإقامة الكهنة الجدد، ومبنى للضيافة يتكون من أربعة أدوار، كما أصبح للدير سبع بوابات ومنارات يعلوها الصليب، ويوجد بالدير أيضاً مقر خاص للبابا وبجواره مخزن متحفي لحفظ آثار الدير. 

20200628_180431-scaled
20200628_180431-scaled

الكنائس

يحتوي الدير على خمس كنائس، وهي: كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية، كنيسة الأنبا بنيامين الثاني، وكنيسة مار جرجس، وكنيسة الشهيد أبا سخيرون، وكنيسة الملاك ميخائيل بحصن الدير.

هي الكنيسة الرئيسية بالدير، وأكبر كنائس وادي النطرون على الإطلاق. ولا يوجد حالياً أي أثر باقٍ من الكنيسة الأولى التي ربما شغلت نفس مكان الكنيسة الحالية التي أعيد بناؤها في القرن التاسع الميلادي؛ بعد غارة البربر الخامسة على الدير.

 وتحتوي هذه الكنيسة على معالم عديدة ترجع لفترات تاريخية مختلفة، فبينما يُشير الهيكل الرئيسي إلى القرن السادس أو السابع الميلادي؛ فإن التفاصيل الأخرى مثل إضافات القباب المرتفعة والزجاج الملون والزخارف الجصيّة وعمارة الصحن ربما ترجع جميعها إلى القرن العاشر أو الحادي عشر الميلادي.

 كما أُدخلت تعديلات على مباني الكنيسة ترجع إلى نهاية القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر الميلادي. وفي عام 1330 في عهد البابا بنيامين الثاني، كان هناك إصلاح للمباني التي تسبب النمل الأبيض في إتلاف أخشابها.

وتُعد هذه الكنيسة من طراز الكنائس الطويلة، والتي تتفق مع الطراز البازيليكي في معالمها الرئيسية حيث تتكون من صحن وجناحين جانبين، وجناح آخر غربي دائر، وخورس مستعرض، وثلاثة هياكل. 

كنيسة الأنبا بنيامين

سُميّت هذه الكنيسة على اسم البابا بنيامين الثاني رقم 82، وتسمّى أيضًا كنيسة السيدة العذراء.

 وبُنيت هذه الكنيسة الصغيرة ملاصقة لكنيسة الأنبا بيشوي، وأقيمت في الزاوية التي كونتها الجدران الشمالية للهيكل الشمالي وخورس الكنيسة الرئيسية، والجدار الشرقي للدوكسار الشمالي. ويغطي سقف الكنيسة قبو نصف برميلي. ويوجد بها صندوق ذخائر الأنبا بيشوي. ويغطي سقف هيكل الكنيسة قبة قائمة على مقببات. ويحتوي هيكل الكنيسة على مذبح، منصته معزولة من ثلاث جهات كما في هياكل الكنيسة الرئيسية.