رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التعليم| مناهج ذكية.. وتخريج عقول مُبدعة لسوق العمل

تطوير التعليم
تطوير التعليم

شهد قطاع التعليم، خلال السنوات الماضية، إنجازات كبيرة على جميع المستويات، تضمنت تنفيذ منظومات تعليم جديدة وتطويرًا للمناهج وتحسين أوضاع المعلمين مع سن تشريعات تسهم فى النهوض بالعملية التعليمية فى البلاد.

«الدستور» تستعرض أهم ما تحقق فى قطاع التعليم من إنجازات، وآراء عدد من الخبراء فى تأثير هذه الإنجازات على أرض الواقع، وكيف أسهمت فى رفع مستوى العملية التعليمية فى مصر، وما ينتظر أن تحققه مع استكمال بناء المنظومة الجديدة.

 

4500 مبنى دراسى.. ومدارس دولية ويابانية للحد من مشكلات التكدس 

فى مواجهة تكدس الطلاب فى فصول المدارس الحكومية، عملت وزارة التربية والتعليم على حل المشكلة بإضافة كثير من المبانى الدراسية الجديدة، بواقع ٤٥٠٠ مبنى دراسى جديد، مع وضع خطة لزيادة هذا العدد لمواجهة تزايد عدد الطلاب المتوقع وفقًا لمعدلات النمو السكانى، وما زال العمل مستمرًا على إضافة ١٠٩١ مبنى آخر.

وقدمت الوزارة حلًا للطبقة المتوسطة التى تبحث لأبنائها عن مدارس خاصة بأسعار متوسطة، عبر تدشين المدارس الحكومية الدولية، وتم إنشاء ١٣ مدرسة من هذا النوع، فضلًا عن ٤٥ مدرسة مصرية يابانية، تم تشغيل ٤١ مدرسة منها بعد التأكد من مطابقتها المعايير الخاصة بالاستدامة.

ولمواكبة التطور التكنولوجى وربط الدراسة التكنولوجية بسوق العمل، تم افتتاح ١١ مدرسة لعلوم التكنولوجيا التطبيقية، من بينها مدارس متخصصة فى التركيبات الكهربائية وتشكيل المعادن، والميكانيكا وتكييف الهواء، التى تهتم بتخريج طلاب على استعداد للانخراط فى سوق العمل بعد التخرج مباشرة.

وفى تجربة متميزة بدأت مدارس النيل، التى وصفت بأنها أحد المشروعات القومية، عملها، فى ظل ما تقدمه من تعليم عالى الجودة بمصروفات مدعمة، خاصة أنه يعترف بشهاداتها على المستوى العالمى، وتعادل شهادة المدارس الدولية ذات المصروفات الضخمة.

وبلغ عدد هذا النوع من المدارس فى مصر ١٤ مدرسة، حتى الآن، ومن المتوقع أن يزداد عددها لتنتشر فى جميع أنحاء الجمهورية، ويمكن من خلالها أن يحصل الطالب على شهادة معتمدة من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وتصدر الشهادة عن جامعة كامبريدج البريطانية.

 

إدخال منظومة التابلت ومنصات جديدة بينها «بنك المعرفة»

لمواكبة التطور التكنولوجى فى هذا القطاع المهم، بدأت وزارة التربية والتعليم إدخال نظام التابلت الحديث فى المناهج التعليمية، وتسلم كل طالب من طلاب الفصل الأول الثانوى جهازًا خاصًا به، يعمل بتكنولوجيا الـG٤، ومن خلال التابلت أصبح العمل بنظام الامتحانات الإلكترونية أكثر سهولة فى التطبيق، مع منح الفرصة للعمل بنظام امتحان الكتاب المفتوح.

وفى هذا الإطار، تعاقدت الوزارة على شراء نحو ٧٥٠ ألف جهاز تابلت جديد لتوزيعها على الدفعة الجديدة من طلاب الصف الأول الثانوى، بإجمالى ٢ مليون جهاز تابلت، مع توصيل شبكات الإنترنت فائق السرعة لضمان استمرار استخدام أجهزة التابلت بالكفاءة المطلوبة، كما انتهت الوزارة حتى الآن من توصيل إنترنت «فايبر» فى أكثر من ٢٥٠٠ مدرسة فى جميع محافظات الجمهورية.

وبدأت وزارة التعليم تدريب المعلمين على الأنظمة الجديدة وطرق التدريس الحديثة، ليجرى تطوير الطالب والمعلم فى آن واحد، من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من التحول الإلكترونى للنظام التعليمى الحديث.

وتمكنت وزارة التعليم من تقديم الخدمة لما يقرب من ٢٢ مليون طالب، يتحولون إلى الأنظمة الحديثة فى التعليم والتى تعتمد على الأنشطة والتعلم عن طريق الممارسة وليس على تلقين الدروس والحفظ، كما كان يحدث سابقًا.

وفى إطار تحسين المناهج، احتل التعليم مكانة مهمة فى رؤية مصر للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، وتم العمل على وضع مناهج حديثة تختلف عن الأنظمة القديمة، وبدأ العمل على الأنظمة الجديدة فى بداية عام ٢٠١٨، فيما يقرب من ٥٥ ألف مدرسة، بدءًا من مرحلة الروضة والصف الأول الابتدائى.

واهتمت وزارة التربية والتعليم بتقديم محتوى رقمى على الإنترنت، ودشنت نظام التعليم الجديد «EDU٢»، الذى يهتم بالتعليم ما قبل الجامعى، مع تقديم المحتويات الرقمية التى ترتبط ببنك المعرفة المصرى ومنصة إدارة التعليم.

إلغاء الامتحانات حتى الرابع الابتدائى .. والتصحيح إلكترونيًا

ولاستكمال التحديث، طبقت المدارس نظام التعليم متعدد الاختصاصات، وألغت الامتحانات حتى الصف الرابع الابتدائى، ليعتمد الطالب على نفسه ويكتشف الآفاق المختلفة ويكتسب مهارات جديدة دون التركيز فقط على المعلومات من أجل أداء الامتحانات فى نهاية العام.

وركزت المناهج الجديدة فى التعليم على تنمية المهارات الحياتية لدى الطالب، وتحفيز الإبداع والتفكير النقدى والعمل الجماعى، والعمل على تطوير المهارات الاجتماعية مثل تقبل الذات واحترام التنوع وتقبل الآخر.

واكتملت منظومة التعليم الجديدة من خلال الكتب الجديدة التى أعدتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الخبراء المصريين والمؤسسات الدولية الكبرى ذات السمعة الطيبة فى مجال إعداد المناهج للمرحلة الابتدائية، وتكلف إعادة تقييم المناهج وتطويرها وإنشاء بنك المعرفة المصرى، ومنصة التعليم الإلكترونى ما يقرب من مليار جنيه.

كما حرصت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى على تطبيق نظام التصحيح الإلكترونى، لضمان مزيد من الدقة والشفافية أثناء عمليات التصحيح، وبدأ العمل بهذا النظام مطلع العام الدراسى ٢٠١٩/ ٢٠٢٠.

وأكدت وزارة التعليم العالى أن الاعتماد على نظام التصحيح الإلكترونى يوفر كثيرًا من الوقت أثناء عمليات تصحيح الامتحانات، كما يوفر النتائج بسرعة عالية، لذا لم يعد هناك أى ضرورة للانتظار لمدة طويلة بعد الانتهاء من أداء الامتحانات لمعرفة النتيجة.

وتوفر أنظمة التصحيح الإلكترونى السرية التامة للطلاب فى كل مراحل الامتحانات، بدءًا من طباعة الورقة إلى التصحيح، نهاية بإعلان النتيجة النهائية، ما يؤدى إلى خفض التكلفة المادية التى كانت تتكلفها الدولة بنهاية كل عام، وتحويلها إلى مجالات البحث العلمى.