رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بوليتيكو» تثير شكوكًا حول التزام إدارة بايدن بدعم أوكرانيا عسكريًا

بايدن
بايدن

قالت دورية «بوليتيكو» السياسية الأمريكية، إن هناك حالة من الشكوك والارتباك سادت بشأن التزام إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين بالدعم العسكري لأوكرانيا، بعد ظهور تقارير خلال عطلة نهاية الأسبوع تفيد بأن حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 100 مليون دولار تتضمن أسلحة قد تم تعليقها بعد أيام فقط من لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة التي جمعتهما مؤخرّا في العاصمة السويسرية جنيف.

وأفادت الدورية «بوليتيكو» نقلاً عن أربعة مصادر في البيت الأبيض، بأنه تم تعليق حزمة المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة لأوكرانيا، دون توضيح أسباب القرار، وهو الأمر الذي نفته المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، بعد ساعات قليلة فقط، قائلة إن فكرة أن واشنطن ستحجم عن المساعدة كانت (هراء) كما أن برنامج المساعدات العسكرية منفصل بقيمة 150 مليون دولار تمت الموافقة عليه قبل أيام قليلة من قمة جنيف.
 

وأضافت ساكي: "لقد قدمنا الآن كامل المبلغ الذي خصصه الكونجرس من خلال مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية"، ومع ذلك ، ليس من الواضح تمامًا ما إذا كان برنامج التمويل الإضافي البالغ 100 مليون دولار هو نفس برنامج الـ150 مليون دولار الذي تمت الموافقة عليه في يونيو الجاري، والذي يعد جزءًا من المساعدة العسكرية الأمريكية المستمرة لأوكرانيا وكانت هناك حزمة سابقة بقيمة 125 مليون دولار تمت الموافقة عليها في مارس الماضي.. فيما تمت الموافقة على برنامج 100 مليون دولار في أبريل الماضي أيضا كبرنامج إضافي بعد أن حشدت روسيا كمية هائلة من القوات على الحدود الأوكرانية في الفترة التي تسبق قمة جنيف، بحسب الدورية الأمريكية.


وأشارت دورية "بوليتيكو" إلى أن أوكرانيا شعرت بخيبة أمل بسبب الدعم الرئيسي المنخفض الذي حصلت عليه من بايدن ، الذي كان في جولة في أوروبا في الأيام العشرة الماضي ، وبلغت ذروتها بقمة فردية مع بوتين في جنيف.. فقد التقى بايدن بقادة مجموعة السبع في المملكة المتحدة، حيث أصدروا بيانًا مشتركًا دعوا فيه روسيا إلى إنهاء تكتيكاتها العدوانية وإلقاء ثقلها الجماعي وراء سلامة أوكرانيا السيادية.


وأضافت أن بايدن توجه إلى بروكسل لحضور قمة الناتو، لكنه امتنع عن الموافقة على إطلاق خطة عمل لعضوية الناتو (MAP) لأوكرانيا، على الرغم من مطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من الوضوح بشأن النية النهائية للتحالف العسكري لبلاده.. علاوة على ذلك في مؤتمر صحفي، بذل بايدن قصارى جهده ليقول إنه على أوكرانيا أن تفعل المزيد بشأن الفساد قبل التفكير في عضوية الناتو.
وبجانب ذلك، اتخذت الولايات المتحدة مؤخرًا عدة قرارات تتعارض مع مصالح أوكرانيا.. والأهم كان قرار بايدن بعدم الاستمرار في نظام العقوبات ضد خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي قال إنه أمر واقع ، والذي سيتجاوز أوكرانيا تمامًا وسيكلفها حوالي ملياري دولار من رسوم العبور المفقودة، وفقا للدورية الأمريكية.


والآن بعد أيام فقط من انتهاء قمة بوتين ، ورد أن البيت الأبيض قال إنه سيعلق مساعداته العسكرية الإضافية التي تبلغ قيمتها 100 مليون دولار لكييف.. حيث قال مصدر في البيت الأبيض لـ Politico إن حزمة مساعدات عسكرية لمجلس الأمن القومي يمكن إرسالها إلى أوكرانيا بسرعة إذا لزم الأمر، لكن تم تجميدها مؤقتًا ، دون توضيح السبب.
وذكرت بوليتيكو أن العناصر الرئيسية في الحزمة تشمل أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى والأسلحة الصغيرة والمزيد من الأسلحة المضادة للدبابات.


يشار إلى أنه منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، قدمت الولايات المتحدة ما مجموعه 2.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية إلى كييف ، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وأجهزة الراديو وصواريخ جافلين المضادة للدبابات.


ووفقًا لبعض المحللين، هناك الكثير من الخلاف حول تفسير الأحداث المحيطة بأوكرانيا والنتيجة هي أن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ نهجًا أكثر واقعية على المدى الطويل لحل القضايا المحيطة، حيث إن الكرملين قد بدأ في التفكير في قضايا شبه جزيرة القرم.. وليس على استعداد لتهدئة التوترات في دونباس حتى يكون لديه نوع من الضمان بأن أوكرانيا لن تنضم أبدًا إلى الناتو.


كما يعتقد العديد من المحللين أن بايدن في عجلة من أمره لتقليل التوترات مع روسيا ، لأنه يرى الصراع مع الكرملين على أنه إلهاء عن هدفين رئيسيين في سياسته وهما التعامل مع القضايا المحلية والتنافس المتزايد مع الصين، والذي يتحدى الولايات المتحدة بشكل متزايد للأولوية على الساحة الدولية، على حد قول دورية بوليتيكو.