رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد شلتوت: «العزلة ليست هى الوحدة» يضم قراءة لـ 40 كتابا في الفن والأدب

العزلة ليست هى الوحدة
العزلة ليست هى الوحدة

قال الكاتب أحمد رجب شلتوت، إن كتاب "العزلة ليست هي الوحدة " والذي صدر حديثا عن دار وكالة الصحافة العربية  ناشرون، يضم قراءات لعدد 40 كتابا كانت حصيلة عزلة إجبارية خلال عام 2020، منها : الكاتب يتيمًا: عن ازدواجات اللغة والهوية،  لماذا أوصانا جلال أمين باستعادة جورج أورويل؟، "سجون نختار أن نحيا فيها" ،  بورخيس الأعمى الذي فتح كل نوافذ العالم، ما تحكيه رسائل ديستويفسكي ، قصة حب حزين  تحكيها مُراسلات أَلبير كامو وماريا كازاريس،   إرنست هيمنغواي.. أفضل الكتاب يكتبون أسوأ الرسائل.

وأضاف شلتوت لـ"الدستور"، أن الكتب توزعت بين الأدب والفن والفكر كما تدل عناوينها، وتوضح انشغالات الكاتب واهتماماته، وقد أولى يوميات ومراسلات الكتاب أهمية خاصة، ويقول عن رسائل ديستويفسكي إنها لا تخلو من قيمة تاريخية خاصة بما تتيحه من معلومات عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي كانت تحيط بدوستويفسكي والمصاعب التي كان يكتب تحت ضغطها.

وأكد أنها تلقي الضوء على جوانب من شخصيته التي جمعت بين الزهد والسخط. كما تظهر انشغاله الدائم بتفاصيل الحياة حتى تلك التي  تبدو بلا أهمية، فتدلل على قدرته على التقاط وتسجيل ما هو عابر ويومي، و تلك التي وجدت لها فيما بعد مكانا في رواياته.

وأوضح: يلاحظ أن الرسائل الموجهة إلى زوجته تختلف عن رسائله للآخرين بقدر ما تتشابه في بنيتها. ففي كل رسالة منها نجده سائلا عن وضع زوجته بعد أن يخبرها انه أستلم رسالتها السابقة، أو سائلا عن أسباب تأخير وصول رسائل منها، ثم يجيب عن بعض الأسئلة الموجهة إليه في رسائلها، وفي الختام يتحدث عن نفسه، معبرا عن عواطفه تجاهها هي وطفليهما.                                                                       أما الرسائل إلى أخيه ميخائيل فيتكرر فيها الحديث عن الفقر والقهر، وتمتلىء بالتفاصيل الحياتية الصغيرة، كذلك يعرض لقصة حب حزين  تحكيها مُراسلات أَلبير كامو والممثلة الفرنسية ماريا كازاريس. أما رسائل لوكاتش تكشف عن وجوهه المحتجبة خلف المفكر والسياسي.

 وتابع شلتوت: قد كان إرنست هيمنجواي مدركا تماما للفرق بين كتابة الأديب عن ذاته وتعريته لذاته في اليوميات والرسائل، وكان مدركا للفارق بين أن يكتب عن نفسه كما في "وليمة متنقلة" على سبيل المثال، أو أن يبوح بمكنون النفس في رسالة  لصديق أو حبيبة، فكان حريصا على أن تبقى خاصة بينه وبين المرسل إليه،    

واشار شلتوت إلى أن هيمنجواي كان من هواة كتابة الرسائل منذ طفولته، وحتى قبيل وفاته، وتمكن الباحثون من جمع حوالي سبعة آلاف رسالة بخط يده أو مرقومة على الآلة الكاتبة، بما يوحي بأنه كان يكتب الرسائل بشكل شبه يومي، وبالرغم من ذلك كان يعتقد أن أفضل الكُتَّاب يكتبون أسوأ الرسائل، وكان يقول إنه إذا كتب في أي وقت رسالة جيدة فهذا يعني أنه لا يعمل، ووصف رسائله بإنها بذيئة وكثيرا ما تخرج عن حدود،  بما يفسر وصاياه المتكررة بعدم نشر رسائله، لكن القارىء للرسالة قد يكتشف سببا آخر، فالرسائل تكشف عن وجه آخر لهيمنجواي، أو ربما تسقط القناع عن وجهه الحقيقي، فيظهر المحارب القوي رقيقا هشا يبكي لموت قطته التي رافقته لأحد عشر عاما.

أما الكاتبة الفرنسية فرانسواز ساجان  فهي فترسم بشكل غير مباشر صورة شخصية لنفسها من خلال تقاطع سيرتها مع سير الشخصيات التي تقاطعت معها في حركة حياتها، وفي نفس الوقت ترسم صورة للحياة الأدبية في باريس في خمسينات وستينات القرن العشرين، لكن تظل السيرة غير مكتملة فهي مثلا تخفي عن قارئها أسباب إدمانها للمخدرات والقمار، هي فقط تتذكر وتحكي دون غوص وراء الأسباب.

وفي قراءته لكتاب “كافكا قال لي.. أحاديث وذكريات” الذي أصدره الشاعر السلوفيني “غوستاف يانوش” يرى الكاتب أن يانوش وماكس برود يختلقان كافكا الصهيوني، فالكتاب يرسم صورة لكافكا آخر يكاد يكون نقيضا لكافكا الذي يعرفه قارئ رواياته ورسائله ويومياته التي اكتشفت ونشرت بعد صدور الكتاب بسنوات.