رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رويترز: وفيات فيروس كورونا في العالم تتجاوز 4 ملايين

حسن حماد يشارك بــ دوائر التحريم فى معرض القاهرة الدولى للكتاب

دكتور حسن حماد
دكتور حسن حماد

يشارك المفكر الدكتور حسن حماد٬ أستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال والعميد الأسبق لكلية آداب الزقازيق وأستاذ كرسي الفلسفة لليونسكو فرع الزقازيق٬ في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 والمزمع إنطلاقه نهاية الشهر الجاري٬ بطبعة جديدة من كتابه "دوائر التحريم.. السلطة والجسد والمقدس"٬ والصادرة حديثا عن مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر بالإسكندرية.

 

يشار إلي أن الدكتور "حسن حماد"، له عدد كبير من المؤلفات في مجال تخصصه٬ نذكر من بينها: النظرة النقدية عند هربرت ماركيوز٬ الاغتراب عند إريك فروم٬ الإنسان وحيدًا، دراسة في الاغتراب الوجودي٬ الخيال اليوتوبي٬ آفاق الأمل٬ بحثًا عن المعنى والسعادة واليوتوبيا

.

أما في ميدان علم الجمال وفلسفة الفن فقد قدَّم العديد من الإسهامات البارزة، من أهمها: الخلاص بالفن، التراجيديا نموذجًا٬ النقد الفني وعلم الجمال٬ فنون مصر التشكيلية في العصر الحديث٬ محنة العبث ورحلة البحث عن خلاص، قراءة وجودية في أدب نجيب محفوظ، وقد نال به جائزة الدولة التشجيعية لعام 2014، وفي مجال دراسته للتراث الإسلامي والحركات الإسلامية كتب: "ذهنية التكفير، الأصوليات الإسلامية والعنف المقدس".

 

ويذهب الدكتور حسن حماد في مقدمة كتابه "دوائر التحريم.. السلطة والجسد والمقدس" إلي أن: دوائر التحريم في حياتنا كثيرة ومتعددة ومتنوعة ومتحركة، تتسع تارة وتضيق تارة أخرى، تتقاطع وتتداخل وتتماس مع بعضها بصورة دائمة، وربما تتطابق أحيانًا.

 

ودوائر التحريم التي نتناولها في هذه الدراسة ثلاث هي على التوالي: دائرة السلطة ودائرة الجسد ودائرة المقدس، والدوائر الثلاث متشابكة فيما بينها بصورة يصعب مناقشة أيّ منها بمعزل عن الأخرى، فهناك علاقات سريّة وخفية ومبهمة وغامضة، تتم فيما بين الدوائر الثلاث، فالدائرة الأولى وهي السلطة (بمعناها السياسيّ) إذا ما كانت سلطة دنيوية، تبدو سلطة مدنّسة من وجهة نظرٍ لاهوتية، أما إذا امتزجت بالدين، تصبح سلطة مقدّسة ومطهّرة؛ لأنها ستحكم - حينئذٍ - باسم الإله.. أما الجسد - بشكل عام - فينتمي إلى دائرة المدنّس إلّا أنّه قد يكتسب صفات المقدّس بالوضوء والصلاة والنظافة والغُسل في حالة الموت، أما الدائرة الأخيرة وهي المقدّس فظاهريًا تبدو مبرّأة تمامًا من كلّ ما ينتمي إلى دائرة المدنّسات، سواء شملت هذه الدائرة الأخيرة ما هو إنسانيّ أو ما هو نجس، ولكنّ التحليل الأنثروبولوجي لفكرة المقدس، كشف لنا أن دائرة المقدّس ليست منفصلة عن الدنيويّ أو المدنّس.. هذا الطابع الجدليّ لدوائر التحريم يتكشّف بصورة أوضح، إذا ما بحثنا عن الجذر اللغويّ لكلمة المحرّم ومشتقاتها في اللغات المختلفة: في  اللغة الإنجليزية هي Taboo (المحرم)، وهي كلمة بولينيزية الأصل Tabu، وتعني المحرّم والمقدّس والملعون، وهي – أيضًا - مرادفة للكلمة اللاتينية القديمة Sacer والكلمتان تشيران إلى ما يصيب بالدنس عن طريق الاتصال ببعض الأشخاص أو الأشياء، كما أنّها تدلّ بالمثل على كل ما يتصف بالألوهية أو التحريم.

وتؤكّد "ماري دوجلاس" هذه الدلالة المزدوجة لكلمة مقدس أو محرم في  كتابها: "الطهر والخطر"؛ إذ تذكر أنّ الكلمة كانت تستخدم – أحيانًا - للتعبير عن "الانتهاك" أو نزع القداسة Desecration  بنفس القدر الذي تستخدم فيه للدلالة على تكريس تلك القداسة Consecration2.. وقد تنبّه "سيجموند فرويد" في كتابه (التوتم والتابو) إلى ازدواج المعنى الدلاليّ لكلمة (تابو)، فيقول: "بالنسبة لنا ينقسم معنى التابو إلى اتجاهين متعارضين، فهو من جهة يعني المقدّس Sacred أو المكرّس للعبادة Consecrated، ومن جهة أخرى يعني: الخارق، الخطير، المحرم، المدنّس أو النجس". إنّ المحرّم - إذن - هو دائرة التقاء المقدّس بالمدنّس، ومن الأشياء الغريبة التي يمكن ملاحظتها في الثقافات القديمة، أنّ الخطر الذي ينجم عن ملامسة الكائنات المقدسة هو الخطر نفسه، الذى ينشأ عن ملامسة الأشياء النجسة أو المدنسة، فالمحظورات التي تقي من النجاسة هي نفسها، التي تعزل القداسة وتصونها من خطر الاختلاط، بما هو مدنس، فمن الأسباب التي تسبّب النجاسة في  معظم الديانات: الدم، لاسيّما دم الطمث أو الحيض، وكافة الأشياء التي تخرج من الجسم، مثل المني والبول والبراز والصديد... إلخ، كما يعدّ روث الحيوانات واحدًا من مصادر النجاسة.

دوائر التحريم.. السلطة والجسد والمقدس
دوائر التحريم.. السلطة والجسد والمقدس