رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإمام الطيب يجُيب عن جميع الأحكام المتعلقة بشأن الحجاب والنقاب

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب

من المسائل التي تحظى باهتمام كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويدور حولها نقاش كبير، وترد أسئلة كثيرة من السيدات حول هذا الأمر من خلال الجروبات الدينية، فقد يقول البعض رأي الشرع مخالفا لما هو معروف، وربما يتشدد البعض في رايه حول الحجاب والنقاب، وردوده التي ربما تستفز البعض عبر الجروبات الدينية.

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أجاب على عدد من الأسئلة على مسألة الحجاب والنقاب وخلع الحجاب، وحجاب الصغيرة، عبر برنامجه" الإمام الطيب" الذي أذيع رمضان قبل الماضي عبر شاشة الأولى الفضائية، وقدمه الإعلامي الدكتور محمد سعيد عبدالحفيظ.

"الدستور" ترصد جميع الأسئلة عبر السطور القادمة، والتي جاءت كالتالي:

لا زالت قضية الحجاب والنقاب تفرض نفسها بين مذهبين، مذهب يؤيد تغطية الوجه والنقاب ومذهب يؤيد كشف الوجه.. ما هو القول الفصل في مسألة الحجاب؟

أنا كثير التأمل في هذا الموضوع وأري أن المعركة ليست بحث عن حكم شرعي بقدر ما هي معركة من ينتصر فيها ضد من؟ ومن يكسب فيها اتباع ومريدين ومريدات أكثر من الآخر، كأن أن المسألة إذا صح هذا التشبيه هناك شركات لهذه الأحكام ، تشبه أن تكون هناك شركات تتنافس فيمن ينفذ هذا او ذاك النقاب أو الحجاب أو عدم الاثنين ولكن الواقع فعلا معقد مع أن المسألة أبسط مما يكون وأبسط مما يتوهم.

باختصار شديد وللإجابة علي هذا السؤال فإن النقاب ليس فرض ولا سنة ولا مندوبا ولكنه ليس مكروها ولا ممنوعا هو أمر مباحا، وهناك فرق بين الأمر المباح وبين  الأمر المطلوب.

ومن لا ترتدي النقاب لا شيء عليها والنقاب ليس فرض ولا سنة ولا مستحبا هو أمر مباح لا أستطيع أن أقول للتي لا تلبسه أنتِ تزايدتي على حدود الله لأن الله أباحه، ولا أستطيع أن أقول لمن تلبسه أنت تفعلين أمراً شرعياً فانت مثابة عليه، فهو أمر في دائرة المباح للمرأة أن تلبسه ولها أن تخلعه حسب ظروفها.

معنى الحجاب

أما الحجاب، والحجاب هنا بمعنى غطاء شعر الرأس فهذا أمر أؤمر به نساء المسلمين في القرآن الكريم وأجمعت الأمة على أنه أمر مطلوب لكن أن تصور المرأة التي لا تلبس الحجاب علي أنها امرأة خارجة عن الإسلام فهذا خطأ.

ما حكم المرأة التي لا تلبس الحجاب؟
أجاب الطيب: أن المرأة التي لا ترتدي الحجاب عاصية آثمة مثلها مثل الكذبة التي تفعل أي شيء من المعاصي، وخذ بالك المعاصي درجات فيها من الكبائر وهل هو من الكبائر؟ لا، فهو من المعاصي تأثم لأنه أمر مخالف من أوامر الله ومن الشريعة وهو أقل من الكذب لأن الكذب إجرام شديد.
 

هل وردت كلمة حجاب في القرآن الكريم؟

رد الطيب: نعم، وكلمة حجاب وردت في القرآن الكريم وهذا السؤال مهم جداً، وعندي آية وهذه الآية سوف يدور حولها الإجابة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ  وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ  وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا  إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا)
فالآية بها محطات، فنصفها الأول يتعلق بأدب الدعوة وأدب الذين يدعون، هذا هو الجزء الأول في الآية التي ورد بها كلمة حجاب ونذهب للجزء الثاني في نفس الآية وهي آية واحدة (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ) هذه الآية فيها كلمة حجاب ولكن ليس هو الحجاب الذي نتحدث عنه اليوم ليس غطاء الرأس.

فكان الصحابة يتحدثون مباشرة إلى نساء النبي صلي الله عليه وسلم فنزل الأمر بأن يتحدث إليهن رضي الله عنهن من وراء حجاب بحيث يسمع صوتهن ولا ترى شخوصهن لأن هذه الآية من واد والاستدلال على الحجاب بمعنى غطاء الرأس من واد آخر، هي مسألة فنية.

وكلمة حجاب في القرآن لا تعني ما نتحدث عنه فهي تعني ستار ومن هنا هو خاص بنساء المؤمنين، وعندما تأتي وتقول إلي أن كلمة حجاب ورد في القرآن وهو خاص بأمهات المؤمنين فنساء المؤمنين لا يلزمهن الحجاب لأنه الخاص.

اتفق معاك أن كلمة الحجاب وردت بالقرآن وهي خاصة بنساء النبي صلي الله عليه وسلم لكن هل بهذا المعني نعم هي لا تلزم نساء المؤمنين لأنني لا أطلب من أي رجل أن يتحدث إلى امرأة أن يتحدث إليها من وراء حجاب  فإذن الحجاب في الآية هو الستار من وراء ستار وهذا هو خاص بنساء النبي صلي الله عليه وسلم يقولون لا الآية ليست خاصة بنساء النبي بل عامة، وماذا نفعل عندما المرأة تخرج وتتحدث مع الرجل نلف لها ستارة فقالوا النقاب والقفاز والشراب هذا هو الستار.

بعض منتقدي الحجاب أيضا يقولن إن الرسول هو أسوة للمؤمنين لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة بينما قال في موضع آخر يا نساء النبي لستن كأحد من النساء وبالتالي من وجهة نظر منتقدي الحجاب فإن نساء المؤمنات لا ينبغي عليهن بالضرورة الاقتداء بنساء النبي في مسألة غطاء 

الرأس بمواصفاته الإسلامية.. تعليقك؟

قال الطيب: يذهبون يمينا يسارا الحجاب فيه آية خاصة به، والحجاب بالمعني الذي لا يرد في القرآن الكريم، اذا كان عبر القرآن الكريم عن الستارة بالحجاب فدعوتنا إلى تغطية شعر رأس المرأة يسمي خمار، الحجاب بمعني الستر والخمار وهو غطاء الرأس يطلق على المحجبة أو لابسة الخمار، فالقرآن له مصطلحات تتعلق بها الأحكام بعيد عن مصطلحاتنا المتداولة الآن، فالحجاب بمعني غطاء الرأس في القرآن الكريم هو الخمار، والخمار لغة هو كل ما يغطى به الشيء.

والحجاب في متداولتنا المعاصرة هو ما يقابله في القرآن الخمار، هل في أمر في القرآن الكريم بأن المرأة تختمر ليس بمعني تختمر تسدل الخمار لا بمعني تغطي شعر الرأس: (وليضربن بخمرهن علي جيوبهن) الآية فيها أمر ولم الأمر والفعل المضارع المجزوم بلم الأمر كل هذا واضح، ومعني يضربن بخمورهن أن الخمار كانت العادات نساء العرب يضعن الخمار علي رؤوسهن ثم يسدلن على ظهورهن ما تبقي من الخمار أو من الحجاب، فكان الرقبة وفتحة الصدر تظهر وهي اسمها جيب الصدر فالقرآن أمر بدل أن تسدلن بقية الخمار من وراء الرأس قال استروا بها الرقبة وفتحة الصدر لأن فتحة الصدر تبدو تلقي بطرف الخمار المتبقي لتداري فتحة الصدر والرقبة وهذا هو المقصود بـ ليضربن بخمورهن علي جيوبهن. وخمورهن في القرآن هو الحجاب ويلقي علي الرقبة لاكتمال ستر مفاتن المرأة.

لكن لو ثوب المرأة نفسه يغطي بالفعل الصدر هل يغني عن نزول الحجاب حتى هذه المنطقة؟

نعم، إذا كان الثوب الذي تلبسه المرأة يداري فتحة الصدر، والثياب عادة ما بها فتحة تسمي صدر الجيب وهي بداية الصدر وإذا كان هناك لبس يغطي هذا فلا داعي لأن تضرب بالخمار على الجيب وهذا لا يعني أن الخمار لا داعي، فالخمار مطلوب فقلنا الخمار غطاء الشعر والرأس ومطلوب ومأمور به وقضية أن الغطار على الرأس فهذه مفروغ منها ولكن القضية الجديدة وهي أن تغطي من الخمار فتحة الصدر لكن مطلوب من المرأة أن تغطي شعرها وفتحة الصدر ويباح لها أن تكشف وجها وكفها وقدميها عند الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه.

ماذا لو اختارت المرأة النقاب ولكنها تعمل طبيبة أو أستاذة  في الجامعة؟

قال الطيب: إن هذه حرية شخصية ولا يصح من الآخرين أن يضايقوها نحن، ويقولون لها انتي كذا وكذا، فهذه حرية شخصية لكن نحن ندافع عن الدين ليس تشريعا تلام عليه من لا تلبسه هذا هو الذي نريد أن نصل اليه، فلتبس ما تشاء و تحترم اذا كانت تري أن هذا جزء من الاحتشام اهلا وسهلا لا مانع ولكن في اطار العادات والتقاليد لا في اطار تشريع والحلال والحرام.

ضوابط المهنة ..لو طبيبة على سبيل المثال واختارت أن ترتدي النقاب لكن مدير العمل طلب منها أن تخلع النقاب؟

رد الطيب قائًلا: يجب عليها أن تخلع النقاب وإذا فعل هذا لا يلام إطلاقا لأن في أمور كثيرة لا ينفع فيها النقاب، لكن الذي يريبني كثيراً هو هذا الاهتمام الشديد لدرجة ان المدرسة في فصل بنات تجد البنات منقبة وهي منقبة هتتنقبي من ايه انتي في مدرسة بنات، لما قلت هذا في الأول ربما يحدث ان شركات تريد ترويج وتصنيع وبيعه، ولكن هناك سبب من وراء هذا الاهتمام غير العادي من نشر النقاب في المدارس وغيرها واعتقاد المنقبة ان الإسلام  كله في هذا النقاب واذا خلعته كأنها خلعت الإسلام لا، نحن نعالج هذه القضية فقهياً.

يرتبط بمسألة القفازات تحية المرأة للرجل باليد.. ما حكمها؟

أكد الطيب، أن هذا فيه خلاف أيضا، وتمسك بحديث النبي في بيعة حينما بايع الرجال وبعد ذلك قيل له أن النساء يرين بيعه وقال انا لا أبايع أو لا أصافح النساء، والكثير من الشراح قيل أن النبي قد أجهد وأرهق ويقصد هذا، قيل أنتم تفسرون على مزاجكم، قالوا لا لدينا أحاديث أخرى تثبت أن النبي صلي آله عليه وسلم  كانت الجارية في المدينة، و(الجارية هي التي لم تتزوج) تمسك بيده ويمسك بيدها وتمشي به في شعب المدينة لا تترك يدها من يده حتي يقضي لها حاجتها، ومر النبي ظهر عمليا أنه يصافح النساء ومرة يقال كذا ويقال أنه لا يصافح النساء، بحثوا وقالوا أن هذا الحديث ظهر في ظروف معينة على حال الخلاف موجود من يري أن السلام على النساء حرام فمذهبه موجود، ومصافحة النساء إذا لم تكن بنية الاشتهاء وبنية مسبقة لأن هذا حرام أن أسلم على امرأة بقصد الاشتهاء والتلذذ بلمس يدها هذا حرام وما في ذلك ريب، ولكن إذا كان السلام شيء عادي وكعادة والذي يجيز السلام يستند إلى هذا فأيضا له حجته وله رأيه، فالمسألة هكذا ليست حراما دائما.

حكم المرأة التي لا ترتدي الحجاب؟

قال الطيب: إن المرأة التي تمشي مكشوفه الرأس والتي لا تحتجب هي مسلمة ولكن هي قصرت في أمر من الأمور، أمرها مفوض إلى الله إن شاء عاقبها وإن شاء عذبها.

هل ينبغي على الأسرة أن تلزم الطفلة الصغيرة علي ارتداء الحجاب من باب التعويد؟

أوضح الطيب، أنه لا ينبغي عليهم فعل ذلك، البلوغ شرط التكليف، فأرى بنات في سن السادسة يرتدين حجاب بل أصغر هذا تشدد، فلن يشاد الدين أحداً إلا غلبه، ولكن  لنقل أن البلوغ شرط التكليف والذي لا يبلغ غير مكلف، لو عايز تعودها عودها على الصدق والأمانة تحمل المشاق من أجل العمل، علمه كيف يتصرف هذا هو الإسلام، فليس من الإسلام أن ألبسها حجاب دون البلوغ فهذا آخر شيء نفكر فيه.

ومن ترتديه في سن صغيرة خوفاً من معلمه أو من أي ترهيب أو تحذير ثم بعد ذلك تخلعه غير مقتنعة به؟  

رد الطيب: أن ذلك مخالفة للأمر كأنها فعلت الأمر ثم خالفته وينطبق عليها ما قلناه من أنها مخالفة لأمر الله إن استمرت علي ذلك حتي لقيت ربها فأمرها مفوض لله.