رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بالأحد الثالث من «زمن العنصرة»

الانبا جورج شيحان
الانبا جورج شيحان

تنظم الكنيسة المارونية، اليوم، احتفالًا بالأحد الثالث من زمن العنصرة، وعيد "الروح يعلّم"، ويقرأ المسيحيون الموارنة في هذه المناسبة عدة قراءات روحية على مدار اليوم، وخلال القداس الإلهي مثل رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 10-1:2، و إنجيل القدّيس يوحنّا 27-21:14.

احتفالات اليوم

كما تحتفل الكنيسة ايضا اليوم بذكرى مار مرسلان شامبانياه- المعترف الذي عاش في الفترة (1789 -1840)، و وُلِد مارسيلان شامبانيا بتاريخ 20 أيّار 1789 في مارل، البلدة الجبليّة الواقعة في الوسط الشرقي من فرنسا. إنّه الولد التاسع لعائلة مسيحيّة. أيقظت أمّه وخالته الراهبة المطرودة من الدير عنده إيمانًا ثابتًا وتقوى عميقة للعذراء مريم. تميّز والده المزارع والتاجر بثقافة تفوق النسبة العاديّة.

ولعل السنوات الصعبة التي أمضاها في الإكليريكيّة الصغرى في منطقة فيريير (1805-1813) شكّلت بالنسبة إليه مرحلة من النموّ الحقيقي على الصعيدين الإنساني والروحي. في الإكليريكيّة الكبرى بمدينة ليون، كان لديه زميلان هما جان ماري فياني أي خوري آرس المستقبلي وجان كلود كولان الذي سيصبح مؤسّس الآباء المريميّين.

وبعد سيامتهم بتاريخ 22 يوليو 1816، كرّس هؤلاء الكهنة الشبّان أنفسهم للعذراء مريم ووضعوا مشروعهم تحت حمايتها، وأُرسِل مارسيلان ككاهن إلى رعيّة لافالا. النشاطات الرئيسيّة في خدمته كانت تتضمّن زيارة المرضى والتعليم المسيحي للأولاد والاهتمام بالفقراء ومرافقة الحياة المسيحيّة للعائلات، وبعد أشهر ستّة على وصوله إلى لافالا، جمع مارسيلان تلميذيه الأوّلين؛ أُنشئت رهبانيّة الإخوة المريميّين وسط الفقر والتواضع والثقة الكاملة بالله، تحت حماية العذراء مريم.

تمّ إعفاؤه من مهمّته ككاهن سنة 1825، ممّا سمح له بتكريس نفسه كليًّا لرهبانيّته، ولكنّ المرض تمكّن من النيل من بنيته القويّة. مرهقًا من كثرة العمل، فارق الحياة في عمر الـ51 سنة بتاريخ 6 يونيو 1840، وأعلن البابا يوحنّا بولس الثاني قداسته بتاريخ 18 ابريل 1999.

هذا بالإضافة إلى احتفالات الكنيسة بمار دوروتاوس أسقف صور والشهيد (362)، وهو  كان اسقفاً على مدينة صور في بدء الجيل الرابع. نُفيَ الى جهات البحر الاسود ثم أعيدَ الى كرسيه بعد انتصار قسطنطين. عاش الى أيام يوليانوس الجاحد الذي أمر بتعذيبه حتى الموت وكان بعمر 107 سنين. تمت شهادته سنة 362. 

- عظة الكنيسة المارونية اليوم

ويأتي التعليق الكتابي على قراءات اليوم، عن عظات وأقوال وحياة القدّيسة تيريزيا الآبِليّة والتي عاشت في الفترة (1515 - 1582)، وهي راهبة كرمليّة من كتاب العلاقات، 46 + 48، وذلك تحت شعار «إذا أحبّني أحد... نأتي إليه ونقيم عنده».

وقالت:" في إحدى المرّات كنت غارقة بالتّأمّل بالله الّذي يرافقني دومًا في حياتي؛ ولطالما كان يبدو لي بقوّة أن الله موجود فيّ لدرجة أنني تذكّرت كلمة القدّيس بطرس حين قال: "أنت هو المسيح، ابن الله الحيّ" (مت 16: 16)، لأنّ الله كان فعلاً حيًّا فيّ. هذا الإدراك لم يكن يشبه غيره؛ كان يعظّم قدرة الإيمان؛ لا يمكننا الشكّ في أنّ حضور الثالوث في نفوسنا هو من خلال حضور مميّز، من خلال قدرته ومن خلال جوهره. الشعور بذلك هو ميزة مهمّة جدًّا للتمكّن من إعلان حقيقة كهذه. فيما كنت متعجّبة برؤية عظمة سامية كهذه في مخلوق حقير مثل نفسي، سمعت هذه الكلمة: "يا ابنتي، نفسك ليست حقيرة لأنها صُنعت على صورتي" (راجع تك 1: 27).

واضافت:"في يوم آخر، كنت أتأمّل في نفسي ذلك الحضور للأقانيم الإلهيّة الثلاثة. كان النور ساطعًا حتّى أنّه ما كان هناك أدنى شكّ في أنّه حضور الله الحيّ، الله الحقيقي... كنت أفكّر ما أمرّ الحياة إذ إنها تمنعنا من البقاء دائمًا برفقة هذا الحضور المميّز، حين... قال لي الربّ: "يا ابنتي، بعد هذه الحياة، لن تتمكّني من خدمتي كما تفعلين الآن. لذا، أكنت تأكلين أو تنامين، مهما كنت تفعلين، افعليه حبًّا لي، "فما أنتِ تحيين بعد، بل أنا أحيا فيك" (راجع غل 2: 20). هذا ما أعلنه القدّيس بولس.

 

- تاريخ الكنيسة المارونية بمصر

 وكان الأنبا جورج شيحان، مطران الكنيسة، قد قال في تصريح لـ"الدستور": "الموارنة موجودون في مصر الحبيبة منذ أكثر من 600 عام، وقد كشفت ذلك الوثائق وكتب التاريخ، وكان الموارنة أقلية متميزة في مصر أوكلت إليهم بعض الأعمال والمهام المتميزة، ويوجد مخطوط في المتحف البريطاني يحمل اسم الابتهالات، وقد جاء فيه أن قسًا مارونيًا قد نسخه عام 1498، وتضمن السجل أسماء الولادات والزواج، إلا أن أول كنيسة مارونية قد تأسست في ربوع مصر الحبيبة كانت كنيسة البارجة في دمياط وأسسها الأب موسى هيلانة الراهب الماروني الحلبي عام 1745، بعد ازدياد أعداد الموارنة في دمياط وبقية أنحاء مصر".

 وأضاف: «شعور عظيم أن أخدم الرعية في بلد عظيم كمصر أكبر البلدان العربية، ولا سيما أن هذا البلد المبارك قد احتضن أجدادنا الموارنة وفتح ذراعيه لهم، فأسسوا نهضة ثقافية وفنية وحضارية كبيرة، أمر بجانب أوبرا الإسكندرية أتذكر مؤسسيها عائلة قرداحي، أمر بجوار نقابة المحامين أتذكر أنطون مارون».