رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاح نظمى.. «دوبلير» رشدى أباظة الذى أقسم على سجن عبدالحليم حافظ

صلاح نظمي
صلاح نظمي

لم يكن صلاح نظمي فنانًا متوقعًا، ملامحه كانت تلقي به في نوعية من الأدوار الهادئة، لكنه كان يميل إلى الشر، رغم أنه يخالف طبيعته الشخصية. 

 

ولد في محرم بك بالإسكندرية، كانت أسرته فقيرة، وكبر يتيمًا، ودرس بكلية الفنون التطبيقية والمعهد العالي للفنون المسرحية، وعُين بهيئة التليفونات، وظل موظفًا منتظمًا يحصل على جميع الترقيات والدرجات الوظيفية حتى بلغ منصب المدير العام، وأحيل إلى المعاش.

 

هذا التاريخ السيء أدار وتحكم في مستقبله فيما بعد، مستقبل ما بعد المعاش، الذي قرر أن يقضيه ممثلًا، ويشارك بعدة مسرحيات، ورغم عمره الفني القليل، قدم 300 عمل فني.

 

وكان الأشهر من أدواره هي أزماته، وأبرزها تحريك دعوى قضائية على المطرب عبدالحليم حافظ، الذي وصفه بـ"أكثر الفنانين ثقلًا في الدم" خلال لقاء إذاعي، فاتجه نظمي إلى النيابة العامة ليتقدم ببلاغ يتهم العندليب بالتشهير به وسبه وقذفه أمام ملايين المستمعين وأقسم على سجنه، ليتحول الأمر إلى وجبة دسمة لصحف الستينيات، التي كانت على وفاق مع عبدالحليم حافظ، فأخذت جانبه، وسفّهت من أمر صلاح نظمي.

 

تأثير الدعاية أدى إلى براءة حليم فيما بعد، وكانت دفوع العندليب للبراءة، كما جاءت على لسان محاميه، أنه كان يقصد مدحه وليس ذمه أو التقليل منه، فهو يقول إنه ثقيل الدم في أدواره، "أي أنه أجاد تقديم تلك الأدوار وكان موهوبًا فيها".

 

رُفضت الدعوى، ورفعت الجلسة، ليجد نظمي عبدالحليم أمامه، طلب منه أن يعود معه إلى بيته ليتكلما قليلًا، وكي يسترضيه، منحه دورًا في فيلم "أبي فوق الشجرة".

 

كان نظمي رجلًأ طيبًا، فقبل العرض والصلح، وقبل فيما بعد أيضًا دورًا قدمه صامتًا ومن زوايا بعيدة إنقاذًا للموقف، ففي فيلم "الأقوياء" توفي رشدي أباظة قبل أداء جميع مشاهده، شعر المنتج بورطة، فاستعان بصلاح نظمي ليحل بديلًا له ليستكمل الفيلم، الذي نوّه في بدايته بأن "وفاة رشدي أباظة كانت أثناء إنتاج الفيلم وبعد أن قطع التصوير معظم مراحله، وكان ذلك حدثًا قهريًا أمكن تخفيف آثاره بالاستعانة بالفنان صلاح نظمي ليحل محله في أداء المشاهد المتبقية". 

 

حُلت أزمة المنتج، ولم يمسّ السيناريو الأصلي، وعرض الفيلم، وكان صلاح نظيمًا سعيدًا بإتمام مهمة الإنقاذ، التي توحي بقلبه الكبير، فلم يكن الرجل شريرًا كما أغلب أدواره، وكانت متزوجًا من فتاة أرمينية منحها اسمًا مصريًا، وأصيبت بمرض شديد، فقام على خدمتها حتى وفاتها، وأنفق عليها جميع أمواله رغم علمه بموتها في النهاية.