رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أعاد لمصر مكانتها الإقليمية والاستراتيجية».. الرئيس السيسي 7 أعوام من التضامن مع القضية الفلسطينية

السيسي في غزة
السيسي في غزة

سبعة أعوام مروا على قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمصر، استطاع أن يعبر بهم الدولة المصرية إلى مكانة مختلفة، ويعيد لها هيبتها ومكانتها الإقليمية والاستراتيجية، وخلال مسيرته لم يتوان عن دعم أي دولة عربية تقع في أزمة او تواجه تحديات صعبة، ولا سيما القضية الفلسطينية والتي اعتبرها السيسي قلب قضايا مصر.

وخلال الأسابيع الماضية، دار السيسي القضية الفلسطينية وأحداث القدس الأخيرة، بحنكة ليست بغريبة على دبلوماسيته الخارجية، فتمكت من إحراز إنجازات أبهرت العالم، ومنها الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتخصيص مبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة.. ولكن لم يكن هذا الاهتمام هو الأول من قبل الرئيس تجاه فلسطين، اذ احتلت القضية مكانة كبيرة في تحركاته منذ توليه قيادة مصر في الثالث من يونيو عام 2014.

من قلب الأمم المتحدة.. القضية الفلسطينية رأس اهتمامات الدولة المصرية

ففي كلمة للسيسي في 24 سبتمبر 2014، تحدث عن القضية الفلسطينية قائلًا إنها تبقى على رأس اهتمامات الدولة المصرية، فمازال الفلسطينيون يطمحون لإقامة دولتهم المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تجسيدا لذات المبادئ التي بُنِيت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية، منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي مبادئ لا تخضع للمساومة، وإلا تآكلت أسس السلام الشامل في المنطقة، وضاعت قيم العدالة والإنسانية، فإن استمرار حرمان شعب فلسطين من حقوقه، يوفر مدخلاً لاستغلال قضيته لتأجيج أزمات أخرى، ولتحقيق البعض لأغراض خفية، واختلاق المحاور التى تُفَتِتُ النسيج العربي، وفرض الوصاية على الفلسطينيين، بزعم تحقيق تطلعاتهم.

خروج عن النص لأجل فلسطين

وخلال عدة مشاركات له خرج الرئيس السيسي عن النص المكتوب خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليتطرق إلى القضية الفلسطينة، ففي سبتمبر 2016، ناشد الرئيس الشعب الإسرائيلي وقيادة دولة إسرائيل بالتحرك تجاه السلام مع فلسطين، جنبا إلى جنب مع الشعب الإسرائيلي.

وقال السيسي: «اسمح لي سيادة الرئيس أن أخرج عن النص المكتوب، ومن خلال المنبر هذا الذي يمثل صوت العالم أتوجه بنداء للشعب الإسرائيلي وقيادته، في أهمية إيجاد حل للأزمة الفلسطينية، لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة مضيئة في تاريخ المنطقة للتحرك في اتجاه السلام، التجربة المصرية رائعة ومتفردة، ويجب تكرارها مرة أخرى لحل مشكلة الفلسطينيين، وإيجاد دولة لهم بجانب الدولة الإسرائيلية، تحفظ الأمن والأمان»، حديث السيسي، أثار انتباه مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، وضجت القاعة بالتصفيق.

وفي منتدى شباب العالم 2018، رد السيسي على سؤال شاب فلسطيني، قائلًا إنه يسعى للصلح بين حماس والأشقاء في السلطة، من أجل البعد عن أي نزاع مسلح، «فتحنا معبر رفح من رمضان اللي فات عشان نخفف عن أعباء إخواتنا في فلسطين».

السيسي ينقل مصر إلى مسار مختلف

من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والدولية بالجامعة الأمريكية، إنه من المهم تذكر فوز الرئيس في 3 يونيو 2014، فقد استطاع ان يغير شكل مصر الجديد، مضيفاً:" واعتقد ان الحدث لا يتطلب فقط الاحتفال به، ولكنه يتطلب وفق فلسفة الرئيس السيسي العمل والإنجاز، والبناء وهي ثوابت للحركة الرئيسية التي وضعها في هذا التوقيت".

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "لابد أن نستلهم خلال هذه الذكرى، حجم التحديات التي قفز الرئيس السيسي وعبر بها البلاد، فنحن امام استحقاقين هامين وهو نقل مصر إلى مسار مختلف او ما يعرف بالجمهورية الثانية، والامر الثاني هو بناء شرعية الانجاز على الارض الواقع في مشروعات موجودة".

وأردف:" نستطيع ان نضع عنوان اساسي لهذه الذكرى السابعة، وهو العبور الثاني بمصر من حالة التحديات والمخاطر التي استطاعت مصر تجاوزها في عهد السيسي، واعتقد ان المستقبل هو الذي سيحدد طبيعة الحال كل هذه الاحداث التي مرت بها البلاد".

فيما نوه فهمي إلى ان ابرز الملفات التي شهدت انجازات السيسي، هو الاهتمام بالقضايا العربية ككل، قائلا:" ومن بينهم القضية الفلسطينية، والعمل للاستقرار السياسي في ليبيا، وفي فلسطين، والاصرار على وقف اطلاق النار وتثبيت التهدئة، بالإضافة للاصرار على استعادة الدولة السورية بنظامها سياسي".

إقامة علاقات على مستوى الندية

كما اعتبر أن دور مصر مهم جدا في الوقت الحالي لحلحلة القضايا الاقليمية، بالاضافة إلى الانجاز الكبير في دول شرق المتوسط.

اختتم فهمي حديثه قائلا:" نستطيع ان نقول ان بعد 7 اعوام الرئيس السيسي استطاع العبور بمصر من تحدياتها ومكن البلد من اقامة علاقات على مستوى الندية، عبر بناء دوائر التاثير الكبيرة، والاعتماد ايضا على وسائل التأثير الخشنة كتطوير الجيش والمناورات التي تم تصنيفها عالمي، بالاضافة إلى التحرك في كل المسارات لتأمين مصالح مصر الاستراتيجية".

 

التحرك المصري على أساس محورين

فيما اعتبر المحلل السياسي مدير المركز العربي للدراسات هاني سليمان، أن مصر حققت العديد من النجاحات على المستوى الداخلي والخارجي في الفترة السابقة، لافتا إلى أنها في الملف الخارجي عملت على  اساس محورين.

أردف سليمان في تصريحات خاصة لـ"الدستور":" الاول محاولة العودة إلى نقاط النفوذ المصرية عبر استعادة العلاقات الخارجية في بعض النقاط التي كانت تحظى فيها بتفوق، كالمحيط الافريقي وتعميق علاقتها مع المحيط العربي.

استكمل:" الخط الاخر هو فكرة توسيع علاقات مصر ونفوذها بعيد عن العلاقات الامريكية فقط، فانشأت علاقات مع الصين وروسيا والعديد من القوى الاقليمية المختلفة"، مؤكدا ان من هذا المنطلق يمكن القول ان مصر لم تستعيد فقط علاقاتها الثابته تاريخيا في المحيط الافريقي، بل هي استطاعت ان تلعب ادوار نشطة برزت خلال فترة حكم الرئيس السيسي.

 

ثلاث مسارات للعمل على ملف القضية الفلسطيني

وأضاف هاني سليمان:" مصر دورها تجاه فلسطين لم يقف فقط عند المحور الدبلوماسي والسياسي، التي استطاعت تحقيق تهدئة بشكل مكثف، وتحقيق اهداف سياسية منها الابقاء على التهدئة، وتحقيق انتصار فيما يخص الملف وتثبيت الهدنة، اما المسار الثاني كان عن طريق مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والحكومة، فكان هناك دعم كبير جدا لقطاع غزة".

وأوضح أن العنصر الثالث يتعلق بالاعمار بعيد عن الاستغلال السياسي واستخدام شعارات سياسية ضيقة، فقد استطاعت مصر ان تعبر عن تضمانها مع الفلسطينيين بشكل عملي، من خلال تكثيف الاغاثة وتخصيص 500 مليون دولار لاعادة الاعمار، وتحقيق مستقبل افضل لقطاع غزة.