رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير بريطاني: توقعات بانتعاشة قريبة بقطاع السياحة في مصر

السياحة في مصر
السياحة في مصر

توقعت صحيفة العرب البريطانية انتعاشة قريبة في قطاع السياحة بمصر لاسيما بعد تضرره بشدة من فيروس كورونا، مضيفة أن مصر تنشئ متاحف في المناطق الشاطئية لإنعاش السياحة.

وقالت الصحيفة إن القاهرة لجأت إلى أسلوب جديد لدمج السياحة الشاطئية الأوسع انتشارا بالسياحة الثقافية لتعزيز مقومات الجذب لمقصدها السياحي، وشرعت في تنفيذ خطة لتدشين عدد من المتاحف الخاصة بالآثار القديمة في عدد من المدن الشاطئية أملا في تنويع مصادر المتعة لزيادة أعداد الزوار وتحقيق إيرادات أكبر مستقبلا.

وتابعت: عملت الحكومة المصرية على افتتاح متاحف جديدة في المناطق الشاطئية لتعزيز الجاذبية السياحية في البلاد، عبر عرض مجموعة من الآثار الفرعونية، في مقدمتها شرم الشيخ والغردقة على البحر الأحمر، مستفيدة من عودة السياحة الروسية.

ويتسق هذا التوجه مع استحواذ السياحة الشاطئية على نحو 85 في المئة من حجم السياحة المصرية، وتأمل الحكومة من تلك الخطوة تعظيم الحوافز أمام السائحين في ظل استمرار جائحة كورونا والقيود التي فرضتها على الحركة والتنقل بين المدن.

وطبقت التجربة في متحف مدينة الغردقة السياحية، الذي يعد أول متحف بالتعاون بين وزارة الآثار والقطاع الخاص بنظام اقتسام الأرباح بالتساوي بين الطرفين.

وافتتحت الحكومة مؤخرا متحفين للآثار في مطار القاهرة الدولي لخدمة مسافري الترانزيت وتعريفهم بالحضارة القديمة، أملا في لفت الانتباه إلى إمكانية استقطاب بعضهم لقضاء ليال سياحية في البلاد.

ويصل عدد المتاحف في مصر إلى نحو 72 متحفا للفن والتاريخ كان يزورها حوالي 4 ملايين زائر سنويا، يستحوذون على نحو 12.7 في المئة من العدد الإجمالي لرواد سياحة التنزه في متاحف الفن والتاريخ والعلوم الطبيعية وحدائق الحيوانات والأسماك والنباتات، والبالغ عددهم نحو 32.3 مليون زائر سنويا.

وسجلت عوائد الاقتصاد المصري من السياحة وفقا لميزان المدفوعات خلال النصف الأول من العام المالي الحالي نحو 1.7 مليار دولار، مقارنة بنحو 7.2 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام المقارنة السابق قبل أزمة كورونا.

وتوقع خالد العناني وزير السياحة والآثار المصري تعافي المقصد السياحي المصري بحلول العام المقبل شريطة فعالية اللقاحات المضادة لوباء كورونا وسرعة توزيعها عالميا، وبالتالي نجاح مصر في تطعيم عدد كبير من المواطنين.

واستقبلت مصر خلال الشهر الماضي نحو 525 ألف سائح من 20 دولة، مقارنة بنحو 246 ألف سائح في يناير الماضي، وترجع زيادة أبريل إلى الرسائل الإيجابية للّقاحات والتي زادت نسبيا من ثقة السائحين.

وقال طارق توفيق رئيس الغرفة الأمريكية بالقاهرة في تصريحات للصحيفة:  إن “الغرفة عقدت مؤخرا اجتماعها السنوي بمقر المتحف القومي للحضارة بمنطقة الفسطاط في وسط القاهرة، والذي شهد الحدث العالمي لنقل المومياوات الفرعونية في أبريل الماضي، بهدف المساهمة في الترويج للسياحة المصرية”.

وأضاف لـ”العرب” أنه “تم بث اللقاء عبر المنصات الإلكترونية المختلفة بمشاركة غرفة التجارة الأمريكية في واشنطن وغرف التجارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما يعزز من فتح آفاق جديدة للمقصد السياحي المصري إقليميا وعالميا”.

وتدرس وزارة السياحة المصرية عروضا من شركات خاصة لإدارة وتقديم الخدمات في عدد من مناطق الجذب السياحي، منها إدارة وتقديم الخدمات في معابد الكرنك وفيلة ووادي الملوك وأبوسمبل بجنوب مصر، إلى جانب قلعة صلاح الدين الأيوبي التي تقع في مواجهة جبل المقطم بوسط القاهرة ومنطقة باب العزب الملاصقة للقلعة.

وقال باسم حلقة نقيب السياحيين للعرب ، إن “تنوع المتاحف وزيادة انتشارها بالمدن الساحلية، يبرهن عن اهتمام الحكومة بالاستثمار السياحي، وهو توجه جديد يعزز من تدفق السياحة الوافدة إلى المدن الشاطئية ويزيد نسب الإشغال بالفنادق، ويفتح الباب أمام ارتفاع الاستثمار الفندقي الفترة المقبلة”.

وأضاف لـ”العرب” أن المتاحف الشاطئية تسهم إلى جانب زيادة الدخل السياحي في توفير فرص عمل للشباب بمختلف المجالات السياحية، وتعزز تنافسية مصر أمام الدول المنافسة سياحيا في دول حوض البحر المتوسط، لاسيما أن مصر تتمتع بمناخ معتدل طوال العام، ولديها العديد من الشواطئ، فضلا عن قرب المسافة بينها وبين دول أوروبا.

ويعد المقصد السياحي المصري الأرخص بين الأسواق السياحية المنافسة، ومن ثم فإن التركيبة الجديدة تعزز من الاستثمار في قطاع المتاحف، والذي ظل بعيدا عن القطاع الخاص لسنوات وهو القادر على تسويقه بشكل يتلاءم مع حركة الأموال.

وقال أحمد الشيخ، رئيس شعبة السياحة والفنادق بالغرفة التجارية في جنوب سيناء للصحيفة: إن “المتاحف الشاطئية تعد إضافة للمقصد السياحي المصري، لأنها تضيف نمطا سياحيا جديدا في المدن الشاطئية، ما يمثل أداة تعزز من توافد السياح لمصر”.

وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن هذا النسق الجديد يعيد رسم خارطة السياحة بالمدن الشاطئية التي تخاطب شريحة جديدة من السياح الذين يهتمون بالسياحة الثقافية والأثرية، ما يزيد الأثر الاقتصادي لقطاع السياحة مدعوما بقطاع المتاحف.

ورغم أهمية هذه الخطوة التي جاءت متأخرة، إلا أنها لم تكن لترى النور لولا دمج وزارتي السياحة والآثار في وزارة واحدة قبل عامين فقط، وعزز التكامل الاستفادة من إمكانات الوزارتين اللتين ظلتا تعملان في معزل على مدى عقود.

وتحاول القاهرة عبر هذا التنسيق والتعاون تقريب آثارها التي تحكي قصص حضارات مختلفة للسائحين، وفي الوقت نفسه تعظيم المكاسب الاقتصادية، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع.