رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دار العين تتعاقد مع أحمد الصادق لنشر روايته الفائزة بالجائزة التشجيعية

د. فاطمة البودي وأحمد
د. فاطمة البودي وأحمد الصادق خلال توقيع العقد

تعاقدت الناشرة فاطمة البودي، مديرة دار العين للنشر والتوزيع، مع الكاتب الشاب أحمد الصادق لنشر روايته "هيدرا.. أوديسا الفناء والخلود" التي فاز عنها بجائزة الدولة التشجيعية في فرع رواية الخيال العلمي٬ في طبعة جديدة تصدر قريبا عن دار العين.

وفي روايته "هيدرا .. أوديسا الفناء والخلود"٬ يحاول الكاتب الشاب أحمد الصادق٬ الإجابة عن سؤال: "ماذا لو استطاع الإنسان أن يصبح خالدًا؟"، وفي محاولته للإجابة عن هذا السؤال من خلال الرواية٬ استند أحمد الصادق في كتابته لرواية "هيدرا .. أوديسا الفناء والخلود" على تنبؤات علمية، عن طريق روبوتات النانو التي تقوم بتجديد خلايا المخ والجسد بحيث لا يشيخ الإنسان، بل يظل شابًا إلى الأبد، وعن طريق أيضًا إمكانية نقل عقل الإنسان "الوعي" في كمبيوتر أو "أفتار".

تبدأ رواية "هيدرا.. أوديسا الفناء والخلود"٬ بأول إنسان سأل السؤال الوجودي، قبل ما يقارب 200 ألف سنة قبل الميلاد، السؤال الذي سيتردد صداه عبر الرواية، مرورًا بأحد "الخالدين" الذي عين نفسه إلهًا على "الفانين"، بعد أن تفشت عنصرية طاغية بين المجتمعين، وصولًا إلى رحلة "هيدرا" الزمكانية، التي غايتها الاقتراب من حافة الكون، ودراسة الماضي السحيق، والمستقبل البعيد.

تأتي "هيدرا .. أوديسا الفناء والخلود"٬ في فصول متباعدة زمنيًا، كل فصل يمكن اعتباره حبكة فرعية، أو قصة مكتملة في حد ذاتها، بشخصيات مختلفة، ثم تترابط الفصول وخيوط الكتاب رويدًا رويدًا، حتى تكتمل الحبكة. وتعتمد الرواية بناءً قائمًا على راوٍ عليم، وكاميرا أزلية تصوّر المَشَاهد، وتدخل في رؤوس الأبطال كي نعلم ما يدور في مكنوناتهم بأسلوب تعدد الرواة.

ومما جاء في رواية "هيدرا .. أوديسا الفناء والخلود" نقرأ: في آن من آنات التضخم الأبدي، ووسط حشد هائل من الأكوان المتعددة، وقفت هناك كاميرا أزلية، تراقب ظهور انفجارنا العظيم. في البدء، ظهرت داخل الكادر نقطة سوداء، تحوي مستقبل كوننا بداخلها، ولكن الكون لم يحتمل فكرة أن يكون حبيس نقطة منعدمة الأبعاد والزمن، فانفجر طليقًا يشكل البذور الأولية للمادة، والحياة.

كان الانفجار مدويًا، بصوت مفعم بطعم الصمت، ولون سكون، يشبه عرافة عجوزًا شمطاء، تتنبأ بأمر جلل وشيك الحدوث. حينها، تقهقرت العدسة بسرعة مخبولة، وظهرت الجسيمات الأولى وكأنها في ماراثون ملحمي، يريد أن يفترس الشاشة. اعتدلت الكاميرا بزاوية نصف دائرية خاطفة، محاولة الهرب من الانفجار خلفها، لكنها وجدت نفسها مندفعة للأمام، تشق العدم، مخلّفة من ورائها وجودًا جديدًا في كل لحظة...

حتى ظهرت الأرض.. بدت كنقطة زرقاء باهتة وسط محيط من الظلام، كشظية متطايرة من ألعاب النيران أطلقها أحد الأطفال في عيد الميلاد. ولما ملأت الكادر بدورانها، وتكوّرها المائل على محورها، كأنها راقصة باليه تريد أن تثبت ذاتها الليلة أمام الجمهور، ظهرت أشكال الحياة على سطحها، تتسابق في سلالم تطورية تقترب من اللانهائية، وتسعى إلى أقرب معنى يوضع بثقة بجوار لفظة الكمال في المعجم الإنساني.

وفي لحظة من لحظات تطور الكائنات الحية، الباحثة عن سبل بقائها آمنة، وقف إنسان بدائي، ناظرًا إلى سماء الليل، على وجهه ذهول مطبق، إذ إنه فكر لأول مرة في السؤال الذي سيغير مجرى التاريخ.