البحر المفتوح يبتلع الأرواح.. لماذا ترتفع حالات الغرق بشواطئ غرب الإسكندرية؟
مازال مسلسل حوادث الغرق يلاحق شواطئ غرب الإسكندرية، فبعدما شهدت الأيام الماضية حالتي غرق بشاطئ النخيل وشاطئ السلام 2 بنطاق حي العجمي، سجل شاطئ الهانوفيل أمس ضحية جديدة، حيث لقى شابًا مصرعه غرقًا في مياه شاطي الهانوفيل غرب الإسكندرية، لترتفع لأعداد ضحايا الغرق منذ بداية الموسم الصيفي إلى ٣ حالات في أقل من أسبوعين جميعهم لقوا حتفهم بشواطئ غرب الإسكندرية.
لم تمر سوى أيامًا قليلة على غرق شاب بشاطئ السلام بمنطقة أبو يوسف بالعجمي، بعد أن ابتلعته أمواج البحر في السابعة من صباح السبت أول أيام فتح الشواطئ بالإسكندرية، ليقذف البحر جثمانه في اليوم الثالث من الغرق، بعد محاولات بحث متواصلة من قوات الإنقاذ.
لم تكن ضحية شاطئ السلام هي حالة الغرق الأولى في موسم الصيف هذا العام، حيث سجل شاطئ النخيل قبيل يوم من فتح الشواطئ للجمهور، غرق شاب بشاطئ الموت، والذي تسلل إلى مياه البحر، رغم إغلاق الشاطئ بتعليمات مجلس الوزراء، ليلفظ أنفاسه الأخيرة على رمال الشاطئ ما أدى إلى اتخاذ عدة إجراءات لعدم نزول المواطنين لمياه شاطئ النخيل، حيث أعلنت جمعية ٦ أكتوبر التعاونية للبناء والإسكان بالإسكندرية المسؤولة عن إدارة وتشغيل شاطئ النخيل إغلاق بوابات وأسوار الشاطئ، والشوارع المؤدية إليها باستخدام الأسلاك الشائكة، تنفيذا لقرار النيابة العامة.
ومع ارتفاع حالات الغرق واقتصارها على شواطئ غرب الإسكندرية، أصبح السؤال لماذا تعد شواطئ غرب الإسكندرية، هي أكثر شواطئ المحافظة في تسجيل حالات الغرق، وذلك على مدار عدة سنوات؟
يقول الدكتور رأفت حمزة، أستاذ الرياضيات المائية بكلية التربية الرياضية بنين، إنه لابد من توخي الحذر عن النزول لمياه شواطئ غرب الإسكندرية، وما تشملها من شواطئ البيطاش، والهانوفيل وحتى الساحل الشمالي، مشيرًا إلى أن تلك الشواطئ تتواجد خلف الميناء، ولها طبيعة خاصة بها يعرفها جميع المتخصصين وأهالي الإسكندرية أيضًا.
وأضاف «حمزة» لـ«الدستور» أن شواطئ العجمي وغرب الإسكندرية تتميز بالتيارات المائية الشديدة، والأمواج المرتفعة، لأن البحر في تلك المناطق مفتوح عكس شواطئ شرق الإسكندرية، والتي يوجد بها ألسنة وحواجز تؤدي لكسر الأمواج، وتهدئة التيارات، مؤكدًا أنه على الرغم وجود حواجز في شواطئ شرق الإسكندرية، لابد من الانتباه لحالة الطقس قبل نزول أي شاطئ.
وأشار إلى أن هناك أماكن بمياه البحر يطلق عليها «تيارة» وهي تكون أماكن ممنوع النزول بها وخاصة في شواطئ غرب الإسكندرية، لافتًا أن تلك المنطقة يكون لون المياه بها أغمق عن لون مياه البحر، وهي منطقة سحب تكون موجودة في الشواطئ المفتوحة وليست الشواطئ التي بها حواجز أمواج.
ومن جانبه أكد الكابتن إيهاب المالحي قائد غواصين الخير المتطوعين، أن حالات الغرق بمحافظة الإسكندرية أكثرها يكون في شواطئ العجمي وغرب الإسكندرية لاعتبارات عديدة، ومنها أن البحر في تلك المناطق «بحر مفتوح» بدون حواجز يتعرض لتيارات مائية شديدة.ا
وأوضح لـ«الدستور» أن اعتبارات السلامة والحفاظ على الحياة إذا تم اتباعها نستطيع السيطرة على حالات الغرق وأرواح الشباب، فلابد من عدم نزول مياه البحر عند ارتفاع الأمواج وقوة التيارات، حتى وإن تواجد منقذ على الشاطئ، وفي حالة هدوء البحر يجب اتباع تعليمات السلامة بالنزول في الأماكن الذي يحددها منقذ الشاطئ والتأكد من لافتات التحذيرات.
وناشد «المالحي» الأهالي بالمحافظة على أبنائهم خلال الفترة القادمة وموسم الصيف، بعدم نزول الأماكن التي بها تيارات مائية، والأماكن الغير المخصصة للسباحة، والأماكن المسموح فيا النزول يجب التأكد من يكون توافر فرق إنقاذ تأمين للمواطنين.
• تعليمات نزول مياه البحر
واستكمل الدكتور رأفت حمزة موضحًا أن هناك العديد من التعليمات الأساسية، والارشادات الهامة التي نؤكد عليها ويجب إلتزام المواطنين
بها عند نزول البحر، ومنها:-
• نزول البحر بالملابس الخاصة بالسباحة، وذلك لإعاقة الملابس العادية الحركة، وتزيد العبء على العامل العضلي.
•عدم تناول المأكولات والمشروبات في المياه وقت وجود أمواج.
• نزوا الأطفال تحت 12عام في المناطق الآمنة تحت مسؤولية الأسرة.
•النزول في المناطق الآمنة للسباحة.
• عدم نزول في مستوي عميق اذا كان المواطن لا يجيد السباحة.
•اتباع رايات البحر وعدم نزول المياه عن رفع الراية السوداء.
•عدم نزول المياه في المناطق المرفوع بها لافتات تحذيرية.
•عند ارتياد أي وسيلة ترفيهية في المياه يجب ارتداء سترة نجاه« لايف جاكت».
•اتباع تعليمات المنقذ دائمًا وتوجيهاته لأماكن النزول.
•ممنوع التكدس وإعاقة عمل المنقذين عند حدوث حالة غرق.
الدكتور رأفت حمزة يحذر من أماكن الغرق
