رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة انتحار حبيبة زكى رستم فى يوم الخطوبة

زكي رستم
زكي رستم

اشتهر الفنان الراحل زكي رستم بالوحدة والانطواء، فلم يكن يقبل أي دعوة للسهر ولا يدعو أحدًا، وكان الفن عنده هو البلاتوه الذي تنقطع صلته به تمامًا لحظة خروجه منه.

لذا لم يكن للفنان زكي رستم أصدقاء سوى سليمان نجيب، وعبد الوارث عسر، وكان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو بالقاهرة، ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من 30 عامًا، وكلبه الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.

وفي آخر أفلامه "إجازة صيف" كان قد فقد حاسة السمع تمامًا، فكان ينسى جملًا في الحوار أو يرفع صوته بطريقة مسرحية، وكان يكره أن يستعين بسماعة من تلك الاختراعات الإلكترونية، خصوصًا أن السماعات كانت ما زالت بأسلاكها وبطاريتها ظاهرة للعيان، إلى جانب أنها تقيد من طريقته في الاندماج، ورغم ذلك أدى زكي رستم الدور على أحسن ما يكون، وعندما راح المخرج يوجهه أو يعطيه ملاحظاته كان لا يسمعها، ما أحزنه كثيرًا حتى إنه في إحدى المرات بكى في الأستوديو من هذا الموقف.

اعتزل زكي رستم التمثيل نهائيًًا 1968، والابتعاد عن الناس بعد فقدانه حاسة السمع تدريجيًا، وكان يقضي معظم وقته في القراءة ولعب البلياردو، بعدما قدَّم أكثر من 240 فيلمًا.

بعد ذلك أصيب زكي رستم بأزمة قلبية حادة نقل على إثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وفي 15 فبراير 1972 توفي الفنان الكبير، ولم يمش في جنازته أحد.

سر عزوبية زكي رستم

الفنان الراحل زكي رستم من أشهر العزاب في الوسط الفني عاش حياته وحيدًا حتى وفاته، لكن سر عزوفه عن الزواج كان ورائه حادث مأساوي.

عاش زكي رستم وفيًا لحبيبته التي انتحرت خوفًا من رفض والدها زواجها به؛ لأنه «مشخصاتي»، كانت فتاة جميلة، وكان شديد الحب لها، وحدد معها موعدًا لزيارة أهلها لطلب يدها، وعندما وصل إلى بيتها وجد زحامًا شديدًا على الباب، وعندما سأل عرف أنها انتحرت خوفًا من رفض أبيها لهذا الزواج.

فاتن حمامة وزكي رستم 

صرحت الفنانة فاتن حمامة في حوار صحفي لها بأنها كانت تخشى من الفنان الراحل زكي رستم وقت اندماجه في تجسيد شخصياته؛ لأنه كان يندمج لدرجة كبيرة قالت "لدرجة أنه لما يدفعني، كنت أجد نفسي أطير في الهواء".

وعندما أسند إلى الفنان الراحل زكي رستم تجسيد شخصية "المحتال"، توجه إلى منطقة العتبة بمنطقة وسط القاهرة، ليلتقي بأحد المحتالين المعروفين، حتى أنه عندما سأله عن مكسبه اليومي ظن في بداية الأمر أنه من الشرطة، ولما تعرف عليه اعترف له بأن دخله جنيه ونصف، حسب مجلة "الشبكة" اللبنانية.

وطلب الفنان زكي رستم من "المحتال" أن يذهب معه إلى العزبة مقابل خمسة جنيهات، حتى يستطيع فهم أسرار الصنعة ليتقن تجسيدها، وبالفعل سافرًا سويًا، ومكث معه ثلاثة أيام يتعلم ويدرس الشخصية من الداخل والخارج، وبعدها قرر قبول العمل.

يذكر أن ابنة شقيقة الفنان زكي رستم، الإعلامية ليلى رستم تحدثت أثناء وجودها في برنامج "مفاتيح" الذي قدمه الإعلامي مفيد فوزي على شاشة "دريم"، أن زكي رستم لم يكن له أصدقاء، وعاش في وحدة قاسية، بين الكتب متعددة اللغات، العربية، الفرنسية، الإنجليزية.