رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبعة جديدة من «ليلي المريضة في العراق» لـ زكي مبارك

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدرت مؤخرًا عن دار الرافدين للنشر والتوزع، ضمن مشروع "استعادات" طبعة جديدة من كتاب "ليلي المريضة في العراق" من تأليف الدكاترة زكي مبارك وتقديم علي حسين، ويرجع لقب الدكاترة نظرًا لحصول صاحب اللقب زكي مبارك علي 3 رسائل دكتوراه أحبه العراقيين لإنجازاته حتي أنه نال وسام الرافدين العراقي عام 1947.

وفي تقديمه لكتاب "ليلي المريضة في العراق"، يقول علي حسين: "كان على زكي مبارك، صاحب اللقب الشهير "الدكاترة الثلاثة" أن يعيش أكثر من حياة  ليتحقق له الكتابة والبحث كما أراد، لكن التعب والظلم الذي كان يشكو منه عجل بنهايته ليرحل عن عالمنا وهو لم يبلغ الستين من عمره، قدم خلالها ما يقارب الـ 50 كتابا وأكثر من ألف مقالة، مقابل راتب قال عنه :"إن راتبي في وزارة المعارف ضئيل، وأنا أكمله بالمكافأة التي آخذها من البلاغ أجرا علي مقالات لا يكتب مثلها كاتب ولو غمس يديه في الحبر الأسود. إن بني آدم خائنون تؤلف خمسة وأربعين كتاباً منها اثنان بالفرنسية وتنشر ألف مقالة في البلاغ وتصير دكاترة ومع هذا تبقي مفتشاً بوزارة المعارف " .

المصري المتيم بالعراق مشى بسلطة العاشق بشعر أسود كثيف، وقامة متوسطة، مع نظر ضعيف، لكن لمعة المشاغبة في عينيه تبدو واضحة  منذ أن نشر في السابعة والعشرين من عمره كتابه "حب ابن أبي ربيعة وشعره" الذي قال فيه طه حسين :"فرغت من قراءة رسالة صغيرة، ولكنها قيمة ممتعة، للدكتور زكي مبارك خريج الجامعة المصرية، تناول فيها شعر عمر بن أبي ربيعة، فدرسه من بعض نواحيه درسا حسنا يسرُني أن أهنئه به، ويسرني أيضاً أن أنتهز هذه الفرصة لتسجيل ما للجامعة المصرية من فضلٍ على عقول الشباب " .

عندما وصل الشاب البالغ من العمر سبعة عشر عاما إلى القاهرة قادما من إحدى قرى محافظة المنوفية، لم يكن أحد يتصور أن هذا الفلاح سيصبح من أبرز كتاب العربية، وسيثير زوابع  فكرية وأدبية لا تزال تشكل جزءا مهما من تراث النقد العربي الحديث .

كان والده فلاحا ينتمي إلى إحدى الطرق الصوفية، وهو يرسم لنا في مقدمة كتابه "التصوف الإسلامي" صورة تبين تعلقه المبكر بالتصوف: "كنت في حداثتي – كاكثر من ينشئون في الريف – أشهد مجالس الصوفية، وكنت أعرف وأنا طفل أني موصول بصلات روحية مع أهل هذه الطريقة" .

حصل زكي مبارك 1924 على شهادة الدكتوراه عن أطروحته "الأخلاق عند الغزالي" وبعد سنوات يحصل على الدكتوراه الثانية من السوربون برسالة بعنوان "النثر الفني في القرن الرابع"، وحاز الدكتوراه الثالثة عام 1937 من الجامعة المصرية عن أطروحته "في التصوّف الإسلامي"، ورغم ذلك لم يُعين في الجامعة أستاذا وعاش حياته ناقما على هذه المؤسسة التي أهملته وجعلته يقضي حياته في أروقة وزارة المعارف . يكتب في إحدى مقالاته :"تنصحني يا هذا بأن أجامل، وأن أتصنع ، بل تريد أن أنافق٬ ويحك٬ إنما ينافق الضعفاء" .. وكانت هذه العبارة تمثل شخصية زكي مبارك الذي عاش حياته عنيدا، غريبا، لم يحصل على مكانته الحقيقة في الحياة، وعاش يؤمن أن ثمة مؤامرات تحاك ضده.

1938 يسافر الى بغداد للتدريس في دار المعلمين العالية وتعد رحلته الى العراق، مرحلة مهمة في حياته وقد ظل زكي مبارك يربط بين رحلته الى باريس ورحلته الى العراق، ويؤكد أن اقامته في العراق من أخصب سني حياته . وقد شغف مبارك بالعراق، بل أنه ذهب في شغفه وحبه إلى أبعد الحدود عندما قرر أن يلبس السدارة البغدادية٬ وأعلن أنه سفير للعراق في مصر،  سجل حبه هذا في كتاب بعنوان "من وحي بغداد" صدر عام 1938 .

كتب زكي مبارك ثلاثة كتب عن العراق الأول من وحي بغداد، والكتاب الثاني "ملامح المجتمع العراقي" والذي صدر عام 1942. والكتاب الثالث "ليلى المريضة في العراق " الصادر عام 1939 .