رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاته.. قصة حب أمل دنقل وعبلة الرويني

أمل دنقل وعبلة الروينى
أمل دنقل وعبلة الروينى

تمر اليوم الذكرى 38 لوفاة الشاعر الرحل أمل دنقل، ذى  ولد فى 23 يونيو من عام 1940، ورحل عن عالمنا بعد ترك العشرات  ممنالقصائد الثورية والعروبي، و اتخذ من التاريخ مادة حياة لينسج عليه قصائده، وفي السطور التالية ترصد "الدستور" قصة حبه وزواجه من عبلة الرويني.

 

- البداية كانت بحوار صحفي

قالت الصحفية عبلة الرويني، إنها فى بداية عملها الصحفي قررت إجراء حوار مع الشاعر أمل دنقل المعروف بيساريته  وذلك عام 1975، وهو أمر غير محبب من السلطات وقتها نظرا لموقف دنقل من عملية التطبيع مع اسرائيل واعتراضه على سياسات  الرئيس  الراحل أنور السادات، والتى ظهرت ملامحها بعد قرار وقف الحرب مع العدو الصهيوني.

و  تابعت :"عندما فكرت،  فى إجراء حوار مع أمل دنقل، قال لى أحد المحررين السياسيين فى جريدة أخبار اليوم، ستجدين صعوبة فى نشر اللقاء فأمل شاعر يسارى، لن تسمح الجريدة بنشر حوار معه، لكن ربما يمكنهم نشره فى طبعة أخبار اليوم العربية، فمن الممكن تصدير أمل دنقل عربيًا، لكنه غير مسموح باستهلاكه داخل مصر، مضيفة أن صديقها حذرها من لقائه لكونه سليط اللسان ".

- الحكاية خرجت من مقهى "ريش"

تقول عبلة الروينى :"كان اللقاء فى مقهى ريش وذهبت للبحث عن هذا المقهى، فقد كنت وقتها حديثة العهد بمقاهى ومنطقة وسط البلد حيث تجمع المثقفين والأدباء والشعراء، وكذلك اليسارين من أنصار تيار المعارضة ووقتها كان التيار اليسارى هو المسيطر على الأمر هناك، و تستطرد قائلة، سألت الجرسون عن الشاعر أمل دنقل  ولكنه أكد لها عدم تواجده وظلت على هذا الأمر عدة مرات تذهب فى الصباح إلى المقهى للبحث عن هذا الشاعر المتمرد .

وأشارت أن أحد الجرسونات، قد أشفق عليها لمجيئها يوميا وأكد لها أن الشاعر أمل دنقل يأتى فى المساء، وهو ما يعتبر أمر مرهق بالنسبة لها لكونها تسكن فى أحدى أحياء منطقة مصر الجديدة، مشيرة إلى أنها قررت ترك رسالة لدنقل قائلة له :" يبدو أن العثور عليك مستحيل، يسعدنى الاتصال بى فى جريدة الأخبار، ويشرفنى أكثر حضورك.

ثم استكملت حديثها قائلة :"اكتفى الشاعر بإسعادي، متصلًا صباحًا بالجريدة ومحددًا موعدًا للقاء، الثامنة مساء فى دار الأدباء بشارع القصر العيني، فيما بعد أدركت أن اتصال أمل بى وفى جريدة الأخبار صباحًا يعتبر حدثًا فى حياته من الصعب تكراره، ولعلها رقة سطور الرسالة التى تركتها –كما قال لى- ولعله القدر الذى يرسم صورة مستقبل قادم، ويحتم اللقاء بهذا المحارب الفرعونى القديم.

- دار الأدباء وبداية القصة

وتؤكد الروينى إنها فى الثامنة صباحا كانت  فى دار الأدباء، المكان شديد الازدحام بجمهور الأمسية الأدبية، فكان ذلك يوم  الأربعاء، موعد ندوة الدار الأسبوعية، و استطردت قائلة :"صارت الساعة الثامنة والنصف وأنا لا أعرف ملامح وجه أمل، أسأل فيقال لى لم يأت بعد، بعد قليل همس شاب: الأستاذ أمل هو ذلك الجالس فى نهاية الصفوف، اقتربت من الصف الأخير حيث يجلس شخصان: الأستاذ أمل دنقل؟

 وتقول عبلة لروينى :"تفحصني أحدهما بهدوء ثم قال: سعادتى! لم يستفزني الرد، بقدر ما أعجبتنى تلك المحاولة للغرور، فابتسمت، طلب لى فنجانًا من القهوة، ورحت أحدثه عن سبب اللقاء ورغبتى فى إجراء حوار معه، فوافق بسهولة عكس ما قيل لى.

 

- الحوار الذى جمع بين القلبين

و تحكي سطور الحوار الذى دار بينها وبين حبيبها دنقل داخل دار الأدباء بالقصر العينى  وهي كما تستطردها فى حوارهاتها عن الشاعر الجنوبي، قلت: كنت أظنك أكبر قليلًا!، ضحك بصوت مرتفع: يبدو أن عندك عقدة الكبر،  فقالت اطمئن لن أحبك

و كان الانطباع الأول الذى كونته سريعًا، أن هذا الشخص مختلف عن الآخرين، يتكلم لغة أخرى، يسلك سلوكًا آخر، بل ويحس أحاسيس أخرى منذ اللحظة الأولى سقطت كل المسافات والإدعاءات والأقنعة، وبدا لى وجه صديق أعرفه من زمن.

 

- الزواج المفاجئ

ثم تستكمل القصة الجميلة، أنه اللقاء استمرت لعدد من المرات ليفاجئها دنقل ذات يوم وهى جالسة فى مكتبها يطلب منها الزواج قائلا لها :تتزوجينى"، وقد حدث ما أراده مؤكدة عزة نفسه وشدة كرامته ورفضة المساومة على مواقفة الوطنية رغم مرضه وفقره الشديد،  مؤكدة إنه كا بإمكانه أن يكون رجل ثريا لكنه رفض أن يبيع مبادئه أو يتخلى عنها .