رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«واشنطن بوست»: تزايد المخاوف العالمية من السلالة الهندية لكورونا

كورونا
كورونا

 أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن الهند ما زالت تسجل أرقاما قياسية يومية للوفيات المرتبطة بجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، كانت آخرها في يوم أمس؛ حيث أعلنت السلطات الصحية عن تسجيل أكثر من 4500 حالة وفاة بسبب كوفيد- 19 خلال الـ24 ساعة الماضية، بينما تتزايد المخاوف العالمية من السلالات الهندية المتحورة من الفيروس وإمكانية انتشارها ومدى شراستها.

وقالت الصحيفة، (في مستهل تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن)، إن هذا العدد من الوفيات، وهو أعلى من الرقم القياسي السابق الذي سجلته الولايات المتحدة في 20 يناير الماضي وبلغ 4400 حالة وفاة، يأتي بينما بدأت الحالات الجديدة من المصابين تتراجع في الهند، بعد أيام متتالية حطمت فيها الحالات اليومية الجديدة الأرقام القياسية في نهاية شهر أبريل وأوائل مايو، وبلغت ذروتها يوم 6 مايو الجاري عندما تم تسجيل أكثر من 414 ألف حالة إصابة جديدة.

وكتبت جوانا سلاتر، مراسلة واشنطن بوست في نيودلهي، أنه عادة ما تتخلف الوفيات الناجمة عن كوفيد- 19 عن معدلات الإصابة بالعدوى لعدة أسابيع، وعلى الرغم من العدد القياسي للوفيات، أفادت بعض المؤشرات الإيجابية بأن الزيادة في الهند قد تتباطأ، بعد تسجيل أقل من 300 ألف حالة اصابة يومية جديدة في هذا الأسبوع، غير أن هناك تساؤلات طويلة الأمد حول دقة الأرقام المسجلة في الهند.

وأضافت سلاتر: "أنه في المناطق النائية الشاسعة في الهند، يموت العشرات من الناس بسبب أعراض مرض كوفيد- 19 دون أن يتم اختبارهم ووسط حالة عدم اليقين هذه، ناقش خبراء الصحة يوم أمس فيما بينهم ما يعنيه العدد المتزايد للوفيات المسجلة بالفعل سواء داخل الهند أو حول العالم".

من جانبه، قال تشاندراكانت لاهاريا، الخبير في السياسة الصحية في نيودلهي، في تغريدة نشرها عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: إن الزيادة في وفيات كوفيد الجديدة قد تأثرت بمحاولات عدوانية جديدة لتصحيح المشاكل ذات الصلة بالإبلاغ عن الوفيات؛ حيث إن هناك العديد من الولايات لا تزال تتخلف في هذا الأمر، مما يعني أن وفيات كوفيد- 19 في الهند قد تظل مرتفعة لبعض الوقت.

وأضاف لاهاريا: أنه حتى مع انخفاض الحالات اليومية الجديدة في الأسابيع المقبلة، ربما تظل الوفيات اليومية الجديدة عند منحنى مرتفع متشابه جدًا وضيقًا، لبضعة أسابيع، قبل الدخول في اتجاه هبوطي.

 

خسائر فادحة

وفي هذا، قالت "واشنطن بوست" إن تلك الوفيات من شأنها أن تضيف إلى الخسائر الفادحة للهند، فكما هو الحال الآن، تم تسجيل أكثر من 25 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا بين سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، فيما بلغ عدد الوفيات الرسمي أكثر من 283 ألفا.

وفي الوقت نفسه، أبرزت الصحيفة الأمريكية أن هناك دولا أخرى أعربت عن مخاوف جديدة بشأن المتغير المنتشر في الهند، ففي يوم أمس الأول، قال علماء بريطانيون إن البديل الهندي، المعروف باسم B.1.617.2، يمكن أن يصبح بسرعة السلالة المهيمنة في المملكة المتحدة إذا سُمح له بالانتشار.

وأضاف هؤلاء العلماء، في ورقة بحثية مصممة لتقديم المشورة للحكومة البريطانية في هذا الأسبوع، أن B.1.617.2 يمكن أن يكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة تصل إلى 50 في المائة من متغير آخر انتشر عبر بريطانيا أواخر العام الماضي وتسبب في زيادة كبيرة في حالات الإصابة في الشتاء الماضي.

وتقول السلطات البريطانية إنه في حين أن عدد حالات الإصابة بمتغير B.1.617.2 الذي تم العثور عليه داخل حدودها لا يزال صغيراً، ويتركز معظمها في شمال غرب إنجلترا وفي لندن، إلا أنه يتزايد في الآونة الأخيرة، فيما قال وزير الصحة مات هانكوك للبرلمان هذا الأسبوع إن الحالات المؤكدة تضاعفت في خمسة أيام.

بدورها، صرحت مديرة مجمع دراسات الجينوم المعني بمرض كورونا في بريطانيا شارون بيكوك للصحفيين بأن الإجراءات المختلفة، من حظر السفر إلى تعقب المخالطين، قد تكسب بعض الوقت، مع ذلك، فإن البديل سريع الانتشار مثل B.1.617.2 سيكون له "جواز سفر بيولوجي للسفر الدولي والانتشار العالمي"- مما يعني أن الانتشار الدولي محتمل، وربما لا مفر منه.


أما في واشنطن، فقد أوضحت الصحيفة الأمريكية أن خبراء الصحة الأمريكيين أعربوا عن مخاوفهم بشأن انتشار المتحور الهندي في بلدهم، بينما كانت هناك حالات موثقة بالفعل في ألمانيا وسنغافورة وأماكن أخرى.