رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي ..

«طالبان» تشن هجومًا واسعًا على قاعدة هلمند في أفغانستان

حركة طالبان
حركة طالبان

شنت حركة طالبان الأفغانية، اليوم الثلاثاء، هجوما واسعا على قاعدة هلمند بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي، حسبما أفادت قناة "العربية" الإخبارية. 

وقال مسئولون أفغان إن قوات الأمن الأفغانية تصدت لهجوم ضخم شنته حركة طالبان في إقليم هلمند جنوبي البلاد. 

وبدأت الولايات المتحدة رسمياً بسحب آخر جنودها من أفغانستان، في عملية سيُشكل انتهاؤها خاتمة حرب استمرّت عشرين عاماً بالنسبة لواشنطن، لكن ستبدأ بعدها فترة انعدام يقين كبير في بلد يرزح تحت السيطرة المتزايدة لحركة طالبان.

وفي الأيام الأخيرة، كانت سماء كابول، وقاعدة "باغرام" الجوية المجاورة، ممتلئة أكثر من المعتاد بالمروحيات الأمريكية تحضيراً لهذا الرحيل الكبير الذي سيكتمل بحلول 11 سبتمبر، موعد الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر 2001.

من جهتها، اعتبرت طالبان أن الانسحاب كان يجب أن ينتهي في الأول من مايو، وأن إبقاء القوات بعد هذا الموعد هو "انتهاك واضح" للاتفاق مع واشنطن.

وقال متحدث باسم الحركة محمد نعيم، لوكالة "فرانس برس"، إن "ذلك يفتح المجال في المبدأ أمام مقاتلينا لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد قوات الغزو"، نافياً في الوقت نفسه تقارير أشارت إلى أنها كانت اتفقت على حماية قواعد القوات الأجنبية في أفغانستان من الهجمات التي تشنها جماعات مسلحة أخرى.

وفيما ينتظر كثيرون انسحاب القوات الأمريكية نهائياً من أفغانستان من أجل إنهاء الحرب، لكن آخرين يخشون عودة حركة طالبان إلى الحكم.. وبعد نزاع استمرّ عقدين من الزمن، لا تزال تساؤلات كثيرة مطروحة حول مستقبل أفغانستان، البلد الممزق جراء أعمال العنف.

وفي غياب اتفاق لوقف إطلاق نار مستدام بين طالبان والحكومة، يعتقد عدد كبير من المحللين والمسئولين السياسيين والمواطنين العاديين أن البلاد ليست بمنأى عن حرب أهلية جديدة، كتلك التي تلت الانسحاب السوفيتي في أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

ويرى الخبير المستقل نيشانك موتواني، في حديث مع وكالة فرانس برس، أن "الحرب ستتكثّف، ستصبح أكثر قذارةً وستتواصل إلى حين استعادة طالبان الحكم فيما سيتبقى من كابول".

واعترف رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، هذا الأسبوع، بوجود عدد من النتائج المحتملة من بينها في أسوأ الحالات "انهيار الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني واندلاع حرب أهلية تصاحبها كارثة إنسانية، مع عودة محتملة للقاعدة".

ويعتبر المحلل في مجموعة الأزمات الدولية أندرو واتكنز أنه "من الواضح أن الطرفين (طالبان والحكومة الأفغانية) حافظا على القليل جداً من الأسباب للذهاب نحو تسوية في المفاوضات وجهود السلام هي في الواقع في مأزق".

وحسب السلطات الأفغانية، فإن 350 ألف جندي وشرطي ينفّذون اليوم 98% من العمليات ضد المتمردين، لكن الأمريكيين يواصلون توفير الدعم الجوي الأساسي، وقد يكون تصميم القوات الأفغانية على المحكّ من دون هذا الدعم الجوّي، ويرى المحلل السياسي فؤاد كوشي أن القوات الحكومية "ستنجو طالما أنها مدفوعة الأجر".

ويسيطر متمردو طالبان أو يدّعون أنهم يسيطرون على أكثر من نصف الأراضي الأفغانية، خصوصاً قسم كبير من الأرياف والطرق الاستراتيجية، إلا أنهم لم يبسطوا يوماً سيطرتهم على مدن كبيرة أو على الأقل لم يفعلوا ذلك لوقت طويل أبداً، لكنهم يواصلون بثّ الرعب في نفوس سكان المدن الكبيرة التي تتعرض بشكل شبه يومي لتفجيرات واغتيالات موجّهة.