رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير أشرف حربي: الإخوان وقوى خارجية وراء «الربيع العربى».. ووعى المصريين أحبط المخطط (حوار)

السفير أشرف حربى،
السفير أشرف حربى، مساعد وزير الخارجية الأسبق

قال السفير أشرف حربى، مساعد وزير الخارجية الأسبق عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن ما شهدته المنطقة العربية من انتفاضات أو ما يعرف بثورات الربيع العربى فى ٢٠١١، هو تنفيذ عملى لمخططات «الفوضى الخلاقة» التى وضعتها قوى خارجية بهدف السيطرة على ثروات المنطقة عبر أدوات تحكم أو وسطاء محليين مثل جماعة الإخوان وغيرها. وأضاف، لـ«الدستور»، أن وعى الشعب المصرى وحكمة القيادة السياسية ومن ورائهما الجيش المصرى تقف حائط صد منيع لمثل هذه المخططات، التى من المحتمل أن يعاود أصحابها تكرار محاولة تنفيذها فى مصر بهدف تحويلها إلى دولة فاشلة يسهل السيطرة عليها. 

 

■ كيف ظهر مفهوم الفوضى الخلاقة بالمنطقة العربية؟

- تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة بالمنطقة العربية كانت تقف وراءه بشكل أساسى وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، وساعد فى نجاح التطبيق ظروف دول المنطقة فى هذا الوقت واندلاع الانتفاضات ضد بعض الأنظمة الحاكمة.

كان المناخ ملائمًا لظهور الفوضى الخلاقة فى بعض الدول مثل سوريا واليمن وليبيا، لكن هذا المخطط فشل فى مصر، حتى مع وجود قدر كبير من الضغط على الحكومة والقيادة السياسية فى هذا الوقت لصالح جماعة «الإخوان»، وكلنا يعلم من كان وراء ذلك.

■ ما أبرز الأهداف التى يسعى إليها أصحاب الفوضى الخلاقة؟

- مفهوم نظرية الفوضى الخلاقة يقوم على أن تحدث فوضى شاملة لإحداث تغيير نظام كامل بالمنطقة لصالح قوة معينة، وكانت هذه القوة تريد السيطرة التامة على المنطقة العربية بثرواتها الضخمة البترولية وخلافه وما بها من قوى بشرية وأسواق واعدة وكبيرة لمنتجات القوى التى كانت تريد السيطرة التامة على المنطقة.

■ لماذا نجحت مخططات الفوضى بالعديد من الدول العربية طوال السنوات الماضية ولا تزال تعيش فيها؟

- هناك بعض الدول استمرت فى حالة الفوضى والانتفاضات أو ما يسمى بثورات الربيع العربى ولم تستطع استعادة السيطرة وإعادة تنظيم مفهومها عن الأمن الاستراتيجى أو الأمن الداخلى والاستقرار السياسى، لأنه كان يحكمها نظم سياسية هشة إلى حد كبير، ولا تعتمد على مؤسسات قوية ولكنها قائمة على قيادات متسلطة وديكتاتورية.

■ كيف نجحت مصر فى إحباط مخططات الفوضى؟

- الوضع بمصر مختلف لأنها دولة قائمة على المؤسسات واستطاعت خلال فترة وجيزة السيطرة على الأمور بفضل وعى الشعب المصرى والجيش المصرى والقيادة السياسية التى استطاعت أن تسيطر على الانتفاضات التى كانت تقف وراءها قوى أجنبية، بجانب جماعة الإخوان الإرهابية ومن يدعمها من الخارج.

أيضًا لدى مصر وعى سياسى وشعبى كبير وصاحبة حضارة تمتد لسبعة آلاف سنة وهى دولة تمتلك نظامًا سياسيًا مستقرًا، بالتالى وعى الشعب المصرى استطاع أن يدرك الأهداف الخفية من وراء هذه اللعبة السياسية المكشوفة التى كانت تريد أن تطيح باستقرار وأمن هذا الشعب وتحويل مصر إلى دولة فاشلة، كما جرى بدول الجوار، مثل اليمن وسوريا وليبيا.

■ هل تعتقد أن القوى التى سبق لها أن حاولت نشر وتطبيق مفهوم الفوضى الخلاقة بالمنطقة العربية ستعيد المحاولة مرة أخرى خاصة فى مصر؟

- السياسة عبارة عن عالم من المتغيرات، وطالما أن البيئة مناسبة لمثل هذا النوع من الفوضى فإن انهيار الدولة ومؤسساتها سيستمر وسيكون مستندًا إلى عدم إدراك ووعى، سواء من القيادة السياسية أو من الشعب.

وفيما يتعلق بحالة مصر فإن الشعب والقيادة السياسية تعلموا الدرس جيدًا، وما حدث فى ٢٠١١ كان عبارة عن ظاهرة ونوع من أنواع الضغط على مصر من قبل القوى الخارجية التى أرادت خلق أدوات لها بمصر وداخل دول المنطقة حتى تصبح دولة فاشلة يسهل السيطرة عليها عبر أدوات لها داخل المنطقة وداخل مصر وبالتحديد عبر جماعة الإخوان الإرهابية.

أؤكد أنه إذا كان المناخ السياسى مهيئًا لعودة مثل هذه الفوضى فستعود، لكن الشعب المصرى والقيادة السياسية ومن ورائهما الجيش المصرى الذى يساند الشعب ويدعم استقرار الدولة يقفون حائط صد منيع لمثل هذه المحاولات.

كفانا ما حدث السنوات الماضية الذى أثر بشكل كبير على عمليات التنمية وعلى الشعب نفسه ومقدراته ونفوذه داخل منطقة الشرق الأوسط.

ما حدث لمصر بعد ٢٠١١ جعل العديد من الدول تتجرأ عليها، كما فعلت إثيوبيا ببناء سد النهضة الذى يحجز قرابة ٧٠ مليار متر مكعب من المياه، الأمر الذى سيضر بمصر أشد الضرر، وأديس أبابا لم تكن لتقدم على هذا الأمر لولا ما جرى فى مصر وشجعها على تنفيذ ما كانت تحلم به منذ سنوات بعيدة.

■ هل نجحت الأعمال الدرامية الحالية مثل «هجمة مرتدة» والقاهرة كابول» وغيرهما فى نقل صورة حقيقية عن كواليس ما حدث طوال السنوات الماضية؟

- المسلسلات عبارة عن دراما تأخذ ما يخدمها من الواقع حتى تجذب المشاهد، وقد تكون فى بعض الأوقات صورة حقيقية، وبعض الأحيان صورة ليست حقيقية بالدرجة الكبيرة حتى تكمل العمل الدرامى بكل جوانبه، فهى توظف الحدث من أجل خدمة العمل، لذا الدراما تأخذ من الأحداث ما يصلح لها.

أيضًا هناك عوامل كثيرة تتحكم فى العمل الدرامى مثل السيناريو والإنتاج والإخراج وكلها اعتبارات تتدخل فى العمل الفنى حتى يخرج بالصورة المطلوبة.

أحيانًا تحدث أخطاء بالأعمال الدرامية نتيجة سوء فهم من المؤلف نفسه، لكن بعض الأعمال نجحت فى توصيل رسائل واضحة للجمهور.