رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تخلصت فاتن حمامة من اللدغة؟: الفنان زكى طليمات يحكي

زكى طليمات
زكى طليمات

يحكى الفنان القدير زكى طليمات في جريدة الوفد بتاريخ 14 أكتوبر 1997عن ذكرياته في اليوم الأول من افتتاح الدراسة بالمعهد العالي لفن التمثيل العربى عام 1944 وبداية لقائه بالطلبة، ومن بينهم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

 ويقول طليمات: "وقفت أمام الطلبة أنقل بصري بينهم.. الشبان أكثر من الفتيات، مستوى الجمال يشكو فقر الموظف فى آخر الشهر" ويصف طليمات كيف وقع بصره لأول مرة على فاتن حمامة قائلاً: "شاهدت شيئًا صغيرًا ينمو بحساب دقيق، قطعة من فتاة وسيمة، وجهًا صغيرًا بالغًا فى الحسن كوجوه العرائس الغالية تتحرك فيه عينان واسعتان بلا انقطاع، وكأن وراءهما قلقا لا يهدأ!".

أشار طليمات إلى فاتن حمامة قائلاً: "تعالى هنا يا عروسة" فوقفت فاتن تحتج: أنا مش عروسة يا أستاذ.

طيب ما تزعليش "بكره تبقى عروسة"

قال لها زكي طليمات: اسمك ايه؟

  • فاتن حمامة
  • تعرفى تطيرى يا شاطرة؟
  • يعنى ايه؟
  • مش انت حمامة؟
  • لا.. أنا فاتن
  • إزاي يا فاتن أفندى يبقى نص اسمك التانى "مؤنث"؟

يستطرد طليمات "التفت إلى الفتاة أسألها عن سنها فلم تجب فوجهت إليها السؤال ثانية، فسكتت من جديد، وسألتها أن تصعد إلى المنصة لتمثل أى دور يحلو لها مما تحفظه ولم يكن فيما قدمته "فاتن" شيء من الصنعة و"الحذق" الفنى لكن كان هناك شئ، بل أشياء تنبئ عن فطرة سليمة وموهبة نادرة، صوتها ضعيف ولكنه ساخن ثاقب ينفذ إلى القلب، إنها تحس ما تقوله وإحساسها يتجاوز لسانها إلى كل عضو من اعضاء جسدها، لكن لاحظت أن حرف "الراء" يتحول على لسانها إلى حرف "عين" فى لدغة لطيفة على طريقة أهل باريس الذين يختالون بهذه اللدغة، والتفت فجأة إلى "فاتن" قائلا: طلعي لسانك

ودار بينهما الحوار التالي: مفيش يا فاتن غير الفرنساويين اللى عندهم اللدغة دي.

  • لكن أنا مصرية ومش فرنساوية
  • أنت متأكدة
  • طبعا
  • طيب أسألى أبوك.
  • أبويا مصري وجدي مصري
  • طيب أسالى والدتك

وضج الطلبة ضاحكين فصرخ طليمات فيها: كان لازم تصلحى لسانك قبل ما تيجى المعهد، ثم توجه طليمات إلى السبورة وكتب جملة قصيرة تحتوى على عدد من حروف "الراء" وأمر فاتن أن تقرأ واندفعت الأخيرة تقرأ في انفعال فإذا باللدغة تفارقها، فصفق طليمات قائلاً: "أحسنتِ يا فاتن.. هتبقى ممثلة عظيمة".

هكذا أخذ الفنان القدير على عاتقه أن يعالج فاتن حمامة من لدغتها، وقد أفلح في ذلك وهذا ما يؤكد على أننا أمام أستاذ وصاحب مدرسة حقيقة في فن التمثيل.