رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دياب: بكيت أثناء تصوير آخر مشاهدى فى العمل والفن لا يجب أن يكون مجرد محاكاة للواقع

دياب
دياب

بعد نجاحات مختلفة على مدار السنوات الماضية، استطاع الفنان دياب أن يلفت الأنظار بشدة بعد تجسيده شخصية الضابط «على الغريب»، التى يقدمها ضمن أحداث مسلسل «نسل الأغراب»، من بطولة النجمين أمير كرارة وأحمد السقا، وأن يحصد إشادات الجمهور بأدائه منذ عرض الحلقات الأولى من المسلسل، الذى يخوض السباق الدرامى الرمضانى الحالى.

وفى حواره مع «الدستور» تحدث دياب عن كواليس العمل وتحضيرات الشخصية التى يقدمها فى «نسل الأغراب»،  بالإضافة إلى أهم الأعمال التى يتابعها خلال الموسم الحالى.

 

 

■ كيف استقبلت ردود أفعال الجمهور بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسل «نسل الأغراب»؟ 

- سعيد جدًا بردود الأفعال حول مسلسل «نسل الأغراب»، لأنها فاقت جميع التوقعات، خاصة أنى عندما أدخل عملًا فنيًا جديدًا لا أضع فى حساباتى إلا إجادة تقديم الشخصية، واتباع تعليمات المؤلف والمخرج، وأترك مسألة النجاح والتوفيق لله سبحانه وتعالى.

■ كيف بدأت الاستعدادات لتقديم شخصية «على الغريب»؟

- فى البداية جلست مع محمد سامى مؤلف ومخرج العمل، الذى أوجه له كل التحية لأنه أتاح لى الفرصة لتقديم شخصية جديدة ومختلفة مثل شخصية «على الغريب»، بكل صفاتها الطيبة، خاصة أنى كنت مشتاقًا خلال الفترة الأخيرة لتقديم شخصية بعيدة عن أدوار الشر التى ظهرت بها فى العديد من الأعمال الفنية مؤخرًا.

وبدأ «سامى» يشرح لى الخطوط العريضة للشخصية وتفاصيلها وطريقة تعاملها مع الآخرين، بالإضافة إلى صفاتها فى الحركة والكلام وتعبيرات الوجه والجسد، وترابط علاقاتها مع الشخصيات المحيطة بها، وهو ما حاولت أن ألتزم به، والحمد لله استطعت أن أجسد الشخصية إلى درجة أنه أشاد بأدائى.

■ هل التقيت ضباط مباحث يخدمون فى الصعيد لمحاكاة تصرفاتهم أثناء التحضير؟

- لا، لم أجلس مع أى ضابط مباحث صعيدى أو خدم فى الصعيد، لكن لدىّ خلفية كبيرة عن طريقة تعامل ضباط الشرطة والمباحث، لأن كثيرين منهم من أصدقائى، وبمرور الوقت تكونت لدى خبرات عن حياتهم وطريقتهم فى التصرف.

وفى الحقيقة لا يوجد أحد منهم يشبه «على الغريب» بشكل تفصيلى، لأنى حاولت قبل التصوير تركيب هذه الشخصية كى تحاكى الواقع، وأثناء التحضيرات حرصنا أنا والمخرج والمؤلف محمد سامى على أن تكون الشخصية واقعية، وبدأنا تحضيرات مكثفة قبل بدء التصوير بثلاثة أسابيع، وتقابلنا أكثر من مرة لدراسة كل التفاصيل المتعلقة بالشخصية، وتحدثنا هاتفيًا أكثر من مرة حتى توصلنا إلى طبيعة هذه الشخصية كما شاهدها الجمهور.

■ ماذا دار فى لقاءاتك واتصالاتك مع المخرج والمؤلف محمد سامى؟

- ركزنا خلال التحضيرات على فكرة إبراز الجانب الإنسانى لضابط المباحث مع والدته، التى تجسد شخصيتها النجمة الكبيرة فردوس عبدالحميد، التى أعتز بالتعاون معها كثيرًا.

وكل ذلك جعل الشخصية من لحم ودم، وأكسبها مصداقية كبيرة، لأننا رأينا أن ضابط المباحث هو فى النهاية إنسان لديه أسرة وحياة طبيعية، يعيشها مثل أى إنسان آخر، فليس من المنطقى أن يرى المشاهد الضابط داخل إطار عمله فقط، وأعتقد أن ذلك سبب تفاعل الجمهور مع الشخصية بشكل كبير.

■ ما الذى أضفته للشخصية أثناء التحضيرات؟

- الشىء الوحيد الذى أضفته لشخصية «على الغريب» هو الروح فقط، لأن المخرج محمد سامى لم يترك أى تفصيلة فى هذه الشخصية إلا واستكملها، وعمل معى بتركيز شديد حتى نصل لهذه النتيجة التى أشاد بها الجمهور بعد عرض الحلقات الأولى من العمل.

■ انتقد البعض على مواقع التواصل فكرة وجود ضابط مباحث تتورط عائلته فى كل هذا الدم والمشكلات.. فكيف ترى ذلك؟

- لا أرى أن تلك سقطة درامية، ورددت على هذا الرأى على حساباتى الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى، وقلت إنه من الممكن أن يكون «على الغريب» قد دخل كلية الشرطة قبل حدوث أى نزاعات تتورط فيها عائلته، وهنا لا يعقل أن تفصل الشرطة طالبًا أو ضابطًا مجتهدًا ومتفوقًا لأن بعض أفراد عائلته تورطوا فى مشكلات وقضايا، كما أن والد «عساف الغريب» كان عمدة القرية، وتم تعيينه من الدولة، ويمكن أن يكون ذلك قد ساعد «على» على دخول كلية الشرطة.

وعلى العموم، السيناريو لم يتطرق لهذه النقطة، وسبق لـ«على الغريب» أن ذكر فى الحلقات الأولى أن والده كان «النبتة الصالحة» فى العائلة، أى أن هذا الضابط ابن أسرة طيبة.

ومن جهتى، أعتبر أن مثل هذه الانتقادات تدل على تفاعل الجمهور مع العمل وتوحدهم مع أبطاله.

■ ألم تتخوف من تقديم شخصية صعيدية مجددًا بعدما قدمتها فى أعمال سابقة؟

- على العكس تمامًا، فشخصية «على الغريب» تعد من أكثر الشخصيات التى سعدت بأدائها، وفى آخر أيام تصوير المسلسل بكيت مثل الأطفال لشدة حزنى لفراق هذه الشخصية التى تعلقت بها، لأنى أحسست كأن شخصًا حقيقيًا قد فارقنى.

■ هل واجهت مشكلات فى اللهجة الصعيدية؟

- سبق لى أن قدمت شخصية صعيدى فى ٤ أعمال سابقة، ولم تعد اللهجة تمثل لى أى مشكلة، وإن كنت لجأت للأستاذ عبدالنبى الهوارى مصحح اللهجة الصعيدية، لفهم بعض الألفاظ والمصطلحات وطريقة نطقها، خاصة أنه كان مرافقى فى معظم الأعمال الصعيدية التى شاركت فيها، حتى اكتسبت خبرة كبيرة.

وعلى العموم، لا أشعر بالغربة مع الصعيد ولهجته، لأنى نشأت فى منطقة إمبابة بالجيزة، وتعاملت منذ صغرى مع كثير من الصعايدة.

■ كيف ترى تجربة محمد سامى فى التأليف إلى جانب الإخراج؟

- محمد سامى مؤلف عظيم مثلما هو مخرج عظيم، ولديه أفكار وموضوعات جديدة ومختلفة يطرحها أمام الجمهور، وشخصيًا استمتعت كثيرًا بالسيناريو الذى كتبه، لأنه قادر على امتلاك أسباب النجاح فى أى عمل يشارك به، وأتمنى له النجاح والتوفيق فى كل ما هو قادم.

ولذلك، كانت كواليس التصوير أكثر من رائعة، تحت قيادته، بالإضافة إلى وجود النجمين الكبيرين أحمد السقا وأمير كرارة، ما جعل التجربة ممتعة.

■ انتقد البعض عدم تطابق حياة الغجر فى المسلسل مع الواقع.. كيف رأيت ذلك؟

- الفن لا يجب أن يكون دائمًا مجرد محاكاة للواقع، ولا بد أن يكون به شىء من الخيال، ومسلسل «نسل الأغراب» لا يسرد أحداثًا تاريخية ولا يتناول وقائع حقيقية، لذا لا يجب أن يلتزم بشكل كامل بحياة الغجر، لأن الأمر يدخل فى إطار الخيال ولا يخرج عن المقبول، وعلى كلٍ فإن مؤلف العمل هو من يُسأل عن ذلك.

 

■ كيف ترى التطور فى صناعة الدراما فى السنوات الأخيرة؟

- هناك تقدم ملحوظ فى صناعة الدراما فى مصر خلال الفترة الأخيرة، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، فهناك أعمال قدمت للمشاهد ما يليق به وبتاريخ مصر الفنى، وهناك العديد من صناع الفن الماهرين الذين ظهروا فى السنوات الأخيرة، من مؤلفين ومخرجين واعدين بشكل كبير، وأعتقد أننا نحيا حاليًا فى فترة من الثراء فى الإنتاج الفنى فى مصر.

■ ما الأعمال التى تحرص على متابعتها خلال شهر رمضان؟

- أشاهد العديد من المسلسلات خلال شهر رمضان، على رأسها «الاختيار ٢» و«القاهرة كابول» و«لعبة نيوتن» و«ضل راجل» وغيرها من الأعمال الفنية.