«صاحب العصا السحرية».. المايسترو نادر عباسي: أنا محظوظ بالفن (حوار)
أثناء قيادة المايسترو نادر عباسي أوركسترا الحفل الملوكي لنقل 22 مومياء من مومياوات مصر القديمة، تعلقت عيون مشاهدي الاحتفالية على تحركات عصاه المنخفضة تارة، والمرتفعة تارة أخرى لملامسة السماء، كأنه ساحر متحكم في ضبط إيقاع عازفي نغمات الموسيقى التي راحت تعلو بصخب ثم تهبط مدوية، تمامًا كدقات قلوبنا المنتشية بتأثير الألحان المصرية عليها، وفيما اختلفت أماكن المشاهدة اجتمع الكل على سؤال واحد: هل ما رأيناه أمام الشاشات كان عمل سحري أم فن؟
ولعل رحلة طويلة من السعي الجاد والمحاولات المتكررة وراء ظهور "عباسي" بهذا القدر من الوهج في واحدة من الأحداث التي ستتذكرها الأجيال القادمة ضمن أهم إنجاز أثري في العصر الحديث.
"الدراسة الجادة، الثقافة الموسيقية، الخبرة، والتعاون مع أكثر من مايسترو بمدارس متنوعة في القيادة والفن، والقدرة على توصيل كل ذلك للعازفين الجالسين مع آلاتهم" هي التوليفة السرية التي أخبرنا عنها المايسترو العالمي الذي أصبح محط أنظار العالم، وقال نادر عباسي في حواره مع "الدستور" إن "الفرق الأوركسترالية تجمع بين أساتذة كبار وخبراء يسهل عليهم التمييز والنقد الموسيقي، لذا من الهام أن يكون المايسترو مُلمًا بجميع أنواع الفنون، وقادرًا على القيادة السليمة دون الاعتماد فقط على الكاريزما".
وعن بداياته مع المهنة، يحكي لنا: "أمي كانت تريد لي السير في المسار الطبيعي، بأن أكون طبيبًا، وحين علمت رغبتي في دراسة هذا المجال، قالت ماذا ستفعل مستقبلًا بالموسيقى، لكن أبي كان يشجعني على دراسة ما أحب ومع الوقت اقتنعت أمي أن النجاح سيكون حليفي لأنني درست وعملت بما أحب".
وأضاف "عباسي" أنه لم يكون من قبل على الشخصية نفسها التي نراها الآن من قوة وكاريزما، بل كان هادئًا، يقول: "كنت طفلًا انطوائيًا، لم أجد نفسي في الدراسة التقليدية، لكن تغيرت مع دراستي في الكونسيرفتوار، وجدت نفسي في الموسيقى والفن، وانطلقت كل هواياتي".
وقاد المايسترو نادر عباسي أوركسترا حفل نقل المومياوات أمس السبت بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مشهد أبهر دول العالم، ولقي إشادة واسعة لحضوره الطاغي وقيادته الناجحة.
وسبق أن تقلد المايسترو المصري العالمي العديد من المناصب الهامة حتى وصل إلى قائد الأوركسترا في دار الأوبرا المصرية، وأوركسترا السلام في فرنسا، والمدير الفني لأوركسترا أوبرا القاهرة عام 2001.