«الناتو» يعول على جميع الأطراف حل الخلافات في جورجيا من خلال الحوار
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، ينس ستولتنبرغ، إن التطورات السياسية الأخيرة في جورجيا مثيرة للقلق، داعيًا جورجيا إلى التعاون مع المعارضة لإيجاد أرضية وحلول مشتركة.
جاءت تصريحات ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحفي عقده، اليوم الخميس، مع رئيس وزراء جورجيا إيراكلي غاريباشفيلي، في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل قبل اجتماع الأخير مع مجلس شمال الأطلسي.
وأعرب الأمين العام عن دعم الناتو جهود الوساطة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة في جورجيا، موضحًا أن الحلف يتوقع من جورجيا التمسك بالمعايير الديمقراطية التي عملت بجد لتطويرها في السنوات الأخيرة، بما يشمل حل الخلافات السياسية من خلال الحوار وتجنب الخطاب والأفعال المثيرة للخلاف والانقسام.
وأكد أن الناتو تحالف مبني على بعض القيم الأساسية، وهي سيادة القانون والديمقراطية والحرية الفردية، وبالطبع هذه القيم مهمة لجميع الحلفاء، وهذا هو سبب ترحيبه بالجهود والتقدم الذي أحرزته جورجيا عندما يتعلق الأمر بتعزيز المؤسسات الديمقراطية وتنفيذ الإصلاحات وتحديث المؤسسات المختلفة في قطاع الدفاع والأمن والقضاء، إلا أنه أيضًا كان سبب قلق الحلفاء عندما شاهدوا بعض التطورات الأخيرة في جورجيا من بينها اعتقال رئيس حزب معارض رئيسي، منوهًا إلى أن الناتو يرغب في حل هذا النزاع ثم إيجاد طريقة يمكن أن تواصل جورجيا فيها تنفيذ الإصلاحات ويكون لها برلمان يعمل بشكل جيد في قلب ديمقراطيتها.
وشدد ستولتنبرغ على الشراكة السياسية الوثيقة والتعاون القوي بين الناتو وجورجيا، معربًا عن شكره جورجيا على خدمة قواتها إلى جانب قوات الناتو في أفغانستان.
وتطرق الأمين العام إلى الوضع الأمني في منطقة البحر الأسود، معربًا عن مخاوفه بشأن استمرار الحشد العسكري الروسي في البحر الأسود، مشددًا على دعم الناتو المستمر وحدة أراضي جورجيا وسيادتها، وقال: "نواصل مطالبة روسيا بإنهاء سيطرتها على منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وسحب قواتها".
بدوره، قال رئيس الوزراء الجورجي إن عضوية الناتو هي بمثابة "أولوية خارجية وأمنية قصوى" لجورجيا، مشيرًا إلى أن جورجيا تمتلك "جميع الأدوات العملية للاستعداد للعضوية"، حيث إنها "واحدة من أقرب شركاء الحلف وأكثرهم موثوقية وقابلية للعمل المتبادل"، كما أنها أثبتت "قدرتها على تقاسم أعباء الدفاع الجماعي" من خلال مشاركتها في العمليات التي يقودها الناتو.
وأضاف أنه بالنظر إلى نجاح جورجيا وتفانيها ومساهمتها في الأمن الأوروبي الأطلسي المشترك، يأمل الجورجيون بالمضي قدمًا في تحقيق تطلعات جورجيا، والتنفيذ الكامل لقرار قمة بوخارست الذي سيؤدي إلى خطوات ملموسة تهدف إلى دعوة جورجيا إلى الأسرة الأوروبية الأطلسية.
كان رئيس الوزراء الجورجي قد توجه إلى بروكسل لحضور الاجتماع السادس لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وجورجيا، حيث عقد عددًا من الاجتماعات مع مسئولي الاتحاد الأوروبي، بمن فيهم رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، الذي يواصل مبعوثه الخاص كريستيان دانيلسون التوسط في المحادثات بين حزب الحلم الجورجي الحاكم والمعارضة في تبليسي.
