رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشاعر العراقي فاضل السلطاني ينجز ترجمة جديدة لقصيدة «الأرض اليباب»

جريدة الدستور

صدر كتاب "الأرض اليباب وتلاقحها مع التراث الإنساني" للشاعر العراقي فاضل السلطاني.

ويضم الكتاب دراسة عن مصادر القصيدة الأسطورية والدينية، والشعرية والنثرية، في كل التراث الإنساني وليس الغربي فقط، وتحليلا لأقسام القصيدة الخمسة، بالإضافة إلى ترجمة جديدة، ودراسة مقارنة لترجمات عربية لقصيدة "الأرض اليباب" للشاعر البريطاني ت. اس. اليوت، صدرت منذ الستينيات وبعدها، للويس عوض وأدونيس ويوسف الخال وعبد الواحد لؤلؤة وماهر شفيق فريد ويوسف اليوسف وتوفيق صايغ.

ويقول د. خلدون الشمعة في تقديمه للكتاب: "لا شك عندي أن سجال فاضل السلطاني مع التناص وإلماعات الأرض اليباب، سجال مثير للإعجاب، كما أنه يدل من حيث اكتماله على سيطرة معرفية متميزة على جل ما يتصل بإليوت ونظريته في التراث، فهو يناقش بدءا من مرجعية النص الإليوتي ست ترجمات عربية للأرض اليباب".

وهذا السجال الذي تنطلق منه الترجمة الجديدة يبدأ بمناقشة مستهل "الأرض اليباب": "نيسان أقسى الشهور"، مثيرا بذلك مشكلة التناص والإلماعة اللذين تنهض عليهما القصيدة.. يقول: "يفتتح إليوت هذا القسم بمقطع عن جدب عالمنا المعاصر من خلال تصوير أبريل، شهرا قاسيا، بالنسبة لأولئك العاجزين روحيا، فهو بداية الربيع الذي تتفتح فيه الطبيعة وينبثق الجمال، بينما هم غير قادرين على التمتع بخيراته".

وعن الترجمة الجديدة، يقول المؤلف: "لقد قرأنا في أوقات مختلفة منذ الستينات عدة ترجمات عربية لهذه القصيدة، ووجدنا للأسف أنها تحتوي على أخطاء كثيرة في فهم النص الأصلي وفي مواضع مهمة إلى الدرجة التي تعكس المعنى إلى نقيضه، وهذا الكلام ليس المقصود منه التقليل من شأن هذه الترجمات، ولا من الجهد الكبير الذي بذله المترجمون الذين نناقش ترجماتهم هنا.. لقد قدم هؤلاء جميعا خدمة كبيرة للثقافة العربية، وللشعر تحديدا، حين ترجموا منذ وقت مبكر الأرض اليباب، مساهمين بذلك في إغناء تجربة الشعر الحديث، التي شكلت هذه القصيدة بشكل خاص، عنصرا أساسيا في تشكله وتطوره اللاحقين، كما حصل مع التجارب الشعرية الجديدة في أجزاء كثيرة من العالم".

ويضيف: "لكن هذا لا يبرر، في الترجمات الني نناقشها هنا، اقتراف أخطاء عكست، وحرفت المعنى في مواضع كثيرة أشرنا إليها، وكان من الممكن تجنبها.. لقد تتبعنا ما نراه أخطاء، أو تفسيرات خاطئة، وثبتنا النص الأصلي وما يقابله من الترجمات الست، ومواطن الخلل فيها، ليأخذ القارئ فكرة كاملة عن طبيعة عملنا ودوافعه، وهو فهم القصيدة بصورة أفضل وأقرب للنص الأصلي ومعناه، كما قدمنا مقارنة لكل ترجمة مع الترجمات الأخرى، مشيرين للخلل فيها، مثبتين ما نراه دقيقا، أو أقرب للدقة مع تقديم التفسيرات والشروحات، إضافة للنص الأصلي، التي تدعم ما ندعي أنه خطأ أو صواب".

ويضم الكتاب أيضا، مقتطفات وافية من آخر كتاب صدر عن إليوت بعنوان "قصائد تي.أس. إليوت" لكريستوفر ريكس وجيم ماكيو، وهو سفر ضخم صدر بمجلدين عام 2015 في أكثر من 2000 صفحة، وفيه لم يبق المحرران ريكس وماكيو سطرا من القصيدة، إلا وأحالاه إلى مصادره الأسطورية والدينية، والشعرية والنثرية، في كل التراث الإنساني وليس الغربي فقط".