رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لقاح كورونا والأطفال.. خطوة على طريق «مناعة القطيع»

لقاح كورونا والأطفال
لقاح كورونا والأطفال

الأطفال وكورونا أطراف معادلة كانت لصالح الطرف الأول في البداية بعد أن أثبتت الدراسة والتجربة أن الأطفال والمراهقون أقلّ عرضة لالتقاط عدوى الفيروس بمقدار النصف مقارنة بالراشدين، بحسب دراسة شملت أكبر مراجعة للأدلّة العلميّة المجموعة حول العالم عن الفيروس.

ومن هنا قررت بعض الدول إعادة فتح المدارس والجامعات، لتأكدها أن خطورة الفيروس على الصغار أقل وفرص تفشيه بينهم نادرة، لذا كان التواجد وسط التجمعات العائلية التي تضم كبار السن أخطر من الفصول الدراسية، واتساقًا مع ما سبق فإن احتمالات وفاتهم نتيجة الإصابة بالفيروس قليلة جدًا.

خطوة لتحقيق مناعة القطيع

لكن هذا لا يمنع أحقيتهم في الحصول على لقاح مضاد لكورونا، فبدأت المراكز البحثية إجراء تجارب سريرية على استخدام اللقاح للأطفال أسوة بصغار السن، ومن هنا يوضح الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء والأوبئة أن اللقاح الوحيد الذي أثبت فعالية وآمان بنسبة كبيرة لصغار السن بنسبة تصل لـ 93% كان لقاح "فايزر- بيوتنك"، ونظرًا لأن العقار أمريكي ألماني تم السماح باستخدام لقاح فايزر في الولايات المتحدة للبالغين من سن 16 عامًا، وهذا يعني أن بعض طلاب المدارس الثانوية يمكنهم الانضمام إلى هذه اللقاحات، كلما أصبحوا مؤهلين للحصول عليها، إما بسبب حالة طبية أو بمجرد توافرها.

وأكمل أن المقصود هنا بالحالة الطبية هي إصابة الطفل بأي مرض مناعي أو عضوي مزمن كالسكر، أو تلقيه جرعات كيماوي من شأنها إصاف جهاز المناعي وتزيد من فرص إصابة الجسم بالكورونا المستجد أو مضعافاته، وأكمل أن الأسابيع الأخيرة، شهد تجارب على استخدامه على البالغين من سن الـ 12 من قبل جامعة أكسفورد، والتي تستهدف البدء في تجارب سريرية لتطوير اللقاح وتجريحه على 300 متطوع تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عامًا، منهم 240 يتلقون لقاح كوفيد-19 والباقي لقاحا مضادا لالتهاب السحايا لقياس مدى تعرضهم لأعراض جانبية إذا تلقوات لقاحات الكوفيد في ظل وجود أجسام مناعية ثانية داخل الجسم.
أساتذة طب الطفل: يمكن حاليًا الاكتفاء بلقاح الأنفلونزا الموسمية.

وحول مدى أولوية الأطفال للحصول على اللقاح، تذكر عزة مصطفى أستاذ طب الاطفال في جامعة الإسكندرية‏، أن إعطاءه لمن هم دون الثامنة عشر خطوة يمكن تأجيلها لمرحلة ما بعد أصحاب الأمراض المزمنة والكبار وحينها يُنظر للطفل لتحقيق المناعة الجمعية، لكنها توصي بإعطاء لقاح الأنفلونزا سواء في فترة الوباء أو غيرها، لجميع الأطفال بعمر 6 أشهر فأكثر، وتتوفر هذه اللقاحات أكتوبر كل عام، إما على شكل حُقَن أو رذاذ أنفي.

وتكمل أن فائدته تعظمت هذه الفترة خاصة أن الإنفلونزا عدوى تنفسية يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة، خاصة في الأطفال الصغار، لذ فاللقاح الذ توفر هذا العام بكميات كبيرة، أفضل وسيلة لمنع الإنفلونزا ومضاعفاتها، وحتى عندما لا يتمكن اللقاح من منع الإنفلونزا بالكامل، فإنه قد يقلص خطر الاصابة بمرض شديد يستدعى الإدخال للمستشفى في حال العدوى.

إعادة العملية التعليمية بأمان

أما الدكتور أشرف العقبة رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس، أن تلقيح الأطفال بعض الفئات ضروري في هذه المرحلة وهم الخاضعين للكورتيزون لاصابتهم بأمراض الروماتويد أو الزئبة وما يهدم المناعة بشكل عام، إضافة لمرضى السرطان والأورام، لكن قبل الاقدام على هذه الخطوة يجب التحقق من إثبات السلامة والاستجابة المناعية للقاح لدى الأطفال والشباب، وهي عملية تخضع لتجارب كثيرة وطويلة زمنية تضاهي ما خاضته الشركات والمراكز البحثية للتوصل للقاح آمن.

وأن فكرة سماح المنظمون لتوزبع اللقاح في 50 دولة باستخدام لقاح أكسفورد على نطاق واسع، والذي يتم إنتاجه وتوزيعه بواسطة أسترازينيكا، لاستخدامه لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، يأتي في إطار إطار سعيهم لضمان سلامة المدارس ومكافحة انتشار الفيروس بين السكان، لأن توقف الدراسة لفترات طويلة سُيكلف العالم فاتورة باهظة حاليًا ومستقبلًا.