رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طفلة بلا أب.. مأساة «مكة»: والدها يُنكر نسبها (فيديو)

مكة
مكة

لم تقترف الصغيرة أي ذنب.. هي في الأساس لا تعرف ماذا تعني الكلمة، فالحروف تبدو أمامها أشكالًا تتناسب مع شهور عمرها القليلة منذ أتت الحياة.. وجوه الناس كمجسمات عابرة لا تألفها ولا تعرف منها سوى وجه أمها الصغيرة مثلها التي لم تتخطى السابعة عشر من عمرها.. حتى صورة الأب، ستُصبح شيئًا عابرًا لا يُحرك مشاعر الأبوة لديها ـ إن مرّ أمام ناظريها.

«مكة» التي تقطن رفقة والدتها بمنطقة المعتمدية في مركز كرداسة بمحافظة الجيزة، جاءت للدنيا بعد زواج جمع والدتها وهي لم تتجاوز سن الطفولة، عن 16 عامًا، بأحد الأشخاص، دون أن تعرف عنه الكثير.. «أقاربه يقطنون هُنا.. شاهدني، وطلب الزواج مني، وتم ذلك».. تقول الأم ياسمين غريب، الطفلة التي صارت تحمل طفلة مثلها.

بدت الحياة طبيعية في أيامها الأولى، غير أن ويلات جبروت الزوج الذي يكبرها بثماني سنوات، جعلت من عش الزوجية سجنًا صغيرًا يضيق بها ـ وفقما تقول ـ فما بين الحبس والاعتداءات والشتائم، كان جنينًا يكبُر في أحشاء «ياسمين»، وبدأت بطنها تُعلن عن الضيف الجديد لهذا العالم، حتى باتت على مقربة من وضعه.. عرِفوا أنها طفلة.. لم تتبق سوى أيام على مجيئها، لكن الأب لم يتوقف عن الاعتداء على أمها، لتنال هي أيضًا نصيبًا من اللكمات وهي في رحِم الأم جراء الضربات في بطن الزوجة.

لم تعُد «ياسمين» تطيق هذه الحياة.. تُفكِر دومًا في نهاية لهذا البؤس الذي تعيش ويلاته، حتى كَتَبَ الزوج آخر مشاهده، بعد ضربها وسط الشارع، ففرت إلى منزل أسرتها ـ هكذا تقول.

ظلّت إلى أن وضعت جنينها.. إنها طفلة.. أطلقوا عليها اسم «مكة»، تحمِل اسمًا جميلًا لبيت الله في أرضه، لكن ما صار فيها يُخالف شرع الخالق.. تخلى عنها الأب.. قال إنه يُنكر نسبها، بل إنه لم يتزوج من أمها بالأساس.

صورة تجمع الأب والأم، تُكذب بها «ياسمين» ادعاءات زوجها.. كان يرتدي بذلة أنيقة، وتجلس إلى جواره بفُستان الزفاف، على مقاعد بيضاء تبدو وكأنها قاعة زفاف.

تبحث الأم عن منفذ يُخرجها من النفق المُظلم، لتتمكن من أن تحصل على حق ابنتها في اسم أبيها، وأن ترفع رأسها بعد قذفها في عرِضها من رجل وضع بذرته في أحشاءها، ثم أنكرها.. تحيا ياسمين على هذا الأمل.