رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أعداء الوطن.. كيف نالت الشائعات لقاح كورونا المجاني للمصريين؟

لقاح كورونا
لقاح كورونا

في الوقت الذي انتصرت فيه القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزارة الصحة والسكان للمصريين، عندما استطاعت توفير ملايين الجرعات من اللقاحات المؤمنة ضد فيروس كورونا المستجد، وتحديد آليات التوزيع بحيث تشمل الأطقم الطبية وهم حائط السد والصف الأول في المواجهة، وأصحاب الأمراض المزمنة، وفئات كبار السن.

كانت هناك أيادي خفية تسعى لزعزعة هذا النجاح المكلل والذي سارعت فيه الدولة لإنقاذ المصريين دون تمييز أو تحيز، حيث انطلقت الشائعات المغرضة والتي تنشر أخبارا كاذبة مفادها أن توزيع لقاحات فيروس كورونا بأنواعها المختلفة سيكون وفقًا للشرائح الاجتماعية للمواطنين، بحيث تثير الذعر وتحاول أن تجعل المصريين يغضبون تجاه وزارة الصحة، وهو لم يفلح فيه أصحاب هذه الأجندات والمعروف نواياهم الخفية تجاه مصر وأبناءها.

وفي تقرير أعده المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تم نفي هذه الأخبار المتداولة، وأكد أن الدولة تسعى لتوفير اللقاح لجميع المواطنين دون تفرقة، وأن عملية توزيع اللقاح لا تتم على أي أسس طبقية أو اجتماعية، وإنما سيتم منح الأولوية للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، مثل الأطقم الطبية، وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، مع تحمل صندوق "تحيا مصر" تكلفة اللقاح عن الأشخاص غير القادرين والفئات المستحقة ذات الأولوية المتقدمة، وذلك تحقيقًا للعدالة الاجتماعية.

الضرر بنسبة 6 في المليون يعد نجاح
قال الدكتور سامح سمير، طبيب أخصائي بمستشفى حميات أسوان، إن هناك الكثير من الشائعات التي تصدر عن هذه اللقاحات وأن الكثيرين توفوا بعد التطعيم بها دون تحديد أسباب هذه الوفاة أو الأعراض التي أدت لها، موضحًا أن هذه اللقاحات حصلت على نسب عالمية معترف بها، فعلى سبيل المثال إذا كان هناك نسبة ضرر 6 في المليون فقط وليس 6% فهذا يعتبر لقاح ناجح، فمن الطبيعي أن يكون هناك مرضى لديهم حساسية من تركيبة معينة ولكن عددهم قليل عن النسبة الأكبر التي ثبت نجاح اللقاح معها.

وأوضح سمير، لـ"الدستور"، أن سرعة ظهور هذه اللقاحات يؤكد استجابة العالم السريعة والفورية لمحاولة السيطرة على هذا الفيروس، ومن أجل وجود لقاح آمن لابد أن يكون هناك تجارب عليه لمدة 3 أو 4 أعوام على الأقل، ولكن لأن الحاجة ملحة للعالم كله فكان لا بدّ من السرعة في إصدار هذا اللقاح ومن المتوقع أن يخرج لقاحات أكثر أمانا حتى نتبين حقيقة هذا الفيروس.

الأطقم الطبية الأولى بالحصول على اللقاح كبداية
قال الدكتور حاتم البدوي، سكرتير عام شعبة أصحاب الصيدليات، إن توفير لقاح لعلاج وباء سيجعل الدولة بأكملها مستنفرة، خاصة وأن الدواء سلعة استراتيجية، وسيكون هناك ضوابط معينة لصرفه تتولى وزارة الصحة توزيعه على منافذها ومستشفياتها، فستكون هناك أولويات لتوزيع عدد هذه الكمية من اللقاحات.

وأوضح البدوي، لـ"الدستور"، أن الأطقم الطبية من طبيب وممرض ومسعف وصيدلي من الطبيعي أن تكون الأولى في الحصول على اللقاح، ولابد من عدم إغفال الصيدلي الحر من أصحاب الصيدليات العامة، فإنه أحد أهم أفراد الأطقم الطبية المعرض للعدوى والخطر، لأنهم في الصفوف الأولى المواجهة لفيروس كورونا، خاصة مع ارتفاع عدد شهداء الأطقم الطبية والذين زادوا في الموجة الثانية بشكل كبير.

وتابع أن الفئات التي يجب أن يتم التركيز عليها تاليا هم أصحاب الأمراض المزمنة من مرضى السكر والقلب وغيرهم، ثم يأتي عامل السن ليشكل فئة مهمة للاختيار من كبار السنة ولا يعانون من أمراض.

تصنيع اللقاح المصري سيكون أفضل لسهولة التوزيع
واتفق معه الدكتور محي حافظ، عضو غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، أنه من الطبيعي أن يكون توزيع اللقاح بداية من الأطباء المعالجين والمخالطين للمرضى المصابين بفيروس كورونا، أي الفريق الطبي المحتك احتكاك مباشر بالمصابين لتأمينه، من أطباء وتمريض وصيادلة، أما الفئة الثانية ستكون فئة كبار السن لأنهم الأكثر عرضة للإصابة وهو ما شاهدنه في العالم كله، وكذلك كانت نسبة الوفيات الأكبر بينهم.

وأوضح حافظ، لـ"الدستور"، أن الفئة الثالثة هم مرضى الجهاز التنفسي وذلك لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس، وكذلك أصحاب الأمراض المناعية ستسبب لهم الإصابة المباشرة بالفيروس، وما يزيد على ذلك يوزع بشكل أو بأخر على فئات الشعب.

ولفت إلى أن الدولة يجب أن تهتم بإنتاج اللقاح المصري فهو الأفضل والحل الأمثل في الوقت الحالي ولابد من الاهتمام به فلا يوجد أفضل من اللقاح المحلي الذي تم فيه فصل السلالة المحلية بالنوع الجيني المحلي فهو الأكثر فعالية والأكثر طمأنة في التطعيم به.

وكانت قد أطلقت وزارة الصحة موقع إلكتروني لتسجيل طلبات الراغبين في الحصول على اللقاح، على أن يتلقى المتقدمون في المرحلة الأولى رسالة نصية لإخطارهم بمواعيد وأماكن التوجه لتلقي اللقاح، وسيتم ربط الموقع بمراكز توفير اللقاح بمختلف المحافظات.

ويتوفر بها عدة مسارات منها: منطقة إرشادية لتوعية الفئات المستهدفة بالتطعيم كأولوية، ومنطقة إدارية لمراجعة البيانات وتسجيلها على المنظومة الخاصة بالتسجيل للقاحات، وغرفة موافقة مستنيرة يتم بها إطلاع الأشخاص على جميع الشروط، وغرفة للتطعيم، ومكان مخصص لحفظ اللقاح.