رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل الأشعة والتحاليل تُغنى عن المسحة لاكتشاف الإصابة بكورونا؟

جريدة الدستور


بينما يركز كثيرون على تحليل الأجسام المضادة للفيروسات الـ«PCR» باعتباره الوسيلة الموثوقة لاكتشاف الإصابة بفيروس «كورونا المستجد» من عدمها، فإن ارتفاع تكلفة إجراء هذا التحليل كان حافزًا لتشجيع الأطباء فى التفكير فى طرق أخرى لاكتشاف الإصابة بكورونا مثل الأشعة المقطعية على الصدر وتحليل الدم.
«الدستور» تطرح على الخبراء عدة أسئلة بشأن بدائل تحليل الـ«PCR» المتوافرة والأقل ثمنًا ومدى موثوقيتها فى اكتشاف الإصابة بـ«كورونا».


محمد علام: أشعة الصدر لا تظهر الحالة خاصة فى الأيام الأولى لالتقاط العدوى

قال الدكتور محمد علام، نائب مدير مستشفى النجيلة للعزل سابقًا، إنه رغم مضى عام تقريبًا على تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا، فإن الجدل حول حسم تشخيص الحالات المصابة لا يزال مستمرًا، بسبب تشابه الأعراض المرضية مع أعراض الالتهاب الرئوى أو الربو أو الإنفلونزا الموسمية، لأن الفيروس يهاجم الجهاز التنفسى بشكل أساسى. وأضاف: «ومع الموجة الثانية لانتشار كورونا تشابه التشخيص على الأطباء فى حالات كثيرة، فأحيانًا توصف الحالة على أنها مصابة بكورونا أو إيجابى كورونا عند الاكتفاء بعمل أشعة مقطعية وصورة دم كاملة (CBC) أو حتى مسحة، ويثبت بعد ذلك خطأ التشخيص».
وواصل: «أشعة الصدر تستخدم فى العديد من الحالات وليس الفيروس وحده، ويمكن لمريض كورونا أن يكون مصابًا بالفعل ولكن يتبين من الأشعة أن صحته جيدة، وأنه لا يعانى من أى أعراض غريبة، خاصة فى الأيام الأولى للإصابة وهى فترة لا تظهر فيها تأثيرات كبيرة على حالة الجهاز التنفسى والفيصل الوحيد للتأكد من إصابة الشخص بكورونا بنسبة ٧٠٪ إجراء مسحة الـ(PCR)».
وتابع: «التعرض للأشعة المقطعية بسبب أو من دون قد يشكل خطورة على صحة الإنسان، لكنها لا تصل للإصابة بالسرطان، كما يعد إهدارًا لأشرطة وأفلام رسم الأشعة التى تكلف الدولة والمواطن مبالغ طائلة تزيد من أعبائه المالية فى حال طلب الطبيب من المريض إجراء مسحة للتأكد من حالته الصحية إذا أظهرت الأشعة سلامة جسده رغم ظهور أعراض مرضية عليه». وأوضح أن بعض الأطباء حاليًا يعتمدون على نتائج الأشعة المقطعية على الصدر بجانب الأعراض الشائعة للإصابة بكورونا لتشخيص الإصابة بالفيروس من عدمها، وهناك بعض الحالات يتم حجزها تحت المتابعة الصحية إذا أظهرت نتائج الأشعة وجود مشكلات فى الجهاز التنفسى، مع وجود أعراض مرضية للإصابة بكورونا. ونصح الأشخاص، الذين تظهر عليهم أعراض، بإجراء مسحة كورونا، مطالبًا بضرورة توفيرها مجانًا، لافتًا إلى أن كورونا يتسبب إما فى التهاب بالجهاز التنفسى العلوى، مع أعراض مرضية خفيفة، أو التهاب رئوى، قد يؤدى لمضاعفات خطيرة مثل الفشل التنفسى، نتيجة تحول العدوى البكتيرية، أو حدوث جلطات فى الأوعية الدموية بسبب دفع الجسم بقوة أجسامًا مضادة، لذلك يتم إعطاء مرضى كورونا أدوية سيولة لمنع حدوث تجلطات.

طارق معوض: تحاليل الدم أكثر أمانًا ودقتها تصل إلى 90%

ذكر الدكتور طارق معوض، إخصائى تحاليل بمستشفى قصر العينى، أن هناك تصورًا شائعًا بأن المسحة الطبية هى الوسيلة الوحيدة لمعرفة مدى إصابة الشخص بفيروس كورونا، مشيرًا إلى وجود وسائل أخرى تساعد الطبيب والمريض على تحديد ذلك، وهى متوافرة بشكل أكبر من المسحة الطبية.
وأشار «معوض» إلى أنه فى كل الأحوال لا يوجد شىء مؤكد بنسبة ١٠٠٪ يخص فيروس كورونا، بسبب تحوره وتطوره طوال الوقت وظهور سلالات جديدة كل فترة، موضحًا أن هناك بعض المرضى مصابون بالفيروس، ولا تثبت المسحات ذلك والعكس صحيح.
ولفت إلى أن من الوسائل الأخرى للكشف عن مدى إصابة الشخص بفيروس كورونا هى تحاليل الدم، التى توضح مدى وعدد الأجسام المضادة للفيروس داخل الجسم، وهى التى شكلها الجهاز المناعى لمحاربة الفيروس.
وقال: «تحليل الدم يعتبر من الفحوصات الدقيقة للغاية، وتصل نسبة دقته إلى ٩٠٪، لأنه يظهر معدلات كريات الدم البيضاء والغدد اللمفاوية، وإذا أظهرت أن هناك نقصًا فى إحداهما، فيعتبر ذلك مؤشرًا على وجود فيروس ما».
وأضاف: «بعض الدول لا تُجرى مسحة طبية إلا إذا تم إجراء تحاليل للدم وأشعة مقطعية على الصدر، وإذا أثبتتا وجود إصابة بنسبة ٨٠٪ يتم إجراء المسحة للجزم بذلك، ويمكن الاكتفاء بهما للخضوع لبروتوكول العلاج الخاص بفيروس كورونا».
وواصل: «تحاليل الدم متوافرة فى أى مكان على عكس المسحة الطبية، كما أنها تعتبر أكثر أمانًا، لأن الشخص قد لا يكون مصابًا وإذا تعرض للمسحة فقد تنتقل له العدوى من الطبيب الذى يتعامل مع عدد كبير من المصابين».

أمجد الحديدى: الأشعة المقطعية تصور الفيروس فى الرئة

أكد الدكتور أمجد الحديدى، استشارى البكتيريا والأمراض المعدية والمناعة، أن الأشعة الصدرية أو المقطعية هى المرحلة الأولى التى لا بد أن يلجأ إليها المريض بفيروس كورونا، وليست المسحة الطبية، كما هو شائع بين العامة.
وقال «الحديدى» إن ظهور الأعراض يعنى احتمال إصابة المريض، وبمجرد إجراء الأشعة المقطعية على الصدر يشير إلى إصابته بفيروس كورونا أم لا، وبالتالى يصبح مشتبهًا فى إصابته، وللتأكد لا بد من إجراء المسحة، فهى آخر خطوة يتم اللجوء لها للجزم إذا كانت هناك إصابة أم لا.
وأشار إلى أن المريض لا يحتاج إلى إجراء مسحة بعد التماثل للشفاء، فهى لها قيمة فى تأكيد المرض فقط، وليست لمتابعة حالة شفاء المريض، مبينًا أن الأشعة المقطعية على الصدر تثبت أكثر من المسحة مدى تماثل المريض للشفاء، فهناك أشخاص أجروا المسحة الطبية وأثبتت سلبيتهم واستمرت الأعراض رغم ذلك.
وذكر أنه بعد ١٠ أيام من الإصابة يجب أن ينتبه المريض لنفسه، فإذا اختفت الأعراض خلال آخر ثلاثة أيام يصبح متعافيًا دون أن يكون فى حاجة لإجراء المسحة، موضحًا أن تكرار مصطلح المسحة الطبية جعل الجميع يفكر فى أنها الوسيلة الوحيدة فقط للاشتباه فى فيروس «كورونا المستجد»، مبينًا أن النتائج لا تكون دقيقة بنسبة ١٠٠٪ فى كثير من الأحيان، على عكس الأشعة المقطعية التى تصور الفيروس فى الرئة وتبين مدى انتشاره.

سمير عنتر: المسحة الأفضل.. واعتماد تحاليل «CRP وCBC» للتشخيص خاطئ

شدد الدكتور سمير عنتر، مدير مستشفى حميات إمبابة السابق، إن اعتماد تحاليل كالـ«CRP وCBC» لتشخيص حالات الإصابة أمر خاطئ، لأن علامات تكسير كريات الدم البيضاء لا تدل بالضرورة على الإصابة بالفيروس.
وذكر «عنتر» أن الأشعة المقطعية كذلك ليست دليلًا على الإصابة من عدمها، لأن الكثير من حالات كورونا لا تظهر الأشعات والفحوصات حدوث تأثير على الرئة، لأنها تكون فى المرحلة الأولى من الأعراض ولم يتمكن الفيروس من الجسد بشكل كامل.
وأضاف أن هناك أعراضًا لكورونا تتشابه بشكل كبير مع أعراض الإنفلونزا، خاصة إذا كان المريض لا يعانى من أى أمراض مزمنة، ويظل فى مرحلة الأعراض الطفيفة التى لا تؤثر على بنيان الجسد، فلا تُظهر الأشعة أى نتيجة، لذا يجب إجراء المسحة لمعرفة نوع الإصابة، موضحًا أن هناك مسحة خاصة للإنفلونزا، لكنها أكبر تكلفة من مسحة كورونا، ناصحًا المرضى بإجراء مسحة الـPCR توفيرًا للنفقات والتى تظهر مدى الإصابة بـ«كوفيد- ١٩».
وأكمل أن حالة الجدل حول التشخيص ستزداد بعد التلقيح بمصل كورونا، خاصة لدى الأشخاص الذين يجرون الفحوصات لغرض السفر للخارج، حيث ستكون أجسادهم ملقحة بأجسام ميتة بكورونا، وستظهر مسحاتهم إيجابية للفيروس رغم سلامتهم، لذا لا يجب إجراء أى تحاليل أو فحوصات بشكل عشوائى لعدة أسباب أهمها وضع المُختبر تحت ضغط نفسى لفترة طويلة، إضافة لتحمله نفقات مادية تقع على كاهله، كما أن الدولة تتحمل جزءًا كبيرًا منها.