رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف غيّر أحمد زكى التصورات الذهنية عن البطل السينمائى؟

 أحمد زكى
أحمد زكى

هو يحيى أبو دبورة الذي قابل ذاته الحقيقية في أرض الخوف٬ وهو رأفت رستم وزير الصدفة الذي جاء بمجرد تشابه أسماء٬ وهو "زين" رافع شعار أنا مش عاشق ظلمة ولا زعلت الضي٬ وهو العندليب٬ وناصر 56 هو الرجل المهم٬ والصعولك٬ والهارب إلى قدره٬ هو إمبراطور المخدرات وعالم الليل٬ وهو بعينه الباشا الذي طارد مروجي المخدرات والسموم والرقيق الأبيض، إنه الفنان الكبير أحمد زكي والذي يحتفل محرك البحث العالمي "جوجل" بذكرى ميلاده الــ 71.

غيّر "زكي" التصورات الذهنية عن البطل السينمائي، فقد كانت مقاييس الوسامة لنجوم السينما المصرية٬ حتى منتصف السبعينيات٬ تتمثل في نموذج فنانين منهم "نور الشريف٬ ومحمود ياسين٬ ومحمود عبد العزيز"، إذ كانت السمة المشتركة بينهم البشرة الفاتحة أو الطول المتناهي أو العيون الملونة، إلى أن ظهر الفتى الأسمر "منتصر" الشهير بــ"أحمد زكي"٬ ليقلب تلك المعادلة لصالحه، بل وليرد على صفعات متعددة نالت منه بسبب "مقاييس الوسامة"، ومنها ما حدث عندما رفض المنتج رمسيس نجيب إسناد دور بطولة فيلم "الكرنك" لـ"زكي"، مفضلا عليه نور الشريف، وبحسب رواية ممدوح الليثي، تساءل "نجيب" بسخرية: "سعاد حسني تحب الولد الأسمر ده؟".

برغم أنه ابن مدينة الزقازيق بالدلتا٬ إلا أنك لن تقتنع بهذا أبدا٬ ستظل دوما ترى أن "منتصر" الشهير بــ أحمد زكي٬ هو ابن الحاجر٬ تلك القرية القابعة بحضن الجبل٬ وتستعصي على الحكومة، منتصر في بحثه لمكان له تحت الشمس٬ لم يختر أن يدهس غيره٬ لكنها الحياة والأقدار المرسومة مسبقا، يمكنك أن تختبر صحة هذا بأن تجمد مشهد منتصر٬ وهو يلوذ بأرجوحته المعلقة بين جميزتين٬ على وقع تلك العدودة الصعيدية الشجية٬ ولك أن تستعيد الحوار الذي دار بين منتصر ورفيق طفولته "سالم" وتأكيد الأخير على أنه كان متأكد من وجود منتصر في هذا المكان٬ الذي لم يكن يريد في حياته سوى أن يظل مرتكنا إليه٬ يستأنس به٬ إلا أن أقداره المسبقة كان لها رأيا آخر.