رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالمي للتصوف يبحث دور المكون الروحي والأخلاقي في تدبير الأزمة التعليمية

الجلسة العلمية العاشرة
الجلسة العلمية العاشرة

تواصلت فعاليات النسخة الـ 15 للملتقى العالمي للتصوف، المنظم من طرف مؤسسة الملتقى والطريقة القادرية البودشيشية ومشيختها بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، من خلال تنظيم الجلسة العلمية العاشرة، التي بثت عبر المنصات الافتراضية لمؤسسة الملتقى، وناقشت محور "المكون الروحي الأخلاقي ودوره في تدبير الأزمة التعليمية"، وترأس أشغالها الدكتور عبد الله معصر، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد بن عبد الله بفاس.

المداخلة الأولى قدمها الدكتور عبد القادر لكيحل أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، تناول من خلالها موضوع "النموذج التربوي وأزمة القيم"، حيث ناقش النموذج التربوي، وبين مفهوم القيم كخزان وممد للمجتمعات الإنسانية، وأكد أن هذه الأزمة الحالية فرصة لمراجعة الذات أخلاقيا وتربويا، ولإعادة صياغة الأهداف والأولويات، كما تناول صلة هذا المفهوم بمختلف العلوم والمعارف وامتداداته في الزمان والمكان من خلال التعاريف والعصور، وتطرق الى العلاقة بين التربية والأخلاق في أبعادها الوظيفية، ليخلص الى أنه في التربية تكمن قيمة الإنسان.

أما المداخلة الثانية فكانت للشيخ الدكتور جميل حليم الحسني، رئيس جمعية المشايخ الصوفية في لبنان، والذي وسم موضوعه بـ"الأزمة التعليمية في المكون الأخلاقي والروحي في التصوف"، مبينا أن التصوف الحقيقي مبني على الفقه والعلم والعمل مستدلا بقول الإمام الرفاعي: "طريقنا علم وعمل"، كما أبرز دور النماذج الحية في نشر القيم الأخلاقية والروحية، مذكرا بالقيم القرآنية والحديثية التي يستند إليها علماء التصوف في تربيتهم وسلوكهم.

المداخلة الثالثة كانت للدكتورة ماجدولين النهيبي أستاذة التعليم العالي بكلية علوم التربية - جامعة محمد الخامس بالرباط، حول موضوع "أزمة القيم في التعليم المغربي ودور البعد الروحي في تكوين شخصية التلميذ والطالب"، حيث تناولت بالتحليل الأزمة الأخلاقية للمنظومة التعليمية، وبينت مدى حاجتها لمكون التصوف باعتباره متمما للأخلاق قولا وفعلا، علما وعملا، وأوضحت الدور الذي يلعبه البعد الروحي في ترسيخ القيم الإنسانية النبيلة في شخصية التلميذ والطالب، وفي تنمية روح الإنتماء للوطن، مستدلة بنصوص شرعية وشواهد التاريخ والتراث الإسلامي.

فيما كانت المداخلة الرابعة للدكتور فاضل نعمان أستاذ اللغة العربية والتصوف بجامعة ماجد مختار بعنابة-الجزائر، عن موضوع: "دور الخطاب الصوفي في الإرتقاء بالحوار الإنساني وتحقيق التعايش"، بين من خلالها أدوار الخطاب الصوفي باعتباره أساسا متينا في الارتقاء بالحوار الإنساني وتحقيق قيم التعايش، ودعّم قوله بشواهد من التاريخ القريب والبعيد، وأشاد بنموذج الطريقة القادرية البودشيشية وجهودها المبذولة في سبيل تجسير أواصر التعايش ونشر قيم الأخوة والسلام.

وتناول الدكتور عبد الوهاب الفيلالي، أستاذ بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، في المداخلة الخامسة التي عنونها بـ"إسهام التصوف في انفتاح أفق الإبداع"، أهمية البعد الإبداعي عند الصوفية من خلال تقديمه لنماذج نصية وشواهد دالة على قيمة عملهم الإبداعي، مشيرا إلى العمل الجاد الذي قدمه رجال التصوف في فتح آفاق المبدعين على مستوى المبنى والمعنى.

أما ممثل الطريقة القادرية في ساحل العاج، أحمد بدر الدين وتارا، فقد تناول في المداخلة السادسة موضوع "التصوف والتعايش مع الآخر"، حيث فكك مفهوم التعايش داخل التصوف، وبين دور التصور في بث قيم التعايش، خصوصا تلك التي تتعلق باحترام رأي الأخر وتقبل الاختلاف.

وتحدثت في المداخلة السابعة والأخيرة، الدكتورة فاطمة الشيخ، باحثة بجامعة UNISA بجنوب إفريقيا، عن موضوع "التربية الروحية وإعداد أطفال ومواجهة الأزمات"، قامت في البداية بتحليل تركيبة الطفل وبعده النفسي ومراحل نموه والتقسيمات المكثفة والغنية التي أحدثتها الثورة الإعلامية وما صحبها من تغييرات تكنولوجية، وأبرزت أهمية البعد الروحي في تحقيق التوازن لدى الطفل وسلامته من الأزمات المتنوعة، وفي تربية الأطفال على القيم المثلى مثل التراحم والتعاون والإيثار، وتحققهم بمهارات الحمد والشكر والتأقلم مع الأوضاع المتغيرة دون تأزم أو تأثر سلبي.