رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انطلاق مبادرة «علاج السمنة والتقزم والأنيميا» لتلاميذ الابتدائية

مبادرة علاج السمنة
مبادرة علاج السمنة

انطلقت فعاليات مبادرة 100 مليون صحة للكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم لتلاميذ المرحلة الابتدائية بجميع محافظات مصر بين الأطفال من سن 6 إلى 12 عاما فى المرحلة الابتدائية، حيث أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، استكمال العمل بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، للكشف المبكر عن أمراض "الأنيميا والسمنة والتقزم" لطلاب المرحلة الابتدائية، بجميع محافظات الجمهورية تزامنًا مع بداية العام الدراسي الجديد وذلك لخدمة طلبة وتلاميذ المدارس في رعاية صحتهم بصورة أفضل مع عودة العملية التعليمية.

من جانبها قررت وزارة الصحة تشكيل 4249 من الفرق تشمل أطباء وتمريض وأخصائيي معمل ومدخلى بيانات للعمل بالمبادرة، يتم تنفيذ المبادرة المبادرة على 3 مراحل بجميع محافظات الجمهورية منذ انطلاقها يوم 16 فبراير من العام الماضي، تم حتى الآن فحص 5 ملايين و204 آلاف و446 طالبًا بنسبة تغطية 100%، كما تم فحص 3 ملايين و451 ألفًا و575 طالبًا بمحافظات المرحلة الثانية منذ انطلاق المبادرة، كما تم فحص 2 مليون و54 ألفًا و504 طلاب من أصل مليونين و449 ألفًا و542 طالبًا كانوا مستهدفين بالفحص بمحافظات المرحلة الثالثة.

كافة الطلاب الذين تم اكتشاف إصابتهم بأي من الأمراض التي تضمنتها المبادرة تلقوا العلاج اللازم بالمجان من خلال 225 "عيادة تأمين صحى" منتشرة بجميع محافظات الجمهورية، والكشف على التلاميذ يتم بموجب موافقة مسبقة من ولى الأمر ويمنح كل طالب «كارت متابعة» مدونا به كل البيانات الخاصة به

- خبراء: التغذية السليمة لا تحتاج لميزانية ضخمة

من جانبها قالت دكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري البكتريا والمناعة والتغذية رئيس قسم البكتريا مستشفى جامعة القاهرة، إن مرض السمنة هو أحد الأمراض الأكثر انتشارًا في مصر، وذلك بسبب الطريقة الخاطئة التي يستعملها كثير من المواطنين عند الطعام، وعدم إدراكهم لحجم السموم الداخلة في جسدهم، كما أنهم يتساهلون في أكل أي طعام أيًا كان طعمه ونوعه وهذا يؤثر بشكل سلبي عليهم، قائلة "لما بتيجي تقول لحد كُل صح وأكل ولادك صح بيستهين بالموضوع مشددة على ضرورة احتواء وجبات طعام أولادنا على جميع العناصر الغذائية من خضر وفاكهة وبروتين".

أضافت نهلة في كلماتها مع "الدستور" أن البعض يعتقد أن مرض "الأنيميا" ينتشر بين النحفاء فقط، إلا أنه متواجد بين مرضى السمنة وذلك لعدم تنوعهم في تناول الأغذية، وبحثهم الدائم عن الدهون في الطعام (السمنة، الزيت)، مؤكدة: النحافة أيضًا مرض ولا بد من محاربته بشكل سريع عن طريق تنظيم وجبات الطعام والمتابعة المستمرة من قبل أطباء متخصصين.

وأضافت أن وجود ديدان عند الأطفال بسبب عدم غسل اليدين وعدم والتهوية الجيدة للمفروشات، كذلك عدم الاكتراث بتشجيع الأطفال على تناول العيش البلدي بدلًا من (الفينو) مؤكدة أن الغذاء الصحي لا يحتاج لميزانية كبيرة.

وتابعت أن المبادرة ستساهم في الحد من انتشار تلك الأمراض عن طريق إرشادات طبية، ومن الممكن أن تقضي عليها إذا ما اقترنت بحملات إعلانية ضخمة على شاشات التلفاز.

كما تواصلت "الدستور" مع دكتور أبو المجد فرغلي دكتور الصحة العامة وطب المجتمع بجامعة القاهرة.

أكد "أبوالمجد"على أهمية المبادرة للكشف عن أمراض سوء التغذية استكاملًا لمبادرة 100 مليون صحة التي كشفت عن نقص في فيتامينات كثيرة للطلاب بشكل خاص مما أدى إلى أهمية الكشف عن أمراض سوء التغذية مثل التقزم، السمنة، نقص فيتامين د، والأمراض المتعلقة بالغدد الدرقية.

وتابع"أبوالمجد": أمراض الأنيميا وسوء التغذية تعرف عن طريق فحص صورة دم شاملة بحيث تظهر نسبة الهيموجلوبين في الدم النسبة الطبيعية تكون 11 لكل ملي متر والأنيميا المتوسطة تكون من 9 لكل ملي متر والأنيميا شديدة الخطوره تكون أقل من 7 وقد يحتاج المريض لنقل دم أو ماشابه.

واصل "فرغلي": "تأثير هذه الأمراض على الطلاب يتمثل في تشتت الانتباه والتركيز، أمراض سوء التغذية أحيانًا تؤثر على نسبة الأوكسجين في الجسم مما يؤثر على القدرات الذهنية للأطفال، ونقص فيتامين د الذي يتسبب في أمراض جسدية مثل الكساح، وتقوس في الساقين، والسمنة أيضًا سوء تغذية يؤثر على القدرات البدنية للطلاب، وأمراض السمنة والتقزم لها جانب آخر يؤثر على صحة الطلاب النفسية حيث يواجهون التنمر في بعض الأحيان.

وتابع "أبوالمجد": تلك المبادرة الرائعة تؤكد على أهمية الطلاب وصحتهم وأهمية وعي الطلاب بحالتهم الصحية ووعي الآباء له دور بنسبة 50% للمساهمة في العلاج، حيث أن أغلب أمراض سوء التغذية يستهان بها في مصر وتلك المبادرة تلقي الضوء على تلك الأمراض وكيفية علاجها مما يبشر بصحة عامة لطلاب مصر الذين يمثلون مستقبل وطننا الباهر.

حسب أحدث تقارير منظمة اليونسيف في 2014، تعتبر مصر ضمن 36 بلدًا يتركز فيها 90% من عبء سوء التغذية العالمي؛ ووصلت معدلات التقزم بين الأطفال دون الخامسة إلى 21% في 2014، بينما وصلت معدلات نحافة الأطفال ونقص الوزن إلى 8 و6% على الترتيب، أما الأنيميا تؤثر على 27.2% من الأطفال دون سن الخامسة.

ووضعت منظمة "الفاو" أحدث إحصائية لها في عام 2014 تفيد أن واحد من بين كل 3 أطفال في مصر يعاني من"التقزم"، وتحتل محافظة القليوبية المركز الأول على مستوى الجمهورية في الإصابة بالمرض بنسبة 65%.

كما أصدر المعهد الدولى لبحوث السياسات الغذائية، تقريره في 2014 يؤكد فيه أن 20% من أطفال مصر يعانون التقزم الناتج عن سوء التغذية، و27% من الأطفال تحت خمس سنوات مصابون بالأنيميا، وعانى 41 مليون طفل دون سن 5 سنوات زائدي الوزن أو مصابين بالسمنة.